وسط أزمة الحصول على جوازات السفر في سوريا منذ أكثر من عام، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن استيفاء بدل خدمة ورسم 500 ألف ليرة سورية، مقابل الحصول على جواز السفر الفوري. وفي خضم الارتفاعات في أسعار ورسومات كل شي تقريبا في سوريا، تشهد أسعار الهواتف المحمولة ارتفاعات “خيالية” نتيجة ارتفاع الرسوم الجمركية بنسبة 49 بالمئة، ودون قرار رسمي، حيث أن جهاز” آيفون 13 برو ماكس” أصبح قيمة التصريح عليه 5.068 ملايين ليرة، بدلا من 3.365 ملايين ليرة، وهذا يخالف أي قانون جمركي حول العالم، وكل هذه الأمور والقرارات الحكومية المتمحورة حول زيادات الأسعار يضيق الخناق على المواطنين في سوريا يوما بعد يوم، الذين يقضون حياتهم المعيشية بشق الأنفس، في ظل تدني الرواتب والأجور بشكل عام.

ألفي جواز سفر يوميا

وزارة الداخلية أشارت في تعميم جديد صادر عنها إلى أن العمل بهذا التعميم يبدأ اعتبارا من اليوم الأحد، مبيّنة أن جواز السفر الفوري يسلم لصاحب العلاقة بنفس اليوم من إدارة الهجرة والجوازات وفروعها بالمحافظات، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

بدوره، قال مدير تقانة خدمة المواطن في وزارة الاتصالات والتقانة، سامر اليماني، إن الإجراءات على المنصة الإلكترونية هي ذاتها والذي تغير هو فقط رسم جواز السفر الفوري وفق التعميم التي أصدرته وزارة الداخلية.

وزعم اليماني، أنه لا صعوبات في التسجيل على المنصة، وإنما ما يحدث أن التسجيل على المنصة يكون وفق عدد الجوازات المسموح التسجيل عليها والتي تحددها وزارة الداخلية، مشيرا إلى أنه بمجرد فتح المنصة فإن التسجيل على عدد الجوازات المسموح ينتهي خلال فترة قصيرة جدا، مبينا أنه يوميا يتم التسجيل على ما يقارب ألفي جواز سفر على المنصة.

وكشف اليماني عن وجود مكاتب مخالفة تستغل المواطنين، وتدخل على المنصة للتسجيل لهم وبأرقام كبيرة من الممكن أن تصل إلى أكثر من ثمن الجواز، لافتا إلى أنه تم رفع قوائم إلى وزارة الداخلية يوميا تتضمن عناوين الحسابات (أي بي) التي يدخلون من خلالها للحجز لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، إضافة إلى أنه يتم حجبهم عن المنصة بشكل آلي، وفق زعمه للصحيفة المحلية.

المنصة الإلكترونية لخلق الأزمة

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أعلنت وزارة الداخلية السورية عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، إطلاق منصة “الدور الإلكتروني”، من أجل التسجيل على موعد للحصول على جواز السفر من خلال “منظومة حجز دور للحصول على جواز سفر”، في محافظتي دمشق وريفها فقط، ونوّهت الوزارة آنذاك، إلى أنها ستعمم هذه الخدمة تباعا على بقية فروع الهجرة والجوازات في سوريا.

ومنذ إطلاق المنصة الإلكترونية في سوريا، ازدادت معاناة السوريين بشكل غير مسبوق، حيث يصعب التسجيل على دور في المنصة، أو الحصول على جواز السفر السوري المستعجل (الفوري)، ولا يمكن التقدم للحصول على الجواز السفر العادي، إلا بعد حجز موعد على المنصة.

شكاوى مستمرة من المواطنين في سوريا بعدم قدرتهم على الحجز، حيث يتم فتح الرابط لوقت قصير فقط، وبعدد مواعيد قليلة جدا، تكاليف الموعد أو جواز السفر قد وصلت، بحسب شهادات لـ”الحل نت”، إلى مبالغ بين 3-5 مليون ليرة في دمشق مثلا، وهذا المبلغ عبارة عن احتيال.

وتعتبر جوازات السفر مصدرا رئيسيا لإيرادات الدولة السورية، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الخارج، الذين يدفعون ما يصل إلى 800 دولار أميركي، لتجديد جواز السفر السريع، بعد قرار حكومي في كانون الأول/ديسمبر 2021. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أدخلت وزارة الداخلية السورية خدمة جوازات سفر “فوري” – في نفس اليوم- داخل سوريا مقابل 100000 ليرة سورية، أي حوالي ثمانية أضعاف التكلفة العادية.

قد يهمك: منصة جواز السفر السوري تغرق بالطلبات الوهمية.. ما القصة؟

ارتفاع جمركة “الموبايلات”

في إطار ارتفاع الأسعار وتضييق الحياة المعيشية على المواطنين، أكد بعض أصحاب محال بيع وشراء “الموبايلات”، رفع قيمة التصريح عن أجهزة الموبايل الداخلة لسوريا من دون رسم جمركي، وأن قيمة رفع التصريح ليست واحدة في كل الأجهزة حيث وصلت في بعضها لحدود 49 بالمئة، وفي مقارنة لقيمة التصريح على بعض الأجهزة أوضح أصحاب المحال أن جهاز “آيفون 13 برو ماكس”، أصبح قيمة التصريح عليه 5.068 ملايين ليرة، بدلا من 3.365 ملايين ليرة، وأيضا جهاز “آيفون 13 برو” أصبح 4.696 ملايين ليرة، بدلا من 3.118 ملايين ليرة، وجهاز “آيفون 13” أصبح 3.230 ملايين ليرة، بدلا من 2.309 مليون ليرة.

من جانبهم صرحت الجهات الرسمية والمعنية في مؤسسات الاتصالات، والمالية، والجمارك أنه لم يصلهم أي تعميم حول الموضوع مرجحين صدور قرار بتعديل قيم التصريح عن الموبايلات لكن من دون تعميم القرار، وفق تقرير آخر لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

كما وأفاد مصدر في الجمارك، أن رفع قيمة التصريح عن أجهزة الجوالات يصدر عن لجنة مشتركة من المالية، والاتصالات، والجمارك، والهيئة الناظمة للاتصالات مشيرا إلى أن رفع قيم التصريح عن الموبايلات يستند إلى قيم الأسعار الاسترشادية لأجهزة الموبايل، لأن قيمة التصريح تصل لحدود 65 بالمئة، من قيمة جهاز الموبايل وفق السعر الاسترشادي له.

حيث تم توزيع أسعار الجوالات على أربع شرائح، ويتم تعديل الأسعار الاسترشادية لهذه الشرائح بناء على دراسة البيانات الجمركية التي ترد مع الموبايلات المستوردة، علما أن استيراد الموبايلات مازال معلقا ولا يتم منح إجازات لاستيراد الموبايلات حاليا، وأنه في مثل هذه الحالات يتم الاستئناس بالأسعار المتداولة عالميا للموبايلات، وبناء عليه يتم تحديد السعر الرائج، على حسب زعم الجهات الحكومية.

لقد ازدادت أسعار الهواتف الحديثة المصنعة من قبل شركات عالمية مثل “آيفون” و”سامسونغ”، بشكل كبير في السوق السورية مقارنة بالدول الأخرى، ذلك لأن الرسوم الجمركية المفروضة على الموبايلات مرتفع بشكل غير منطقي، حيث تتذرع الجهات المعنية في حكومة دمشق بـ “منظومة” تحدد القيمة الجمركية، بناء على ثمن كل جهاز، إلا أن ذلك لا يمت للواقع بصلة، إذ بلغت بعض التعريفات ما يزيد عن ثمن الجهاز نفسه، وهي أرقام غير منطقية وحتما تخالف أي قانون جمركي حول العالم، حيث بلغ سعر موبايل “آيفون 13 برو ماكس”، في وقت سابق نحو 12 مليون ليرة سورية، أي نحو 3 آلاف دولار أميركي، في حين يبلغ متوسط سعر الجهاز عالميا نحو 1650 دولار.

ارتفاع أسعار الموبايلات

العديد من المتابعين لحركة السوق المحلية اعتبروا أن مثل هذا التعديل بخصوص رفع رسم التصريح عن الموبايل، يسهم في رفع أسعار الموبايلات المرتفعة أصلا في الأسواق المحلية، ويسهم في تعزيز حالة التهرب من التصريح عن الموبايل في حين أكد عدد من الباعة أن سعر بعض الأنواع من الموبايلات ارتفع لحدود 2 مليون ليرة، بعد رفع قيمة التصريح عن الموبايلات.

وفي سياق أسعار الموبايلات، فقد أفاد موقع “أثر برس” المحلي، في تقرير سابق له، أن أسعار الموبايلات ذات “الموديلات” القديمة نسبيا في سوريا، انخفضت ولكن بشكل طفيف، وذلك بعد صدور “موديلات” حديثة حلت محلها.

ووفق التقرير المحلي، فإنه وخلال شهر حزيران/يونيو الماضي، بلغ أعلى سعر لجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy Z Fold3 5G” حوالي 10 ملايين و300 ألف ليرة سورية، فيما بلغ أقل سعر لجهاز سامسونغ Samsung Galaxy A02″” حوالي مليون و75500 ألف ليرة.

أما اليوم وفي رصد لأحدث الأسعار للموبايلات في سوريا، ووفق الأسعار المعلن عنها من قبل شركات متخصصة ببيع أجهزة الموبايل في سوريا، فيبلغ أعلى سعر لجهاز سامسونغ هو “Samsung Galaxy S22 Ultra 5G” حوالي 9 ملايين و639 ألف، فيما بلغ أقل سعر لجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy A03 Core” حوالي مليون و42 ألف ليرة.

أما الأجهزة التي تم ذكرها بالتقرير السابق، والتي انخفض سعرها فأصبحت كالتالي: “Samsung Galaxy Z Fold3 5G” حوالي 8 ملايين و95 ألف، أي انخفض سعره مليوني ليرة، وجهاز سامسونغ “Samsung Galaxy A02” حوالي مليون و285 ألف ليرة، أي انخفض سعره حوالي نصف مليون ليرة.

كما بلغ اليوم سعر هاتف “آيفون 13 برو ماكس” وهو آخر إصدار، حوالي 10 مليون و500 ألف (كان سعره قبل شهرين 12 مليون و250 ألف ليرة)، وجهاز “آيفون 13 برو” سعره اليوم 10 مليون و327 ألف (كان سعره حوالي 10 مليون و897 ألف)، وفق التقرير المحلي.

أما أجهزة الشاومي، فيبلغ اليوم سعر جهاز “Xiaomi 11T Pro” حوالي 3 ملايين و460 ألف، وسعر جهاز Xiaomi” Redmi” Note 10 Lite” اليوم يبلغ حوالي 885 ألف، (كان قبل شهرين مليون و574 ألف).

في المقابل، عزا صاحب أحد محلات الموبايل في العاصمة دمشق، سبب انخفاض الأسعار لأنواع “محددة”، هو وجود إصدارات أحدث منها، فمثلا مع الحديث عن قرب إصدار “آيفون 14″، بالطبع سينخفض سعر “آيفون 13″، والحال نفسه بالنسبة لأجهزة السامسونغ.

والسبب الآخر لانخفاض أسعار هذه الإصدارات وفق ما ذكره صاحب المحل، هو ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين السوريين وقلة الطلب عليها، ووجود أجهزة بالسوق نفس الجودة والمواصفات لكن بسعر أرخص. ورغم انخفاض أسعار الإصدارات القديمة نوعا ما، إلا أن أسعار الإصدارات الحديثة مرتفعة جدا، وبالتالي تكون نسبة الشراء للموديلات الأقدم أكبر بكثير.

قد يهمك: أسعار ملتهبة لأصناف “الموبايلات” الحديثة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.