في تصريح أثار موجات غضب واسعة بين السوريين، هاجم الممثل السوري عدنان أبو الشامات، السوريين في دول اللجوء، معتبرا أن السوري نقل معه “الفساد والرشوة” إلى بلدان اللجوء الجديدة في أوروبا غيرها.

أبو الشامات نشر هذا الكلام عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الخميس وجاء فيه: “السوريين نقلوا خبرتهم بالفساد والرشوة إلى دول اللجوء. نجحوا في أماكن، وما زالوا يحاولون في أماكن أخرى”.

غضب جماهيري

وأثار منشور أبو الشامات موجات غضب واسعة في أوساط السوريين، الذي انتقدوا كلامه، واتهموه بـ”التحامل على اللاجئين السوريين”، وجاء في أحد التعليقات: “التعميم لغة الجهلاء يا.. أستاذ”.

وعلق كذلك ياسين قلعجي على منشور أبو الشامات، قائلا: “حتى لو في لاجئين سوريين فاسدين، مو معقول طريقة التعميم هي، ولا ما شفت آلاف قصص السوريين الشرفاء، يللي طلعو وعملو نجاحات كبيرة من ولا شي”.

قد يهمك: نقيب الفنانين غاضب..  منع غناء سارة زكريا وريم السواس في سوريا

ومن بين تعليقات المتابعين المعارضة للمنشور أيضا: “أنا كتير بحترمك أستاذ وبقدرك، لكن أنا ملاحظ عندك وعند غيرك في شوي كره للاجئ وخصوصا للي بألمانيا”.

بدوره هاجم أبو الشاما، منتقديه، حيث جاءت معظم ردوده ساخرة، وهو أسلوبه عادة بالرد على منتقديه، في مختلف منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

عدنان أبو الشامات تعرض كذلك لاتهامات، بتجاهل النجاحات التي حققها اللاجئون السوريون في دول اللجوء، ووثقتها العديد من التقارير الدولية، ووسائل الإعلام العالمية المختلفة.

قصص نجاح

في ألمانيا مثلا يشير تقرير لصحيفة “التايمز” إلى أنه “كانت هناك أوقات على مدى السنوات الماضية، بدت فيها ألمانيا تحاول جاهدة استيعاب تدفق لا مثيل له في التاريخ، وصل إلى حوالي 1.2 مليون شخص، وبدت فيه كلمات ميركل في أفضل الأحوال غير مكترثة، وفي أسوأ الأحوال متغطرسة”.   

وتقول الصحيفة إن التشاؤم كان يسود البلد، فأكثر من ثلثي الألمان يعتقدون أن الهجرة جعلت بلدهم مكانا أكثر خطورة، بحسب استطلاعات رأي، نشرتها مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يقول فيه 20 بالمئة إن الهجرة حولت الهوية الألمانية والثقافة إلى الأفضل، فإن 44 بالمئة يعتقدون أن الهجرة جعلت الأمور أسوأ. 

 ويستدرك التقرير بأنه بعيدا عن العناوين، فإن هناك قصة أمل لبلد في الواقع تمكن من التأقلم والاستيعاب، مع أن ذلك بصمت، وليس بشكل منتظم عبر المناطق، فهناك حوالي 400 ألف أقاموا في ألمانيا منذ عام 2015، حتى 2020 يعملون الآن، بحسب اتحاد أصحاب الأعمال الفيدرالي، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يزال أقل منه لدى الألمان، الذين تصل نسبة العاملين بينهم إلى الثلثين، إلا أن هناك حاجة لوضع كل رقم في السياق المناسب.

ويبين الكاتب أن استيعاب الوافدين الجدد في اقتصاد يعطي العامل الألماني مميزات تتمثل في تحدي الأجيال، فتشير الدراسات إلى أن اللاجئين يحتاجون ما معدله 20 عاما للحاق بالسكان الأصليين في سوق العمل.

 وتلفت الصحيفة إلى أن الدولة أطلقت عام 2016 برنامج “ما قبل الدمج” لطالبي اللجوء، الذي اتبع نموذجا هولنديا ناجحا، حيث يعطى كل لاجئ 600 ساعة لغة ألمانية، و100 ساعة “مواطنة”، بما في ذلك العناصر الأساسية للنظام السياسي، مشيرة إلى أنه عندما يتم إسكانهم في بلد ما فإنهم يمنعون من الانتقال منه لمدة ثلاث سنوات؛ لمنعهم من التكتل في المدن الكبيرة، مثل فرانكفورت وبرلين. 

وتقول الصحيفة إن “الصعوبات التي تواجه اللاجئين جمة، أما قصص نجاح اللاجئين السوريين والعراقيين، التي تبدو كأنها قصص خيالية، مثل قصة عازف البيانو إيهام أحمد، أو السباحة الأولمبية يسرى مرديني، أو الفائزة بجائزة نوبل للسلام ناديا مراد، ليست إلا الاستثناء”. 

وبحسب التقرير، فإنه في بلد يولي أهمية كبيرة للشهادات، فإن هناك اثنين من كل خمسة من القادمين الجدد بعد عام 2015، ليست لديهم شهادة ثانوية عامة، وواحد من ثمانية ليس معه تعليم ابتدائي. 

ويبين الكاتب أنه “حتى عندما يحمل اللاجئون شهادات مهنية أو خبرة عملية، فهي في العادة غير معترف بها في ألمانيا، وهذا يعني أن شهادة المحاماة التي يحملها بعض اللاجئين، ليس لها قيمة في ألمانيا: فهي باللغة الخطأ، والقوانين الخطأ؛ لأن القانون السوري قائم على النموذج الفرنسي، فهو قائم على الفلسفة القانونية الخاطئة أيضا، وبدلا من المحاماة تحول إلى العمل أي عمل يتوفر له، مثل الترجمة أحيانا لشركة تلفزيون”.

اقرأ أيضا: فراس إبراهيم يكشف عن انخفاض أجور الممثلين في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.