مواجهة إلكترونية عنيفة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت ردود أفعال متباينة خلال الساعات الأخيرة، المواجهة جرت بين اثنين من العاملين في وسائل الإعلام القطرية، وهما الإعلامي فيصل القاسم، الذي يعمل في قناة الجزيرة، والمعلق الرياضي في قنوات “بي إن سبورتس” الرياضية.

القاسم يهاجم حكومة الجزائر

وبدأت القصة عندما هاجم الإعلامي السوري فيصل القاسم، الجزائر، تعليقا على استقبال البلاد، للقمة العربية القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، في ظل جهود بعض الدول لإعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، بعد غياب لأكثر من عشرة سنوات.

واستهزأ القاسم في منشور عبر صفحته الرسمية في موقع “تويتر“، بجهود الجزائر بـ“لم شمل العرب“، معتبر أن حكومة الجزائر “تعادي بعض الدول العربية”.

وجاء في منشور القاسم: “نظام يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر، نظام يتحالف مع إيران ضد العرب، نظام يعادي جاره العربي المغرب، ثم قال شو قال: يريد لم شمل العرب في قمة عربية، تركت زوجها مبطوح وراحت تداوي ممدوح، صب عمي صب“.

منشور القاسم، استفز على ما يبدو المعلق الرياضي الجزائري حفيظ الدراجي، الذي رد على منشور القاسم، باتهامه وكل من شارك بالاحتجاجات ضد حكومة دمشق خلال السنوات الأخيرة، بـ“الخيانة وبيع الوطن” في سبيل إسقاط الرئيس، وذلك في إطار دفاعه عن حكومة بلاده.

وقال الدراجي، في منشور أرفقه بصورة تغريدة القاسم السبت: “المهم أننا لا نخون، ولا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا“.

قد يهمك: تحالف “الوهم” الإيراني-الروسي.. لا اتفاق نووي وتصعيد في سوريا؟

وأضاف تعليقا على اتهامات فيصل القاسم: “الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات والمهلوسات التي تفقد العقول، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة العربية في الجزائر باستعمال عملائه. المصريون أحبتنا، نقف ضد من يتآمر عليهم، والقمة العربية هي التي نتشرف بأن تنعقد في بلد الأحرار الجزائر“.

وأثار رد الدراجي، موجات غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد أن اعتبر معارضي حكومة دمشق، “خونة هدفهم تخريب بلادهم“، وقال محمد عساف، تعليقا على رد الدراجي: “لا نفتخر بتدمير وطننا من أجل الإطاحة برئيسنا، لكن نفتخر بقتل جيشنا لـ250 ألف مواطن ليبقى في السلطة، وسط تصفيق البعض وتطبيلهم“.

أما محمد جبران، فعلق قائلا: “لأول مرة اختلف معك يا كابتن حفيظ، فيصل القاسم، كان يقصد بالتغريدة عن حال حكام العرب وإلى أي مرحلة أوصلونا.. اما انت ردك كان سطحي، وعممت على أن السوريين دمروا بلدهم!! وهذا كلام غير منطقي! فيه الكثير من التضليل، نحن كشعوب، عربية يد واحدة وإن حاولت الأنظمة تفرقتنا، أنت حبيت تكسب موقف وطني على حساب السوريين، ملاحظة/ أنا لست سوري ولكن كلمة الحق تقال أنت اخطأت يا كابتن حفيظ“.

وزاد عزيز لاه، بالقول: “عفوا، بس مين افتخر بتدمير بلدو، اذا كان قصدك انو نحنا السوريين مفتخرين أنه تدمرت بلادنا لإسقاط رئيس فإلنا الشرف، على الأقل وقفنا بوش الظالم و قلنا كلمة الحق بوقت كان الواحد بخاف يتطلع بعنصر شرطة، انت زلمة محترم و فيصل قاسم، الو أسلوبو بالحكي و فيك ترد عليه كيف ما بدك، بس اوعك تجيب سيرة ثورة مباركة قدرت توقف بوش العالم كلو، وتمت صامدة و اتآمر عليها الشقيق قبل الغريب، لا تحط دماء مئات الاف الشهداء و المعتقلين كرمال ترد على حدا“.

قمة عربية قادمة

لا تزال هناك حالة من “الشك“، و“الغموض” تحيط بالقمة المنتظرة بشوق في ظل خريطة عربية كاملة تحكمها، توترات واختلافات وتردد حول مجموعة من الملفات والقضايا، وأبرزها، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركة الرئيس السوري، بشار الأسد هو التحدي الأكبر.

وتصر الجزائر، بصفتها الدولة المضيفة، على دعوة دمشق، وهو ما أكده عبد الحميد عبداوي، المدير العام للاتصال والإعلام بوزارة الخارجية الجزائرية، في تصريحات صحافية سابقة، بقوله إن “بلاده ستطرح مجدداً دعوة سوريا إلى المشاركة في القمة العربية المقبلة، وذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، المقرر في شهر أيلول/سبتمبر المقبل“.

في هذا الصدد، رجّح الباحث المشارك في مركز “تحليل السياسات الإيرانية“، مصطفى النعيمي، خلال حديث سابق لـ“الحل نت“، أنه وفقا لمسار القمم العربية السابقة، فإن القمة ستقام لكن ليس بمشاركة ممثلين عن دمشق، نظرا لأن القرار لم يتم التوافق عليه عربيا، وما زال الثقل العربي، وتحديدا موقف المملكة العربية السعودية، ومصر معارضا لعودة تسليم كرسي جامعة الدول العربية لسوريا، لذا فإنه من المبكّر الحديث عن تطبيق رغبات بعض الدول العربية المتمسكة بعودة الأسد، إلى جامعة الدول العربية، نظرا لأنه من المفترض أن تناقش الملفات العربية المتعثرة لاحقا.

وبحسب النعيمي، فإنه ربما البحث عن المصالح العربية يتطلب فتح ثغرات من أجل إعادة بعض الدول التي شهدت “احتجاجات خلال السنوات السابقة” إلى مكانتها العربية، خاصة وأن هنالك معارضة دولية كبيرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تمثل ضابط إيقاع التفاعلات الدولية.

وتظل مسألة عودة سوريا للجامعة العربية، هي واحدة من أكثر المسائل الإشكالية في قمة الجزائر، ويتحدث البعض عن أن هذا الملف لا يهدد فقط بإشعال خلافات داخل القمة بل يهدد مسألة عقدها. فمن المعروف أن مجلس الجامعة العربية، لم يجمد عضوية سوريا لديه، ولكنه علق مشاركة دمشق في أنشطة الجامعة، وذلك اعتبارا من 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وتعد الجزائر، أكثر الدول العربية حماسا لعودة دمشق، للجامعة العربية، والتي تصطدم مع وجهة النظر العربية الرسمية التي تتبناها الجامعة العربية، وسبق أن أشارت إليها مصر، هي أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، يجب أن ترتبط بتنفيذ اتفاقيات جنيف 1 و2 التي رعتها الأمم المتحدة، وشاركت بها روسيا والغرب، والتي تتضمن صياغة دستور سوري جديد يسمح بدور للمعارضة في الشؤون السياسية للبلاد.

وليس من الواضح في هذه المرحلة أين ستمضي الجزائر في إصرارها على إثارة مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وما إذا كانت ستصر على حضور سوريا القمة، أو تضع الدول العربية، والجامعة أمام الأمر الواقع من خلال السماح لدمشق بإرسال ممثل عنها.

قد يهمك: القصف الإسرائيلي على حلب ودمشق.. خطوة متقدمة للتصعيد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.