في تقارب جديد في الحركة السياسية الكردية في سوريا، وخارج طرفي الحوار الكردي – الكردي، انضم حزب “آزادي” الكردستاني إلى حركة “خوبون – Xwebûn” (الاستقلال)، خلال مؤتمر صحفي، مساء الإثنين في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا.

خارج الأجندات

سكرتير حزب “آزادي” الكردستاني المنضوي حديثا في حركة “خويبون”، عبدالكريم عتي، قال لموقع “الحل نت”، إن اندماج حزبهم في الحركة، للعمل على برنامج مشترك يحفظ الخصوصية الكردية في سوريا خارج الأجندات.

وحزب “آزادي”-أي الحرية- الكردستاني، تشكل من سلسلة انشقاقات في جسد أول تنظيم سياسي كردي في سوريا (1957)، كان آخرها إثر انسحاب كتلة من اندماج الحزب الأم في الاتحاد السياسي لأربعة أحزاب كردية عام 2015.

وأضاف عتي، أن هذا الاندماج جاء بعد نحو عام من سلسلة الاجتماعات، نتج عنه حل حزبهم في اتفاق موحد حول رؤية واحدة وبرنامج عمل سياسي مشترك لحركة “خوبون”.

وفي 11 أيلول/سبتمبر 2021، تشكلت حركة “خوبون” التي يترأسها عبدالباقي يوسف، على يد مجموعة من الأكاديميين والناشطين والسياسيين الكرد، وتدعو لدولة ديمقراطية تعددية لا مركزية في سوريا، في الوقت الذي تطالب فيه بتوحيد العمل السياسي الكردي بما يخدم الشعب الكردي ضمن الأراضي السورية، مع الابتعاد عن التيارات الخارجية التي تمنع تكاتف الجهود الكردية، وتعيق الحوار الكردي – الكردي.

موقع الحركة

في مستهل رد رئيس الحركة، على سؤال لموقع “الحل نت”، خلال المؤتمر الصحفي، حول موقع الحركة وموقفها من التحالفات الكردية وانقساماتها، أوضح يوسف، أنهم ليسوا مع طرف كردي ضد آخر.

وأضاف يوسف، أن موقف الحركة داعم للحوار الكردي – الكردي، دون إقصاء، ويرون أن وجود “الإدارة الذاتية” حقيقة ويصب عملهم في الضغط مع الشارع الكردي على الأطراف الكردية للتقارب خدمة لقضية الشعب الكردي في سوريا.

وتغيب الملف الكردي، بشكل غير مسبوق، عن اللقاءات التي جمعت بين المبعوث الأميركي الجديد وممثلي القوى السياسية الكردية شمال شرقي سوريا مطلع الشهر الجاري.

والأربعاء الفائت، اجتمع المبعوث الجديد مع طرفي الحوار الكردي – الكردي، بشكل منفصل، تباحثوا حول عدة قضايا، أهمها الحل السياسي في سوريا، ودعم الاستقرار السياسي والاقتصادي شمال شرقي سوريا، دون التطرق إلى ملف الحوار الكردي – الكردي، المجمد منذ نحو عامين.

ومنذ صدور بيان مشترك بين طرفي الحوار (أحزاب الوحدة الوطنية الكردية – المجلس الوطني الكردي)منتصف شهر حزيران /يونيو 2020 عقد الطرفان 11 جلسة حوارية بحضور الجانب الأميركي وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

مرجعية مستقلة

هذه الخطوة مهمة، وفق بعض الشخصيات الكردية، إذا ما تبعتها خطوات مماثلة للعمل ضمن تحالفات جديدة في الأطر الجامعة خارج العمل الحزبي الضيق، وفقا للعضو الإداري لـ “تيار شباب الكرد” في سوريا، عبدالوهاب خليل.

وقال خليل لموقع “الحل نت”، إنهم يدعمون هذه الخطوة بتحالفات أخرى نحو مرجعية مستقلة للكرد السوريين، يتركز عملها على خصوصية الملف الكردي في سوريا.

وأضاف خليل، أن تكون هذه المرجعية، بعيدة عن الأجندات الإقليمية، مع الاستفادة من العلاقات الكردستانية في دعم القضية الكردية في سوريا.

وأشار خليل إلى أن الحل السياسي للقضية الكردية، يكون في إطار التحالفات الكردية وتقليص عدد الأحزاب لتخفيف الخلافات والصراعات البينية في جسم الحركة السياسية الكردية.

دائرة مفرغة

نائب رئيس “اتحاد كتاب كردستان سوريا”، نايف جبيرو، قال لموقعنا، إن هذه الوحدة المصغرة في حزبين، الناتجين عن سلسلة انشقاقات، لن يكون لها تأثير، واصفا إياها بالعمل ضمن دائرة مفرغة.

وأضاف جبيرو، أن الأحزاب المتشكلة بالاندماج بعد الانقسام من أحزابها الأم، لم تستطع تصحيح مسارها داخل حزبها، وأنها لن تستطيع التأثير “لأن الأحزاب الكردية تنقسم على نفسها مجددا حين تكبر بعد أي عملية توحيد”.

وأشار جبيرو، إلى أن القضية الكردية في سوريا، بحاجة إلى دراسات مستفيضة للحالة الكردية، التي وصلت إلى مراحل إقليمية ودولية، ينبغي التفكير بعمقها وفق الظروف الراهنة، على حد تعبيره.

وفي ظل هذا الاندماج الجديد، يرى مثقفون آخرون، أنه لا تأثير لأحزاب خارج المعادلة السياسية في سوريا، خصوصا أن الحوارات الكردية برعاية دولية محصورة بين طرفين كرديين فقط، وهي مجمدة تحت تأثير الأجندات والظروف الإقليمة والدولية.

وتوقف الحوار الكردي – الكردي، الذي ترعاه واشنطن منذ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2020، نتيجة عوامل إقليمية وكردستانية إلى جانب المرحلة الانتقالية في تشكيل الإدارة الأميركية الجديدة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.