في ظل التغلغل الإيراني في سوريا، تسيطر إيران على معظم مفاصل الدولة السورية، بما فيها الاقتصاد والعديد من القطاعات المدنية والعسكرية، وخاصة تطوير الصناعات العسكرية، وهذا ما دفع إسرائيل لمراقبة ورصد المنشآت السورية التي تسيطر عليها إيران.

رصد العديد من المنشآت

وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بيّن أن إيران، استولت على الصناعات العسكرية السورية لإنتاج أسلحة لوكلائها، كاشفا عن خريطة تحدد أكثر من عشر منشآت في سوريا، تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لميليشيات تدعمها إيران في المنطقة.

وبحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، فالمواقع تتركز في شمال مدينة مصياف التابعة لمحافظة حماة، في مركز للدراسات والبحوث العلمية معروف باسمه الفرنسي “سي إي آر سي”، إلى جانب وجود منشآت تحت الأرض.

جاء حديث غانتس، ضمن مؤتمر “جيروزاليم بوست”، السنوي في مدينة نيويورك الأمريكية، يوم أمس الإثنين، كما تضمن أيضا اتهامات لإيران، بتجميع “صناعة إرهابية” في سوريا لتلبية احتياجاتها، داعيا العالم لتوفير “خيار عسكري موثوق به وملموس” ضد الأنشطة الإيرانية.

كما حذر غانتس، في الوقت نفسه من استخدام هذه المنشآت لإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه لإيران، و”حزب الله” اللبناني، ما اعتبره مخلا بتوازن المنطقة، مشددا على “زيادة حادة في نشاط إيران العنيف” بالمنطقة منذ بداية 2020، وموضحا أن طهران، تواصل تمويل وكلائها في أنحاء المنطقة لتصل قيمتها إلى مليار دولار.

واعتبر غانتس، أن رفع العقوبات عن طهران، سيحول 100 مليار دولار إلى خزانتها التي ستُستخدم بعدها في الإرهاب.
وخلال جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن إسرائيل تعمل على منع إيران، من إنشاء قواعد إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وأردف قائلا:” “لن نقبل بإقامة قواعد إيرانية أو قواعد ميليشيات على حدودنا الشمالية”.

إقرأ:هل يعود نتنياهو لرئاسة حكومة “إسرائيل” من جديد؟

ميليشيا إيرانية في درعا

تقرير سابق لـ”الحل نت”، نقل عن صحيفة “القبس” الكويتية، نهاية الشهر الماضي، أن طهران أرسلت مؤخرا وحدات جديدة من فيلق القدس ـــ الجناح الخارجي للحرس الثوري ـــ إلى الحدود السورية الأردنية، وهي بصدد إنشاء قاعدة كبيرة بدلا من النقاط الصغيرة التي تستخدم من قِبل ميليشياتها في المنطقة.

وأوضح التقرير، أن الحرس الثوري أرسل ثلاث وحدات جديدة من لواء “فاطميون”، بزعامة القيادي في الميليشيات الأفغانية، حكمت الله هراتي، وصلت مؤخرا من طهران، إلى دمشق ثم إلى مدينة درعا جنوبي سوريا، وقد أُرسلت تحديدا للاستقرار والانتشار على الحدود السورية – الأردنية بعد أن تم تدريبها، في معسكرات تابعة للحرس الثوري جنوب شرق طهران، على استخدام صواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، وهي مجهزة عسكريا أكثر من الميليشيات الإيرانية المتمركزة في دمشق.

وأشار التقرير، إلى أن الحرس الثوري، أنشأ قيادة جديدة لإدارة المنطقة السورية الجنوبية، وتولت هذه القيادة مهامها الأسبوع الماضي بعد أن استكملت الوحدات الأفغانية انتشارها على طول النقاط الحدودية مع الأردن.

كما أوضح أن الحرس الثوري، أطلق اسم “مالك الأشتر”، على القاعدة الجديدة التي بدأ استكمال بنائها وانشائها في ريف درعا، مبينة أن عدد عناصر ميليشيات “فاطميون”، الذين نقلوا إلى الحدود السورية – الأردنية يبلغ نحو 350 عنصرا إضافة إلى ضباط وكوادر للحرس الثوري. وتريد إيران الاستقرار لفترة طويلة هناك، مشيرا إلى أن عائلات عناصر لواء “فاطميون”، التحقت بهم بعد وصولهم الى درعا.

ولفت التقرير إلى أن طهران، تخطط للاستثمار في المنطقة الجنوبية من سوريا، وإنشاء قاعدة “مالك الأشتر”، في درعا، هو في جزء حماية الشركات الإيرانية من هجمات قد تشنها فصائل المعارضة السورية، إضافة إلى انشاء نقطة مركزية ثابتة في الجنوب لإحكام السيطرة على مثلث درعا ـ القنيطرة ـ دمشق.

قد يهمك:تهديدات إيرانية لواشنطن بسبب إسرائيل.. أكاذيب وأوهام طهران؟

قواعد في الجنوب

تقرير صحيفة “القبس”، أشار إلى أن منطقة “مثلث الموت” الواقعة بين درعا، والقنيطرة هي من بين هذه المناطق، حيث تم إنشاء غرفة عمليات في المنطقة في العام 2014 من قِبل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والذي قتلته الولايات المتحدة في مطلع العام 2020، وكان سليماني، يشرف على المعارك بين الميليشيات الإيرانية، والمعارضة السورية بنفسه في ذلك الوقت.

وتعتبر المنطقة من المناطق المحصنة طبيعيا، إذ تحتوي على مجموعة من التلال الاستراتيجية والتي تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية، وأبرزها “تل قرين”، و”تلول فاطمة”، والتي تتواجد فيها ميليشيا فاطميون.

أما المنطقة الثانية، فهي بالقرب من درعا البلد، وتعرف باسم قاعدة الدفاع الجوي، وهي كتيبة دفاع جوي سابقة لحكومة دمشق، سيطرت عليها الميليشيات الإيرانية مؤخرا، وطردت منها كل المنتسبين المحليين للأجهزة الأمنية.

وتشير المعلومات التي حصل عليها “الحل نت”، إلى أن الميليشيات بدأت منذ عدة أشهر بعمليات بناء وتحصين في القاعدة ومن بينها أنفاق للتهريب نحو الأردن، وأخرى لتخزين السلاح والصواريخ، وتعتبر هذه القاعدة من القواعد الملائمة لاستخدام الطائرات المسيرة، والتي استخدمتها الميليشيات الإيرانية بالفعل في تهريب المخدرات للأردن في وقت سابق.

من جهة ثانية، بحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”، ففي العام 2018 وبعد عملية التسوية قامت الميليشيات الإيرانية بتجريف 8 بلدات في منطقة اللجاة، مجاورة لبلدة “إيب”، التي تسيطر عليها الميليشيات وعلى بلدات رئيسية أخرى في اللجاة، من بينها “مسيكة”، و”حامر”، من خلال منتسبين محليين تابعين لـ”حزب الله” اللبناني، وعلى رأسهم حسن رويضان، ووالده منصور الرويضان، وآخرين.

وفي نفس العام قامت الميليشيات الإيرانية، بتخريج أول دورة من المقاتلين المحليين في بلدة إيب، بعد تدريبهم على يد “حزب الله” اللبناني.

وبحسب المعلومات، فقد أنشأت الميليشيات الإيرانية العديد من مخازن الأسلحة في اللجاة، مستغلة التضاريس الصخرية القاسية في المنطقة والتي تحتوي على مغارات كبيرة ومحصنة، استخدمتها المعارضة المسلحة خلال أوقات سابقة.

وفي نفس السياق، أشار تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار نقلا عن مصادر خاصة، أن عدة مجموعات من “حزب الله” اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس، اتجهت من مقراتها في محيط مطار دمشق الدولي إلى منطقة السيدة زينب، في مطلع حزيران/يونيو الماضي، وذلك للاجتماع وتوزيع المهام والاستماع إلى خطب دينية من رجال الدين، ليتم بعد ذلك نقلهم إلى مواقعهم الجديدة في الجنوب السوري، مضيفا أن مجموعات مماثلة انطلقت قبل أيام من منطقة السومرية قرب دمشق للجنوب أيضا.

وأكدت المصادر، أن هذه المجموعات جرى نقلها من دمشق إلى درعا بعد منتصف الليل بهدف منع رصد تلك التعزيزات، وعادت السيارات التي أقلتهم إلى دمشق فجرا، وتمت العملية على مراحل، حيث تم نقل المجموعات على عدة دفعات مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث تمركزت هذه المجموعات على الحدود الأردنية ترافقها دبابات، ورشاشات ثقيلة.

إقرأ أيضا:إسرائيل تقصف مناطق نفوذ روسي بسوريا.. موسكو موافقة وطهران متخوفة؟

تمدد إيراني كبير في معظم المناطق السورية، خاصة في الجنوب السوري جاء بالتزامن مع انسحابات روسية متتالية من عدة مناطق في سوريا، لتعمل إيران على شغلها، في الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمات الإسرائيلية، على المواقع الإيرانية، خاصة المطارات كما حدث مؤخرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة