بعد أن استفاق السوريون على قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، برفع سعر البنزين بنحو 130 بالمئة، اصطدم الشارع السوري بقرار ذاتي من مالكي التكاسي، حيث بادروا برفع أجرة النقل الخاصة لتصل إلى أسعار خيالية، مما تسبب باضطراب اجتماعي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، بوسم “يلا_عالبسكليت”.

أقل طلب بـ20 ألف

بعض الناشطين داخل سوريا، بدأوا بتداول هاشتاغ “يلا_عالبسكليت” في إشارة منهم إلى أن الدراجة الهوائية باتت الوسيلة الأفضل، والأوفر في ظل هذه الظروف الراهنة، ليضيف آخر: “يا خوفي يصير في رسوم حتى عالبسكليت !”.

بعدما أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن خطة لرفع أسعار الوقود أمس السبت، سارع سائقو التاكسي إلى رفع كلفة الطلب من مكان لآخر.

شكوى عديدة نقلتها مواقع محلية من الموظفين والعمال، الذين تفاجأوا صباح اليوم الأحد، بما أسموه “عدم رحمة السائقين”، إذ قال البعض منهم: إن أرخص تسعيرة لم تقل عن 10 آلاف ليرة سورية، في حين أوضح آخرون، أن تسعيرة طلب على سبيل المثال من المزة في دمشق إلى باب توما بلغت 20 ألفا.

من جهتهم، عبّر عدد من سائقي سيارات الأجرة في دمشق، عن إحباطهم إزاء صعوبة الحصول على حصص البنزين لسياراتهم في ظل تضاعف أسعار السوق السوداء، معتبرين أن لهم الحق في رفع أسعار الطلبات الداخلية.

كما نقل موقع “شارع المال” المحلي، عن صاحب إحدى التكاسي قائلا: “سوف ننسى أن لدينا سيارة باستثناء حالات الضرورة والطوارئ.. الله بيفرج”.

حملة غضب

تابع “الحل نت” ردود أفعال السوريين بعد رفع أسعار البنزين بنحو 130 بالمئة دفعة واحدة ودون تمهيد، حيث كتبت صفاء أحمد، على صفحتها في موقع “فيسبوك”، “تشجيعا من الحكومة لحملة “يلا عالبسكليت” وحفاظا على الطبيعة من التلوث بعوادم السيارات قامت برفع سعر البنزين”.

وعلّق أحدهم بقوله” تمام التمام صار الراتب بعبي السيارة مرة وحدي ما في داعي للأكل والشرب والبعزقا، ولا عاد بدنا نمرض ونروح لعند دكتور”، وأضاف متابع آخر:” كل دول العالم يمكن أن ترتفع أسعار بعض المواد بنسب مئوية مقبولة، أما على دور هالوزارة النسب بتكون ١٠٠ بالمئة وأكثر.. اللي استحوا ماتوا”.

فيما وصف آخرون هذا القرار بأنه غير عادل لمن صمد وفضل البقاء في البلاد، مضيفين: “هذا ثمن الصمود والبقاء في الوطن. ياعيب الشوم على هيك حكومة. تعوض الخسائر من جيوب المواطن. صار الراتب الشهري ثمن تنكة بنزين. العمى بعيونكم وين رايحين بالبلد وشو بتعمل الناس. استحو عاحالكن”، “لله يبارك فيكن ويديم هالقرارات ذخر لصمود المواطن وتصديه لمؤامرات أعداء الوطن”.

قرار حُبك ليلا

إرهاصات قرار رفع البنزين، كان السوريون قد رصدوها قبل عدة أيام، إذ بعد إفراغ محطات الوقود في دمشق من البنزين الحر “أوكتان 95″، نتيجة توقف شركة المحروقات عن تزويد المحطات بالوقود، حيث ارتبطت المشكلة بنقص الإمدادات، توقع الكثيرون وقف بيع “الأوكتان 95” في محطات الوقود سيكون تمهيدا للإعلان عن سعر جديد أعلى من السعر الحالي، وهذا ما حدث بالفعل اليوم.

وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، حددت سعرا جديدا للبنزين، وقالت إن العمل بهذا القرار بدأ بعد منتصف ليل أمس السبت، وفق قرار رسمي نشرته على صفحتها الرسمية على منصة “فيسبوك“.

وبموجب القرار الوزاري، أصبح ليتر البنزين الممتاز “أوكتان 90” المدعوم المسلّم على البطاقة الإلكترونية 2500 ليرة سورية بعد أن كان بـ1100 ليرة، ورفعت الوزارة سعر البنزين غير المدعوم من 3500 ليرة إلى 4000 ليرة مقابل اللتر الواحد، وسعر البنزين عالي الأوكتان من 4000 إلى 4500 ليرة.

وزعمت الوزارة السورية في بيان لها، أن هذا القرار يأتي بهدف التقليل من الخسائر الهائلة في موازنة النفط وضمانا لعدم انقطاع المادة أو قلة توافرها.

هذا وتسببت أسعار المحروقات في سوريا في السنوات الأخيرة في معاناة كبيرة للسوريين، تزامنت مع الارتفاع الدوري لأسعارها من جهة، والسحب التدريجي للدعم الحكومي من جهة أخرى، الأمر الذي أثر سلبا على جميع السلع والخدمات في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.