بعد إطلاقها مؤخرا خدمة تحميل الأوراق الرسمية اللازمة لإصدار جواز السفر، ودفع قيمته إلكترونيا والحصول على موعد لاستلامه عبر بوابة مركز خدمة المواطن الإلكتروني، مددت وزارة الداخلية العمل على تثبيت الحجز المسبق لجواز السفر السوري على المنصة لمدة أسبوع، ما أثار استياءا واسعا داخل البلاد.

تمديد يترافق مع تقنين

لإتاحة الوقت لاستكمال الأوراق الرسمية المطلوب، تحميلها ودفع الرسوم إلكترونيا، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها اليوم الأحد، تمديد العمل على تثبيت الحجز المسبق لجواز السفر على منصة مركز “خدمة المواطن الإلكتروني”، لغاية الـ23 من تموز/يوليو الجاري.

وجاءت خدمة الحجز المسبق لجواز السفر السوري، بعد أن شهدت فروع إدارة الهجرة والجوازات في سوريا ازدحاما منذ أكثر من سنة، من أجل الحصول على جوازات سفر، إلا أن قرارات الحكومة في كل مرة، أو وسائلها الجديدة لتسهيل الحصول على هذه الوثيقة، لم تنجح لعدة أسباب.

في حديث لـ”الحل نت”، قال الطالب في الجامعة “الافتراضية” السورية، رامي سلوم، إن أية خدمة إلكترونية في سوريا محكوم عليها بالفشل لأسباب يعرفها كل من يعيش في سوريا، من أهمها الإنترنت والكهرباء التي لا تصل إلى البيوت في أحسن أحوالها إلا لمدة ساعتين يوميا.

ومن ضمن المعيقات التي بيّنها سلوم، عدم قدرة المواطنين على دفع الرسوم إلكترونيا، بسبب افتقار البعض لحسابات بنيكة، بالإضافة لفرض البنوك اعتماد قبول الليرة السورية للإيداع في بعض الحالات، حيث تطلبت البنوك إيداع المبالغ بالعملة الأجنبية، وتصريفها حسب سعر البنك المركزي السوري.

وتطرق سلوم، إلى سوء الهواتف المحمولة لدى المواطنين، والتي تسببت بعدم وضوح الصور التي تلتقط للأوراق المطلوبة بعملية الحجز، الأمر الذي أدى على عدم قبول الكثير من الطلبات المقدمة.

خدمة الدور الإلكتروني

الخدمة التي أُعلن عنها بدأت من السابع من الشهر الحالي، وذلك وفق مرحلتين، الأولى، مرحلة تثبيت حجز مسبق لجواز السفر للأشخاص الحاصلين على دور من المنصة السابقة، ولمدة 10 أيام فقط حتى تاريخ 21 تموز/يوليو الجاري بشرط أن يكون موعد الحجز السابق بعد 16 تموز/يوليو الجاري.

وتعتبر مواعيد الحجز السابقة ملغاة في حال عدم التثبيت ضمن الفترة المحددة، وعدم تحميل الأوراق ودفع الرسوم.

وأما حول طريقة تثبيت حجز مسبق لجواز السفر، فهناك خطوات تبدأ بإنشاء حساب على بوابة مركز خدمة المواطن الإلكتروني، وإدخال بيانات البطاقة الشخصية بشكل دقيق، ثم اختيار تثبيت حجز مسبق لجواز السفر، والتقيد بالتعليمات التي ستظهر على الموقع بشكل تام.

ويلي ذلك إتمام عملية الدفع الإلكتروني المكونة من (بدل الخدمة، وقيمة جواز السفر مع الرسوم والطوابع)، ويجب أن تكون الأوراق الثبوتية المطلوب رفعها على الموقع واضحة، كما أن الأوراق الثبوتية المصورة عبر كاميرا الموبايل يمكن أن تعرض المعاملة إلى الرفض.

ولفتت الوزارة، إلى أن مواعيد الحجز السابقة، تعتبر ملغاة في حال عدم التثبيت ضمن الفترة المحددة، وعدم تحميل الأوراق ودفع الرسوم. وأما في المرحلة الثانية، فسيتم البدء بالتسجيل للأشخاص المتقدمين لأول مرة، وذلك حسب جدول الدور المتاح.

الأزمة المفتعلة

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أعلنت وزارة الداخلية السورية عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، إطلاق منصة “الدور الإلكتروني” من أجل التسجيل على موعد للحصول على جواز السفر من خلال “منظومة حجز دور للحصول على جواز سفر”، في محافظتي دمشق وريفها فقط. ونوّهت الوزارة آنذاك، إلى أنها ستعمم هذه الخدمة تباعا على بقية فروع الهجرة والجوازات في المحافظات الأخرى.

ومنذ إطلاق المنصة الإلكترونية، ازدادت معاناة السوريين بشكل غير مسبوق، حيث يصعب التسجيل على دور في المنصة أو الحصول على جواز السفر السوري المستعجل (الفوري)، ولا يمكن التقدم للحصول على الجواز السفر العادي، إلا بعد حجز موعد على المنصة.

شكاوى مستمرة من المواطنين بعدم قدرتهم على الحجز، حيث يتم فتح الرابط لوقت قصير فقط، وبعدد مواعيد قليلة جدا. تكاليف الموعد أو الجواز قد وصلت، بحسب شهادات لـ”الحل نت”، إلى مبالغ بين 3-5 مليون ليرة في دمشق مثلا، وهذا المبلغ عبارة عن احتيال.

كما برزت مجموعة من السماسرة بشكل لافت وملحوظ ومتزايد في جميع المحافظات السورية، حيث يتم بواسطتهم إنجاح مهمة الحصول على مواعيد، وإتمام الإجراءات مقابل مبالغ مالية كبيرة تتجاوز قدرة معظم السوريين في الداخل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.