إيقاف متكرر لمياه محطة “علوك”، منذ سيطرة تركيا والفصائل السورية المعارضة المدعومة منها، على مدينة سري كانيه/رأس العين بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سوريا، أواخر 2019.

وتعتبر محطة مياه “علوك” المورد المائي الوحيد المغذي لمدينتي الحسكة وتل تمر وريفيهما، في حين تتحكم بها الدولة التركية والفصائل المدعومة منها.

لا بديل عن “علوك

الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في مدينة الحسكة، نوار صبري، قالت في حديث لموقع “الحل نت”، إن “مشكلة المياة مستمرة منذ أكثر من عامين، ولا بديل عن محطة “علوك”، التي انقطعت بشكل كامل عن مدينة الحسكة وريفها، منذ العاشر من شهر آب/أغسطس الجاري.

في حين لم تصل مياه الشرب الواردة من محطة “علوك”، منذ 25 يوما إلى حي الناصرة في مدينة الحسكة، حيث يعتبر من الأحياء السكنية المرتفعة في المدينة، ما يجبر سكان الحي لشراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة وغير محببة للشرب لما لها من رائحة، بحسب سكان الحي.

وأشارت مسؤولة المياه في الحسكة، إلى أنه خلال الشهرين الماضيين كانت تصل مياه الشرب إلى أحياء الحسكة فقط لـ15 يوما في الشهر.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، أوقفت تركيا المحطة نحو 27 مرة، آخر مرة في منتصف الشهر الماضي جراء عطل في محطة تحويل كهرباء الدرباسية التي تغذي المحطة، وتعمد الفصائل المدعومة من تركيا لاستخدام حمل زائد على محطة الدرباسية، بطاقة تقد بـ 8ميغا، بينما يلزم لتشغيل محطة “علوك” 3 ميغا، الأمر الذي أدى إلى عطل في الكبل العرضي.

وخريف العام الفائت، وقعت “الإدارة الذاتية” اتفاقية مع الجانب التركي بوساطة روسية، لتشغيل 20 بئر، من أصل 30 بئر و 5 مضخات في “محطة علوك”، مقابل تغذية المحطة بالكهرباء من محطة الدرباسية، في حين أن نحو 15 بئرا ومضختان فقط قيد التشغيل، بحسب مسؤولي “الإدارة الذاتية”.

قد يهمك: لا تعليم مجاني في سوريا.. ما حقيقة ذلك؟

مناشدات مستمرة لتحييد المحطة

مسؤولة المياه في الحسكة، ذكرت بأن مناشداتهم مستمرة منذ عامين لـ “تحييد محطة علوك التي يهدد انقطاعها حياة مليون ونصف إنسان يعيشون في الحسكة ونواحيها، ونحو نصف مليون مهجر من سري كانيه/رأس العين بعد سيطرة تركيا عليها.

إلى ذلك ناشد مجلس مدينة الحسكة، عبر بيان، اليوم الأحد، المجتمع الدولي والضامن الروسي ومنظمات حقوق الإنسان بـ “التدخل بشكل فوري والضغط على الدولة التركية بإعادة ضخ المياه وإنهاء معاناة أهالي الحسكة وتلافي حدوث كارثة إنسانية حقيقة تهدد بعطش أكثر من مليون ونصف إنسان وأكثر من خمسمئة ألف نازح ومهجر مقيمين في المخيمات”.

وأشار البيان، إلى أن “هذا القطع المتعمد للمياه عن مدينة الحسكة وما حولها يعتبر جريمة ضد الإنسانية فالمياه مرتبطة بالحياة وحق الحياة مصان بكل القوانين والشرائع السماوية ولا يجوز بأي حال من الأحوال لأحد أن يقوم باحتكارها أو منعها أو استخدامها كورقة ضغط او مساومة أو ابتزاز مهما كانت الأسباب”.

وتشير التقارير الدولية والأممية إلى تأثر ما يقارب مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها بسبب قطع تركيا المياه من محطة علوك الواقعة قرب مدينة سري كانيه/رأس العين بعد سيطرة تركيا وفصائل سورية مسلحة مدعومة منها في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.

قد يهمك: أزمة عطش في الحسكة وخبز غير ذكي في حمص.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.