خلال أشهر فصل الصيف يزداد تواجد الكثير من أنواع الأسماك في أسواق الساحل السوري، وخاصة نوعية سمك البلميدا، أو كما يسمونها “سمكة الدراويش”، لكن الكثير من الناس يشككون في جودة وصحة هذا النوع من الأسماك، وأنه يسبب حالات تسمم وحساسية وهذا ما حدث فعلا، ازدياد حالات الحساسية في محافظة طرطوس نتيجة تناول الأسماك وخاصة البلميدا نتيجة عدم تجميدها في الثلاجة بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وبالتالي تعرضها لفترات طويلة لدرجات الحرارة مما يتسبب في فساد هذه الأسماك.

40 حالة تحسس

الهيئة العامة لمشفى الباسل في طرطوس، سجلت ارتفاعا في عدد حالات التحسس بسبب تناول الأسماك، خاصة سمك البلميدا، حيث استقبل قسم الإسعاف في المشفى خلال الأسبوع الماضي أكثر من 40 حالة تحسس.

من جانبه، قال مدير عام الهيئة العامة لمشفى الباسل، الدكتور إسكندر عمار: “نلاحظ تزايدا في عدد المرضى الذين يراجعون قسم الإسعاف بأعراض تحسس تتراوح بين خفيفة، ومتوسطة وتتمثل بألم بطني، وتحسس، وضيق تنفس، ودوار، وإقياء، وإسهال عند البعض، وذلك جراء تناول سـمك البلميدا بشكل رئيسي”، وفق ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، يوم أمس الجمعة.

والأسبوع الماضي، سجل المشفى الوطني في محافظة اللاذقية، أكثر من 90 حالة حساسية جراء تناولهم أسماكا فاسدة، بسبب عدم احترام شروط حفظها وتخزينها، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة.

وقالت مديرة المشفى الوطني في اللاذقية آنذاك، سهام مخول، إن أكثر من 90 حالة حساسية وصلت إلى قسم الإسعاف خلال الأسبوع الماضي، مبيّنة أن جميع المصابين تناولوا أسماكا اشتروها من باعة جوالين.

قد يهمك: الكيلو بـ ألفي ليرة سورية.. ما قصة الانخفاض الكبير بأسعار السمك؟

الأسباب

حول أسباب حدوث حالات الحساسية، أوضح مصدر في مديرية صحة طرطوس، للموقع المحلي أن التحسس الغذائي، هو رد فعل عرضي لحساسية تناول الأسماك من نوع بلميدا “الكبير” مما يسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص بسبب مادة بري هيستامين التي يحتويها.

 ونوّه ذات المصدر، إلى أن حالات التحسس الغذائي تكثر من الأسماك في مثل هذه الفترة من السنة، وتزداد بين شهري آب/أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، وذلك بسبب تكاثر سمك البلميدا وصيده بكميات كبيرة، وطرحه في الأسواق بأسعار مناسبة ما يشجع أغلبية الأهالي على شرائه.

ودعا المصدر، المواطنين ممن لديهم حساسية إزاء مادة بري هيستامين (طليعة هيستامين)، الموجودة في سمك البلميدا الكبير، أن يسلقوا السمك نصف سلقة قبل طبخه، وذلك لتخفيف تأثير مادة هيستامين المسببة للتحسس الذي يطلق عليه اسم التحسس الكاذب.

كما حذر المصدر، من التأخر بطهي الأسماك التي كانت مثلجة وذاب عنها الثلج، وذلك لأن مادة بري هيستامين الموجودة فيها تتحول إلى مادة هيستامين التي تسبب التحسس، ناهيك عن أن سوء التخزين يؤدي إلى زيادة حالات التحسس الغذائي أيضا.

وأشار إلى ضرورة طبخ السمك بعد صيده مباشرة، وأن لا يمر وقت طويل على تركه دون طهي، كما لا يجب أن يوضع في الثلاجة لفترة طويلة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع الطويل للكهرباء.

ويُقبل المواطنون في الوقت الحالي على شراء الأسماك، نظرا لانخفاض أسعارها نسبيا، ورغبة الصيادين والتجار في بيع ما لديهم، نظرا لصعوبة حفظ هذه الأسماك، وإبقائها طازجة تحت ظروف تخزين ملائمة بالثلج ودرجات الحرارة المنخفضة.

هذا وتتكرر حوادث التحسس والتسمم في الصيف نتيجة تناول المواطنين للأسماك في الساحل السوري، مع سوء التخزين بسبب ساعات التقنين الطويلة للكهرباء، فضلا عن أن معظم المحلات الصغيرة التي تبيع الأسماك لا تحتوي على ثلاجات تعمل دائما، والباعة الجوالين لا يضعون كميات كافية من الثلج لتغطية الأسماك لحمايتها من درجات الحرارة العالية، مما يسبب فساد هذه الأسماك.

أسعار الأسماك

مع استمرار أنواع الأسماك التي تأكلها الطبقة المخملية بسوريا في الحفاظ على أسعارها المرتفعة، انخفضت أسعار الأسماك الشعبية “سمك الفقراء” في الأيام القليلة الماضية، وعلى وجه الخصوص السردين، والسكنبري، والبلميدا.

وسجل سعر كيلو السكنبري والبلميدا ما بين 3500 إلى 5000 ليرة للكيلو، و4 آلاف ليرة لكيلو السردين، و10 آلاف ليرة لنوع عبيدا “البلاميدا الصغيرة”.

أما الأنواع الأخرى التي ليست بمتناول الطبقة الفقيرة، فحافظت على سعرها المرتفع، حيث بلغت أسعارها بالجملة، 15 ألف ليرة لكيلو سمك “لمبوك”، و”التريخون” بـ 20 ألف ليرة، و”الأجاج” فقد وصل سعر الكيلو الواحد إلى 35 ألف ليرة، أما كيلو “الفريدي” وصل إلى 60 ألف ليرة، و”اللقس” 80 ألف ليرة، وقد يصل سعر الكيلو بالمفرق إلى 100 ألف ليرة.

أحد الصيادين في سوق السمك ببانياس، قال لصحيفة “تشرين” المحلية، مؤخرا، إن هناك إقبالا كبيرا على شراء السمك الشعبي، وأصبح الأغنياء والفقراء يأكلون السمك الآن، لأنه أقل كلفة من اللحوم البيضاء والحمراء، ومهما كانت الكميات التي يتم اصطيادها يوميا تنتهي مع حلول الساعة الواحدة ظهرا.

من جهته، ذكر عادل تنبوك، رئيس جمعية صيادي طرطوس، للصحيفة، في وقت سابق، إن الطلب والعرض يحكمان توافر السمك، وأن هناك كمية كبيرة من الأنواع الشعبية حاليا متواجدة على السواحل السورية، ما أدى إلى انخفاض سعره إلى أقل من النصف، إضافة إلى ذلك، فإن غياب الكهرباء أثّر في انخفاض الأسعار لعدم قدرة الصياد على الاحتفاظ بالأسماك وارتفاع سعر قوالب الثلج.

وخلال الأسابيع الماضية، شهد سوق السمك في مدينة بانياس الساحلية السورية إقبالا ملحوظا على شراء الأسماك، نظرا لتوافر أنواع وكميات كبيرة من الأسماك للبيع، نتيجة الأحوال الجوية خلال فصل الصيف التي ساهمت في تكاثر الأسماك وخاصة نوعية البلميدا أو ما يعرف بـ” سمكة الدراويش”.

وقال عدد من المتسوقين في سوق السمك في بانياس، لوسائل الإعلام المحلية في وقت سابق: “لا يمكننا أكل السمك إلا في الصيف، عندما يصبح موسم تكاثر أسماك البلميدا وتنخفض الأسعار، مما يجعلنا قادرين على شراء كيلو أو أكثر بما يضمن عدم الإخلال بالميزانية الشهرية”، وأشار أحدهم إلى أنه “اشترى سمكة بلميدا تزن 4 كيلوغرامات بسعر 15 ألف ليرة سورية”، المبلغ الذي وصفه بأنه يتناسب مع وجبة لحم، خاصة الأسماك لديها فوائدها كثيرة.

تاليا، ونتيجة لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، يتجنب الكثير من المواطنين شراء هذا النوع من الأسماك، بالإضافة إلى أن الصيادين والبائعين، في حال عدم بيع جميع بضائعهم من هذه النوعية يضطرون إما إلى البيع بسعر أقل، أو رميها لأنها تصبح غير صالحة للأكل في حالة التعرض للحرارة العالية ولفترات طويلة، وبالتالي تعرض البائع لخسائر نتيجة نقص الكهرباء.

قد يهمك: أسعار خاصة لـ “سمك الطبقة المخملية” في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.