قطاع الألبان والأجبان في سوريا تضرر بشكل ملموس خلال الآونة الأخيرة، حيث وصلت نسبة الضرر إلى جوانب متعددة، كما ازدادت خسائر الحرفيين في هذا القطاع إلى نسب عالية، نتيجة لفترات تقنين الكهرباء الطويلة ودرجات الحرارة العالية. إذ يعتمد عمل حرفيين صناعة الألبان والأجبان بشكل أساسي على حوامل الطاقة من المولدات الكهربائية التي تعمل بدورها على المازوت، وبالتالي يضطر الحرفي إلى شراء المازوت من السوق السوداء، حيث يتراوح سعر اللتر الواحد بين 5 و6 آلاف ليرة سورية.

ونتيجة لارتفاع أسعار المازوت، فإن نسبة كبيرة من حرفيي صناعة الألبان والأجبان توقفوا عن العمل، حيث تراوحت نسبتهم بين 20 و 25 بالمئة، الأمر الذي ينذر بارتفاع قريب في أسعار الألبان والأجبان في الأسواق السورية، في ظل الارتفاعات المتكررة لأسعار المواد المتعلقة بصناعة الألبان والأجبان، وبناء على ذلك فإنه من المرجح حدوث موجة غلاء جديدة في هذا القطاع.

ارتفاع تكاليف الإنتاج

عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان أحمد السواس كشف في تصريح صحفي عن السبب الأبرز لفوضى أسعار الألبان والأجبان في الأسواق، وهو ارتفاع التكاليف، لافتا إلى أن الارتفاع لا يشمل الألبان والأجبان فقط إنما هناك أصناف أخرى من الألبان والأجبان المعلبة ارتفعت كذلك، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الإثنين.

وأردف السواس أنه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وموجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد حاليا، تلجأ الأبقار إلى شرب كميات أكبر من المياه، وبالتالي تنخفض نسبة الدسم في الحليب ونتيجة لذلك يصبح إنتاج الجبنة واللبنة يحتاج لكمية أكبر من الحليب قياسا بفترات الشتاء والطقس المعتدل.

وأشار السواس إلى أنه خلال فصل الشتاء أو الأيام التي يكون فيها الطقس معتدلا، فإن كل 6 كيلوغرامات من الحليب تنتج كيلوغراما من الجبن وكل 3.5 كيلوغرام من الحليب تنتج كيلوغراما من اللبنة، لكن في أيام الحرارة الشديدة ينتج كل 7.5 كيلوغرام من الحليب ينتج عنها كيلوغراما من الجبن و كل 4 كيلو من الحليب أو أكثر تنتج كيلوغراما من اللبنة.

أسباب انخفاض الإنتاج

في سياق أسباب انخفاض إنتاجية قطاع الألبان والأجبان، أوضح السواس للصحيفة المحلية، أن نسبة التلف في قطاع الألبان والأجبان خلال الفترة الحالية كبيرة، وخسائر حرفيي الألبان والأجبان كبيرة أيضا نتيجة فترات تقنين الكهرباء الطويلة ودرجات الحرارة المرتفعة، وأصبح عمل الحرفيين العاملين في صناعة الألبان والأجبان يعتمد الآن على نسبة كبيرة على المولدات التي تولد الكهرباء، فيضطرون إلى شراء المازوت بسعر يتراوح ما بين 5 الى 6 آلاف ليرة سورية للتر الواحد.

وإزاء ذلك، توقف نسبة كبيرة من حرفيي صناعة الألبان والأجبان عن العمل، بالإضافة إلى الحرفيين الذين يمتلكون ورشا صغيرة وغير منتسبين إلى النقابة الحرفية ويخدمون مناطق معينة، كذلك فقد توقفت نسبة كبيرة منهم عن العمل لعدم تمكنهم من الاستمرار في العمل، في ظل الظروف الصعبة ودرجات الحرارة العالية، وعدم قدرتهم على تأمين حوامل الطاقة وغيرها.

أما بخصوص صدور نشرة أسعار جديدة للألبان والأجبان، أوضح السواس أن الجمعية رفعت بيان تكلفة منتجات الألبان والأجبان لمديرية تموين دمشق منذ أسبوع، ولغاية الآن لم يأت الرد منهم، مشيرا إلى أنه تم تحديد سعر كيلو الجبنة البلدية في بيان التكلفة المرفوع بسعر 15 ألف ليرة، وكيلو اللبنة بسعر 10.5 آلاف، وكيلو اللبن بسعر 2900 ليرة، والحليب بسعر 2500 ليرة.

ونوّه إلى أن رفع الأسعار في البيان الذي رفعته الجمعية سببه الأساسي ارتفاع سعر كيلو الحليب خلال الأسبوعين الماضيين بمعدل 150 ليرة سورية للكيلو إضافة لارتفاع سعر العلف وحوامل الطاقة، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة وضع تسعيرية تموينية أسبوعية للألبان والأجبان أسوة بالنشرات التي تصدر للخضار والفواكه والفروج والبيض.

قد يهمك: خسائر الأجبان والألبان بالملايين خلال يومين بسوريا.. ما الأسباب؟

تأثير التصدير

في سياق متّصل، أشار السواس إلى أن معاناة تأمين الغاز الصناعي موجودة منذ بداية السنة وما زالت مستمرة وليس هناك كميات كافية تغطي الحاجة وتوزع على الحرفيين، مبينا أن سعر أسطوانة الغاز الصناعي في السوق السوداء اليوم بـ150 ألف ليرة، على حد تعبيره.

وختم حديثه للصحيفة المحلية اليوم الإثنين بالقول إن تصدير الأجبان ما زال مستمرا لكنه انخفض خلال الفترة الحالية بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة نتيجة لارتفاع التكاليف حيث أصبح هناك أسواق خارجية منافسة في التصدير للسوق السورية مثل الأسواق التركية والأردنية، مؤكدا أنه قبل نحو الشهرين كانت المنتجات السورية تنافس التركية والأردنية وكانت نسبة التصدير أكبر.

أما في إطار تأثير تصدير الألبان والأجبان على الأسعار، بيّن السواس في وقت سابق بأن التصدير مستمر حاليا، رغم توقف تصدير أصناف معينة منذ مدة لم يحددها. مشيرا إلى أن بعض التجار وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة يقومون بتخزين أصناف من الأجبان لشهرين تقريبا في حال توقف التصدير لحين عودة السماح به، الأمر الذي ينعكس أسعار على بعض أصناف الأجبان، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، مؤخرا.

واختتم السواس حديثه السابق بالقول أن تكلفة كيلو الحليب بالجملة على الحرفي لحين وصوله أرض المعمل بحدود 1950 ليرة سورية وهي مرتفعة عن السابق، وأن معامل البوظة تقوم بشراء الحليب الطبيعي بدلا من حليب البودرة الأمر الذي أدى إلى حصول نقص بالمادة في السوق إضافة لارتفاع سعرها.

ارتفاع الأسعار

في إطار ارتفاع الأسعار، فقد شهدت الأسواق السورية خلال الفترة الماضية عدة ارتفاعات متتالية في أسعار الألبان والأجبان، حيث وصل كيلو اللبن إلى الـ 3000 ليرة سورية عند أعلى سعر له في تاريخ السوق السورية مرتفعا بنسبة 35 بالمئة خلال النصف الأول من العام الحالي.

كما بلغ سعر كيلو الحليب نحو 1000-1200 ليرة في بداية العام الحالي ليرتفع منذ نحو ثلاثة أشهر حتى خلال الفترة الماضية سعر الكيلو نحو 2500 ليرة سورية، وارتفع سعر كيلو اللبنة لنحو 11 ألف ليرة مقارنة عما كان عليه ببداية العام بسعر يقارب 6 آلاف ليرة أي بارتفاع بنحو الضعف.

في حين بلغ سعر كيلو الجبنة البلدية نحو 16 ألف ليرة سورية بينما كانت في بداية العام الحالي بسعر لا يتجاوز الـ 10 آلاف ليرة سورية، وفق نشرات تسعيرة التموين الحكومية.

على جانب آخر، يشكو الأهالي من ارتفاع الأسعار سواء للحليب ومشتقاته أو الفروج والخضروات والبيض، ويعتبرونها غير منطقية ولا تأخذ في الاعتبار موضوع ضعف القوة الشرائية للمواطن ولا تلبي تطلعاتهم ومطالبهم المتكررة بخفض الأسعار أو زيادة قيمة الرواتب ودخل المواطنين بالتوازي مع ارتفاع الأسعار في الأسواق.

الجدير بالذكر أنه وكنتيجة للارتفاع الملحوظ في أسعار الحليب ومشتقاته، فقد أصبحت هذه المواد بعيدة عن متناول نسبة كبيرة من العائلات السورية التي باتت تشتري الجبن واللبنة بالأوقية ونصف الأوقية، وأحيانا يعزفون عن الشراء لفترة طويلة.

قد يهمك: ارتفاع قريب لأسعار الألبان والأجبان في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.