يبدو أن روسيا ستواجه خلال الفترة القادمة، فشلا في منظوماتها الخاصة بالدفاع الجوي، لا سيما فيما يتعلق بصواريخ إس 400، ذلك بعد أن حصلت على مليارات الدولات، مقابل تزويدها بعض الدول وفي مقدمتها الهند والسعودية بهذه المنظومة.

“فشل عملياتي”

مؤسسة “راند” للأبحاث والتطوير، تحدثت عن “فشل عملياتي“، سيواجه الدول التي حصلت على منظومة إس 400، لا سيما وأن تعزيز القدرات الدفاعية لجيوش هذه الدول، سيتطلب “الأخذ بعين الاعتبار التحديات المالية والتقنية الهائلة المطلوبة لضمان الفعالية“.

وأشارت المؤسسة في تقرير حول فعالية منظومة الدفاع الجوي، إلى أنه: “من المرجح أن تكون التكلفة الإجمالية لنشر نظام دفاع فعّال ومتكامل للفضاء الجوي أضعاف تكلفة شراء وصيانة نظام صواريخ (إس-400)“.

ويؤكد التقرير، أن الدول التي حصلت على هذه الأنظمة الروسية، يمكن أن تكون عرضة لـ“فشل عملياتي هائل“، كما ويستشهد معدو التقرير بما حصل مع القوات المسلحة السعودية، عندما تم إطلاق هجوم باستخدام صواريخ كروز، مباشر من قبل جمهورية إيران أو حلفائها الحوثيين في اليمن، “حيث تم شن هجوم على اثنين من مراكز إنتاج النفط السعودية الرئيسية“.

ولا تُعد صواريخ كروز، منخفض الارتفاع هو التهديد الوحيد، للدول التي تمتلك أنظمة دفاع جوية معقدة، إذ تؤكد “راند“، إن: “هجمات الطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية، وهجوم الصواريخ البالستية على مطار أمريكي يقع في العراق، ردا على قرار إدارة ترامب باغتيال الجنرال قاسم سليماني، ليست سوى أمثلة على الصعوبات المتأصلة في الدفاع الجوي الفعّال“.

قد يهمك: بعد الرد الإيراني.. ما مصير الاتفاق النووي؟

إسراف عسكري واقتصادي

ويصف التقرير عمليات شراء إس 400 بـ“الإسراف العسكري المكلف“، وذلك اعتمادا على بيئة تركيب هذه المنظومة، ويقول: “القضية الحقيقية هي أن القيادة المدنية والعسكرية تواجه خيارات استثمارية تتجاوز قرار شراء صواريخ(إس-400) لكي تكون فعالة، يجب نشر صواريخ (إس-400) ضمن نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، ويتطلب قوة عاملة عسكرية ماهرة للغاية للعمل. وبخلاف ذلك، سوف يثبت أن الاستثمار في مثل هذه الصواريخ هو إسراف“..

وبحسب التقرير فإن: “التكاليف الكاملة وتعقيدات هذه الأنظمة، تتطلب إجراء تحليلي منهجي لمجموعة كاملة من المقايضات العسكرية والدبلوماسية والمالية. في ضوء ضغوطات الميزانيات المحدودة التي ستواجه هذه البلدان، خاصة فترة ما بعد الوباء الحالي، ستواجه القيادات الوطنية استحقاقات لمواطنيها لتقديم تقييم شامل يضمن الفعالية“.

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والخبير في العلاقات الدولية، أيمن سلامة، يرى أن المنظومة الروسية للدفاع الجوي “إس 400”، ستشكل ضغوطا اقتصادية على الدول التي اقتنتها، حيث أن الفعالية الشاملة المتكاملة للمنظومة، لا تقتصر فقط على فعالية المقذوفات بذاتها ولكن تتطلب تكاليف المنظومة المتكاملة لهذا النظام.

ويقول سلامة، في حديث خاص لـ“الحل نت“: “بعض الدول ذات الموارد الاقتصادية الشحيحة تشتري هذه الأنظمة دون التقدير المتكامل لعناصر المعدات الأخرى المتطلبة في هذه المنظومة، فالأمر لا يقتصر على المقذوفات الصاروخية وحسب، فدورة الحياة الكاملة لقطع الغيار هي طويلة جدا، ومن ثم فتكاليف المنظومة بالنظر لدورة الحياة هي مكلفة بالمقارنة مع منظومات دفاعية أخرى“.

منظومات أخرى أفضل

ويعتقد سلامة، أن تعقيد “إس 400” في تحقيق الفعالية، دفع بعض الدول لتفضيل منظومات أخرى على المنظومة الروسية، وحول ذلك يضيف: “في هذا الصدد فإن النظام المتكامل للدفاع الجوي الذي يتضمن فضلا عن المضادات الأرضية، طائرات الإنذار المبكر والمراقبة مثل الطائرات الأميركية أواكس، فالعديد من الدول حتى في الشرق الأوسط تعتمد على مثل هكذا نظام“.

وحول تراجع كفاءة المنظومة الروسية، يشير سلامة، إلى تطوير بعض الدول، لا سيما في أوروبا لأنظمة تشويش إلكتروني وراداري لمجابهة المنظومة الروسية، ويقول: “لذلك نجد أن الطائرات الإسرائيلية الحديثة تتزود بهذه الأنظمة للتشويش على المنظومات الروسية والأنظمة المماثلة“.

ويردف قائلا: “هناك جهود أوروبية أيضا لابتكار منظومات تشويش وإعاقة جوية للمنظومة الروسية، لا سيما بعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، هناك عمليات نقل لمقاتلات بريطانية من أجل عملية واسعة لحلف شمال الأطلسي، بهدف مسح ترددات الدفاع الجوي الروسي.. هذا سيخلق نافذة لمقاتلات الناتو للتخفي من المنظومة الروسية. لكن بالرغم من هذه المواكبات والتطورات في أوروبا لمجابهة المنظومة الروسية، إلا أن هذه المنظومة حتى هذه اللحظة، أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي المتاحة “.

ومما يؤكد انخفاض مستوى فعالية المنظومة الروسية، مقارنة بما روّجت له روسيا سابقا، تعرض قاعدة جوية عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم قبل أيام، وتُعد هذه القاعدة الجوية موطنا لفوج طيران الهجوم البحري المستقل الـ43 التابع للبحرية الروسية في البحر الأسود ، والذي يشغل طائرات “Su-30SM” النشطة في الحرب ضد أوكرانيا.

قد يهمك: عام على استلام إبراهيم رئيسي السلطة في إيران.. مخاطر وتحديات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.