في خطوة غير مسبوقة تعد الأولى من نوعها بالتاريخ الأميركي، داهم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي ” إف بي آي”، أمس الاثنين، منتجع “مار إيه لاغو” الذي يملكه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بولاية فلوريدا، تنفيذا لأمر تفتيش، كجزء من تحقيق عن أوراق خاصة تم نقلها من البيت الأبيض.

الفدرالي ينفذ مذكرة تفتيش

كجزء من التحقيق في سوء التعامل مع سجلات سرية تعود ملكيتها لـ “البيت الأبيض”، أجرى مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي”، عملية تفتيش لمقر إقامة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ.

وقال الرئيس ترامب، في بيان إلكتروني، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي “داهم” منزله في فلوريدا، قام بتفكيك خزنته، حيث قال مصدر مطلع على الأمر لشبكة “إن بي سي” الأميركية، إن التفتيش مرتبط بمعلومات سرية يُزعم أن ترامب نقلها معه من البيت الأبيض إلى منتجع “بالم بيتش” في كانون الثاني/يناير 2021.

وأسفر التفتيش، الذي استغرق ساعات عن مصادرة صناديق تحوي سجلات ورقية، وذلك بحضور محامية ترامب، كريستينا بوب.

الجدير ذكره، أنه لم يواجه أي رئيس أميركي سابق، لا سيما الرئيس الذي يفكر علنا في محاولة أخرى لتولي المكتب البيضاوي، مثل هذا الإجراء العام لإنفاذ القانون.

ماذا سرق ترامب؟

وزارة العدل الأميركية، لديها تحقيقان مرتبطان بالرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أحدهما يتعلق بالجهود التي بذلها لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتحقيق الأخر يتعلق بنقله كانون الثاني/يناير 2021، وثائق رئاسية سرية تتعلق بالبيت الأبيض.

شمل البحث الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي فحص مكان الاحتفاظ بالوثائق، واستعادة الأرشيف الوطني لسجلات البيت الأبيض من مقر إقامة ترامب، إذ كان على مكتب التحقيقات الفيدرالي، أمس الاثنين، التحقق من عدم ترك أي شيء وراءه.

ومن جانبها، نقلت “نيويورك تايمز”، عن مصدر مطلع، أن ترامب نقل لمقر إقامته في نهاية ولايته صناديق تحتوي وثائق سرية تضمنت مراسلات خاصة بالرئيس السابق باراك أوباما، وأضافت أنه تأخر في إعادة 15 صندوقا تحوي مواد طلبها مسؤولون في الأرشيف الوطني لأشهر.

ويأتي التحقيق بعد أن أخطرت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية الكونغرس، في شباط/فبراير الفائت، بأنها استعادت حوالي 15 صندوقا من وثائق البيت الأبيض من منزل ترامب في فلوريدا، بعضها يحتوي على مواد سرية.

كما أعلنت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي في ذلك الوقت، أنها ستوسع نطاق التحقيق في تصرفات ترامب، وطلبت من إدارة المحفوظات تسليم معلومات إضافية.

في السياق ذاته، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة “سي بي إس” الأميركية، إن إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، لم يتم إخطارها بحملة التفتيش التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

قضايا ترامب لا تنتهي

وإلى جانب ملف الوثائق، يخضع ترامب، أيضا للتحقيق في عدد من المسائل الأخرى، بما في ذلك اقتحام مؤيديه لمبنى “الكونغرس” الأميركي لمنع الاعتراف بفوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن، وجهوده للتلاعب بالانتخابات الرئاسية في جورجيا، وبعض تعاملاته التجارية في نيويورك.

وفي إطار التحقيق في مؤامرة تهدف إلى تزوير الانتخابات الرئاسية، تعقد لجنة من مجلس النواب الأميركي جلسات استماع تشريعية منذ أسابيع، حول مداهمة مؤيدي ترامب، مبنى “الكابيتول” الأميركي في 6 كانون الثاني/يناير 2021.

وبينما رفض المدعي العام ميريك غارلاند التعليق على تكهنات بإمكان توجيه اتهامات جنائية لترامب، فإنه أكد قائلا “لا يوجد شخص فوق القانون”، مبديا عزمه على “محاسبة كل شخص مسؤول جنائيا عن محاولة قلب نتيجة انتخابات شرعية”.

الجدير ذكره، أن دونالد ترامب، تولى رئاسة أميركا، شغل منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من الفترة 2017 إلى 2021، وانتهت ولايته بعد أن صادق مجلسا الشيوخ والنواب الأميركيان، في جلسة مشتركة في كانون الثاني/يناير 2021، على فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بالرئاسة بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لدونالد ترامب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة