لطالما كانت تركيا متصدرة المشهد السوري، وخاصة على صعيد الملفات المتعلقة بمناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، حيث تتحكم أنقرة بمفاصل المنطقة سياسيا وعسكريا، إلا أن التصريحات التي نطق بها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس الخميس، تسببت بخروج المئات من المدنيين ضد القوات التركية المتمركزة في محافظة إدلب، في مظاهرات حاشدة.

أمام القاعدة التركية

مصادر محلية قالت لموقع “الحل نت”، إن “أكثر من 400 شخصا تجمعوا أمام القاعدة العسكرية التركية في بلدة المسطومة جنوب إدلب، احتجاجا على التصريحات التركية الأخيرة، التي تضمنت التصالح مع القوات الحكومية السورية”.

وأوضحت المصادر، أن “المتظاهرين رددوا عبارات وهتافات، ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافات لشعارات طالبت الجيش التركي بالخروج من محافظة إدلب”.

وأضافت المصادر ذاتها، أن “المتظاهرين اختاروا بلدة المسطومة كونها تحتوي القاعد العسكرية الأكبر للجيش التركي جنوب محافظة إدلب، ويتواجد بداخلها ضباط يشرفون على عمليات الأتراك في المنطقة”.

وأشارت المصادر إلى أن “عدد من الشبان حاولوا الدخول إلى القاعدة التركية، لتعمل عناصر الجيش التركي على استهدافهم بقنال غاز مسيل للدموع بالقرب من جدار النقطة، دون وقوع إصابات بشرية”.

دعوات جديدة للتظاهر

المصادر ذاتها، قالت خلال حديثها مع موقع “الحل نت”، إن “الدعوات للمظاهرات لم تتوقف فقط عند بلدة المسطومة، بل سوف يكون أكثر من 12 نقطة تظاهر خلال الساعات المقبلة، وجميعها تهدف إلى رفض التصريحات التركية”.

وخرجت مظاهرة حاشدة، ليلة أمس الخميس، وسط مدينة إدلب ، رددت شعارات تضمن إسقاط النظام السوري، ورفض المصالحة، كما هتف المتظاهرون عبارات توبيخه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وشهدت مناطق ريف حلب الشمالي، المسيطر عليها من قبل “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة، ليلة أمس الخميس، احتجاجات مشابهة، حيث منع المحتجون دورية تركية من المرور بإحدى الطرقات الرئيسية في بلدة الراعي، وأشعلوا إطارات، وأغلقوا الطريق بالحجارة، كما ردّدوا شعارات رافضة للتصريحات التركية، فيما أحرق محتجون آخرون العلم التركي.

وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مساء الخميس، عن إجرائه محادثة“ قصيرة”، مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.

وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية فإن الوزير التركي، شدد على ضرورة وجوب تحقيق “مصالحة” بين المعارضة وحكومة دمشق في سوريا بطريقة ما، مبينا أنه لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في تصريحات لمجموعة صحافيين رافقوه، خلال عودته من سوتشي، قبل أيام، أن بوتين أخبره بأن حل الأزمة السورية سيكون أفضل بالتعاون مع دمشق، وأنه رد بأن جهاز المخابرات التركية يتعامل بالفعل في هذه القضايا مع المخابرات السورية “لكن بيت القصيد هو الحصول على نتائج“.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة