يتمحور تركيز سياسة إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تجاه سوريا حول محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي المهزوم إلى حد كبير، لكن بعض المراقبين يقولون أن سياسة بايدن تبدو قصيرة النظر، عندما يتعلق الأمر بالتركيز على التهديد المتزايد من كل من إيران وروسيا والذي يمكن أن يقود لمزيد من عدم الاستقرار في قلب الإقليم المحيط بدول الخليج.
“لدينا ثلاث إدارات لم يكن الاستقرار السوري من أولوياتها. إذا لم تهتم بأمر الاستقرار فسوف تنعكس آثاره عليك، مثله مثل المشاكل الأساسية في الشرق الأوسط. وسيمتد عدم الاستقرار في سوريا إلى تغييرات أوسع. ما يحدث في سوريا لا يبقى هناك. إن الوجود الذي نتمتع به في سوريا هو وجود معتدل، ليس كبيرا جدا، وليس صغيرا جدا، هو فقط في الحد الصحيح”، يقول بريان كاتوليس، زميل ونائب رئيس السياسة في “معهد الشرق الأوسط”. فهناك ما يقارب من 900 جندي أميركي في سوريا.

من جانبها، ترى سينم محمد، ممثلة “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في الولايات المتحدة، بأنه يمكن لوجود القوات الأميركية أن يعزز ثلاثية المصالح الأمنية الأميركية.

“لا يزال الإرهاب يهدد العالم بأسره، ولا يزال تنظيما داعش والقاعدة متواجدان في شمال شرقي وشمال غربي سوريا”، تضيف سينم محمد في حديث لشبكة “فوكس نيوز ديجيتال”. وقد أشارت إلى ثلاثة أسباب لضرورة وجود أميركي دائم في سوريا، حيث تقول: “أولا، ما دامت هذه التنظيمات الإرهابية موجودة، فإن تهديدها للولايات المتحدة والعالم بأسره سيستمر. من المهم للغاية إنهاء الإرهاب في سوريا. ثانيا، إذا انسحبت الولايات المتحدة، فإنها ستمنح إيران فرصة تعزيز نفوذها في سوريا كما في العراق. كما أن الردع الأميركي يمنع تدخل تركيا وإيران الإقليمي. ثالثا، لم يكن هناك حل سياسي لمدة 11 عاما لإنهاء القتال العنيف. وقد ينتهي بنا المطاف بالعودة إلى ما قبل 2011، وهذا سيمكن النظام من السيطرة على سوريا دون إجراء أي تغييرات من أجل الديمقراطية”.

وتتابع محمد قائلة: “نحن بحاجة إلى دمقرطة سوريا. والولايات المتحدة ستساعدنا وتدعمنا بالديمقراطية. وستعمل الولايات المتحدة على تمكين موقفنا عند التفاوض مع النظام السوري، وتمكين نظام ديمقراطي قائم على المساواة بين الجنسين وحرية الدين. وهذا سيمنحنا فرصة لبناء نموذج فريد في الشرق الأوسط”.

وقد صرح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا، مؤخرا؛ أن سوريا أصبحت “أرضا خصبة” لجيل جديد من إرهابيي تنظيم “داعش”.

من جهته، يقول الجنرال إيريز دي مايزيل، الذي خدم 32 عاما في جيش الدفاع الإسرائيلي وخبير في شؤون سوريا، نشره تقرير شبكة “فوكس نيوز ديجيتال” وترجمه موقع “الحل نت” بأن أهمية سوريا بالنسبة لأوروبا وإسرائيل وروسيا وإيران، على وجه التحديد، تأتي بسبب موقعها. “من يحكم سوريا سيمتلك الكثير في الشرق الأوسط”، بحسب مايزيل.

ويتابع مايزيل قائلا: “الأهم من ذلك، أن سوريا تقع بين إيران والبحر المتوسط، كجسر بري، وأمر بالغ الأهمية لأي مستقبل أفضل لشعب منطقة بلاد الشام. ويعد الإخلال المطول للسيطرة الإيرانية على خط الاتصال الحاسم هذا أمرا مهما من الناحية الاستراتيجية ليس فقط لإسرائيل، إنما أيضا للاستقرار الإقليمي الذي يؤثر على المصالح الأوروبية وحلف شمال الأطلسي. وهي مهمة تتطلب دعما أميركيا محسوبا، فمجرد وجودها كاف لحرمان إيران من حرية الحركة وانبعاث داعش من جديد”.

في غضون ذلك، وأثناء حديثه في مؤتمر في نيويورك لصحيفة “جيروزاليم بوست”، قدم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، يوم الاثنين، خريطة تظهر أكثر من 10 منشآت في مصياف في شمال غربي سوريا تستخدمها إيران لتصنيع صواريخ متطورة وأسلحة أخرى لوكلائها. ويرى غانتس بأن هذه المنشآت تشكل تهديدا كبيرا لكل من إسرائيل والمنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.