بعد أيام قليلة من إطلاق تقديم خدمة الطلب الإلكتروني للحصول على جواز السفر في سوريا، تبين أن 90 بالمئة من الحجوزات السابقة كانت وهمية، وذلك بعد إعطاء مهلة لأسبوعين لمن حجز على المنصة سابقا لتثبيت دوره قبل إطلاق بوابة الخدمة الإلكترونية، حيث تم تثبيت 12 ألف دور داخل القطر حتى الآن، بينما كانت الحجوزات خارج القطر حقيقية بمعظمها.

حرب على منصة جواز السفر

خلال حديثه مع صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، وصف وزير الاتصالات والتقانة، إياد محمد الخطيب، وجود الكثير من الطلبات الوهمية المنطلقة من داخل سوريا على منصة جواز السفر الإلكتروني بأنها “حربا لإغراقها”.

ولفت الخطيب، إلى أن هناك العديد من الطلبات المزورة على المنصة السابقة لحجز دور للحصول على جواز سفر من وزارة الداخلية، وأن الهدف من ذلك هو إغراق هذه المنصة بطلبات وهمية، مضيفا أن أفضل حل كان إطلاق خدمة الجواز الإلكتروني من خلال مركز خدمة المواطن.

وقال الخطيب، إن دفع الرسوم إلكترونيا يعد خطوة أساسية وحاسمة في عمل مركز خدمة المواطن الإلكتروني، والغرض من هذه العمليات، هو توفير خدمة لائقة للمواطن وتقليل الاحتكاك بين المواطن والموظف.

وضرب الوزير مثالا عن إمكانية دفع الرسوم عبر خدمات الدفع الإلكتروني التي تقدمها شركات الهواتف الخلويية، وبالتالي أي مواطن لديه موبايل يمكن أن يفتح حسابا إلكترونيا، لدفع الرسوم إلكترونيا.

وكانت وزارة الداخلية وبالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة، أطلقت مؤخرا خدمة تحميل الأوراق الرسمية اللازمة لإصدار جواز السفر في سوريا ودفع قيمته إلكترونيا، والحصول على موعد لاستلامه وذلك عبر بوابة مركز خدمة المواطن الإلكتروني.

الخدمة التي أُعلن عنها في سوريا، بدأت من السابع من الشهر الحالي، وذلك وفق مرحلتين، الأولى، مرحلة تثبيت حجز مسبق لجواز السفر، وذلك للأشخاص الحاصلين على دور من المنصة السابقة، ولمدة 10 أيام فقط حتى تاريخ 21 تموز/يوليو الجاري، بشرط أن يكون موعد الحجز السابق بعد 16 تموز/يوليو الجاري، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

ولفتت الوزارة، إلى أن مواعيد الحجز السابقة، تعتبر ملغاة في حال عدم التثبيت ضمن الفترة المحددة وعدم تحميل الأوراق ودفع الرسوم، مشيرة إلى أنه في المرحلة الثانية، سيتم البدء بالتسجيل للأشخاص المتقدمين لأول مرة، وذلك حسب جدول الدور المتاح.

المنصة الإلكترونية لخلق الأزمة

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أعلنت وزارة الداخلية السورية عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، إطلاق منصة “الدور الإلكتروني” من أجل التسجيل على موعد للحصول على جواز السفر من خلال “منظومة حجز دور للحصول على جواز سفر”، في محافظتي دمشق وريفها فقط، ونوّهت الوزارة آنذاك، إلى أنها ستعمم هذه الخدمة تباعا على بقية فروع الهجرة والجوازات في سوريا.

ومنذ إطلاق المنصة الإلكترونية في سوريا، ازدادت معاناة السوريين بشكل غير مسبوق، حيث يصعب التسجيل على دور في المنصة أو الحصول على جواز السفر السوري المستعجل (الفوري)، ولا يمكن التقدم للحصول على الجواز السفر العادي، إلا بعد حجز موعد على المنصة.

شكاوى مستمرة من المواطنين في سوريا بعدم قدرتهم على الحجز، حيث يتم فتح الرابط لوقت قصير فقط، وبعدد مواعيد قليلة جدا، تكاليف الموعد أو جواز السفر قد وصلت، بحسب شهادات لـ”الحل نت”، إلى مبالغ بين 3-5 مليون ليرة في دمشق مثلا، وهذا المبلغ عبارة عن احتيال.

وتعتبر جوازات السفر مصدرا رئيسيا لإيرادات الدولة السورية، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الخارج، الذين يدفعون ما يصل إلى 800 دولار أميركي لتجديد جواز السفر السريع، بعد قرار حكومي في كانون الأول/ديسمبر 2021. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أدخلت وزارة الداخلية السورية خدمة جوازات سفر “فوري” – في نفس اليوم- داخل سوريا مقابل 100000 ليرة سورية، أي حوالي ثمانية أضعاف التكلفة العادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.