تداعيات قرار حكومة دمشق برفع أسعار البنزين منذ يوم أمس الأحد، بدأت بالظهور منذ اليوم الأول من تطبيقه، حيث بدأ أصحاب سيارات الأجرة برفع تسعيرة التوصيلة، مما أدى إلى حدوث بازارات جديدة بين الراكب والسائق، بينما يتوقع سوريون أن تبرز تداعيات القرار أكثر بنهاية الأسبوع، أي أن الترجيحات تتزايد نحو ارتفاعا عاما في الأسعار، لاسيما وأن الوقود يعتبر عصب الحياة اليومية.

ارتفاع الأسعار بـ”دبل ونصف”

بعد ارتفاع سعر البنزين المدعوم، بدا التخبط والفوضى واضحا على تسعيرة التكاسي، إذ رأى سائقو سيارات الأجرة في العاصمة دمشق، إن ارتفاع سعر البنزين المدعوم يوم أمس الأحد قد بلغ “دبل ونصف” عن سعره السابق البالغ 1100 ليرة سورية، موضحين أن وصول سعر البنزين المدعوم إلى 2500 ليرة يعني زيادة في تسعيرته في السوق السوداء أيضا فحاليا يباع اللتر بسعر 7000 ليرة سورية، وهذا يعني أن سعره سيرتفع إلى 8500 ليرة وقد يصل إلى 10 آلاف ليرة، بحسب ما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الإثنين.

وفق آراء السائقين الذين عبروا عن استيائهم من قرار الحكومة، مبينين أن مخصصاتهم أساسا غير كافية لهم لمدة يومين، في حين فإن باقي الأيام يضطرون فيها إلى شراء البنزين من السوق السوداء، فإنه لا يسمح لهم بشراء البنزين بسعر التكلفة، بالإضافة إلى منعهم من الحصول على المادة من محطات الأوكتان 95.

وإزاء هذا الارتفاع، فقد أصبح الشد والجذب بين السائقين والركاب واضحا في بازار للوصول إلى اتفاق على أجرة الانتقال من مكان إلى آخر، وأصبح الانتقال مثلا من ساحة الأمويين إلى مشفى الهلال الأحمر يصل لعشرة آلاف ليرة، ومن المرجة إلى ساحة السبع بحرات 5 آلاف ليرة ومنها إلى باب توما 12 ألفا وإلى جرمانا 20 ألفا، في حين طلب سائقو أجرة من أحد الركاب للوصول من العاصمة إلى صحنايا 50 ألفا وإلى جديدة عرطوز 40 ألفا.

وبالتوازي، رفعت سيارات التاكسي أسعارها لتبلغ 4 آلاف ليرة للراكب من جرمانا إلى البرامكة وبعضهم يطلب 5 آلاف على حين يطالب بعض السائقين بسبعة آلاف ليرة إلى قدسيا، ويكتفي البعض بستة آلاف للراكب، وفق تقرير الصحيفة المحلية.

إجراءات حكومية غير مجدية

في السياق، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في ريف دمشق عامر خلف، إن محافظ ريف دمشق، عقد اجتماعا لدراسة واقع النقل في محافظة ريف دمشق بحضور مدير عام المحروقات أحمد الشماط، ومندوبين عن شركة “جي بي إس” وذلك لدراسة تطبيق نظام “جي بي إس” على جميع خطوط النقل في المحافظة، وضبط آلية عمل هذه الخطوط ومنع تسربها وتصرفها بمادة المحروقات.

وأشار خلف إلى أن المحافظة طلبت من كافة اللجان الفرعية للنقل تزويدها بالمعلومات الكاملة لواقع خطوط النقل وعدد السرافيس العاملة، ليصار إلى معرفة الواقع الفعلي للقطاع الذي يحتوي على أكثر من 8 آلاف وسيلة نقل مسجلة في المحافظة.

وأردف خلف أن عدد السرافيس التي تم توطين مخصصاتها حتى الآن يناهز الـ500 سرفيس إضافة إلى 3 آلاف يتم تزويدها بالمخصصات عن طريق مراكز في محافظة دمشق.

وبحسب خلف، فإن عملية تركيب تقنية “جي بي إس” ستكون إلزامية لكل السرافيس في البداية وأن السرفيس الذي لن يركب الجهاز لن يحصل على مخصصاته.

قد يهمك: أسعار جديدة للبنزين.. السوريون غاضبون!

“مو عاجبك لا تطلع”

بعد أن استفاق السوريون على قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، برفع سعر البنزين بنحو 130 بالمئة، اصطدم الشارع السوري بقرار ذاتي من مالكي التكاسي، حيث بادروا برفع أجرة النقل الخاصة لتصل إلى أسعار خيالية.

وقال أحد سكان محافظة حماة، إن سائقي التاكسي بدأوا بالتسعير على ليلاهم دون رقيب أو حسيب، حيث كانت أجرة السيارة من ساحة العاصي إلى منطقة الكراج قبل رفع سعر البنزين 4000 ليرة، بينما اليوم ارتفعت الأجرة إلى 6000 ليرة، علما أن المسافة تقدر بـ3 كم، وعند السؤال عن هذا الارتفاع يقول أصحاب التكاسي: “هاد الموجود مو عاجبك لا تطلع”، وفق تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الإثنين.

كما وارتفعت أجور النقل بين الريف والمدينة بشكل جنوني وبحسب أحد سائقي التاكسي، فأصبحت الأجرة من مدينة سلمية إلى مدينة حماة (تُقدّر المسافة بين المدينتين بـ 32 كم). بـ 75 ألف ليرة سورية، علما أنها كانت قبل رفع سعر البنزين 50 ألف ليرة سورية،

بعض الناشطين داخل سوريا، بدأوا بتداول هاشتاغ “يلا_عالبسكليت” في إشارة منهم إلى أن الدراجة الهوائية باتت الوسيلة الأفضل، والأوفر في ظل هذه الظروف الراهنة، ليضيف آخر: “يا خوفي يصير في رسوم حتى عالبسكليت !”.

شكاوى عديدة نقلتها مواقع محلية من الموظفين والعمال، الذين تفاجأوا صباح يوم أمس الأحد، بما أسموه “عدم رحمة السائقين”، إذ قال البعض منهم؛ بأن أرخص تسعيرة لم تقل عن 10 آلاف ليرة سورية، في حين أوضح آخرون، أن تسعيرة طلب على سبيل المثال من المزة في دمشق إلى باب توما بلغت 20 ألفا.

من جهتهم، عبّر عدد من سائقي سيارات الأجرة في دمشق، عن إحباطهم إزاء صعوبة الحصول على حصص البنزين لسياراتهم في ظل تضاعف أسعار السوق السوداء، معتبرين أن لهم الحق في رفع أسعار الطلبات الداخلية.

السوريون غاضبون

تابع “الحل نت” ردود أفعال السوريين بعد رفع أسعار البنزين بنحو 130 بالمئة دفعة واحدة، حيث كتبت صفاء أحمد، على صفحتها في موقع “فيسبوك”، “تشجيعا من الحكومة لحملة “يلا عالبسكليت” وحفاظا على الطبيعة من التلوث بعوادم السيارات قامت برفع سعر البنزين”.

وعلّق أحدهم بقوله” تمام التمام صار الراتب بعبي السيارة مرة وحدي ما في داعي للأكل والشرب والبعزقا، ولا عاد بدنا نمرض ونروح لعند دكتور”، وأضاف متابع آخر:” كل دول العالم يمكن أن ترتفع أسعار بعض المواد بنسب مئوية مقبولة، أما على دور هالوزارة النسب بتكون 100 بالمئة وأكثر.. اللي استحوا ماتوا”.

فيما وصف آخرون هذا القرار بأنه غير عادل لمن صمد وفضل البقاء في البلاد، مضيفين: “هذا ثمن الصمود والبقاء في الوطن. ياعيب الشوم على هيك حكومة. تعوض الخسائر من جيوب المواطن. صار الراتب الشهري ثمن تنكة بنزين. العمى بعيونكم وين رايحين بالبلد وشو بتعمل الناس. استحو عاحالكن”، “الله يبارك فيكن ويديم هالقرارات ذخر لصمود المواطن وتصديه لمؤامرات أعداء الوطن”.

في الختام، يرى خبراء اقتصاديون أن أزمة الوقود الأخيرة في سوريا مرتبطة بانخفاض الإمداد الروسي بالنفط لسوريا، بعد غزو أوكرانيا، فيما ترى إيران أنها فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، للحصول على مكاسب متعلقة بالقطاعات الاقتصادية.

قد يهمك: “يلا عالبسكليت”.. ترند سوري بعد ارتفاع البنزين وأجرة التكاسي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.