التكتلات الإقليمية والدولية باتت أحد سمات العصر الحالي المميزة، إذ تعتمد على التكامل بين مجموعة دول، لسد النقص ونقاط ضعف هذه الدول، ولعل منظمة “شنغهاي”، من أبرز هذه التكتلات في آسيا، وآسيا الوسطى، وأوروبا الشرقية نظرا للدول المنخرطة فيها، والتي اختتمت قمتها الأخيرة يوم أمس.

“إعلان سمرقند”؟

يوم أمس الجمعة، اختُتمت في العاصمة الأوزبكية “سمرقند”، قمة مجموعة “شنغهاي” بعد اجتماعات استمرت ليومين متتالين.

وأصدر قادة المنظمة، في ختام قمتهم التي استمرت يومين “إعلان سمرقند”، الذي تضمن البيان الختامي للقمة، وأبدوا فيه اعتزامهم زيادة التعاون المشترك في مجال الدفاع والأمن، بحسب تقارير صحفية اطلع عليها “الحل نت”.

وقال البيان الختامي، “ستسعى الدول الأعضاء، وفقا لقوانينها الوطنية وعلى أساس التوافق، إلى تطوير مبادئ ومناهج مشتركة لتشكيل قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية، والانفصالية، والمتطرفة، والتي تنص على حظر أنشطتها على أراضي أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون”.

أعلن قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون عدم السماح بالتدخل في شؤون الدول بحجة مكافحة الإرهاب.

ودان قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وأعربوا عن عزمهم على مواصلة العمل للحد من الإرهاب والقضاء بشكل فعال على عوامل انتشاره.

وأكدت دول المنظمة، في البيان الختامي، أن المنظمة ليست موجهة ضد دول ومنظمات دولية أخرى، مشيرة إلى أنها منفتحة على التعاون الواسع وفقًا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، والقانون الدولي، على أساس مراعاة المصالح المشتركة والقواسم المشتركة لحل المشاكل الإقليمية والعالمية.

ودعت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، إلى الامتثال لاتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، كأداة فعّالة لنزع السلاح وعدم الانتشار، وشددت على أهمية تدمير جميع المخزونات المعلنة من الأسلحة الكيماوية في أسرع وقت ممكن.

وحول البرنامج النووي الايراني، اعتبرت الدول الأعضاء أن التنفيذ المستدام لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، أمر مهم.

وقال البيان الختامي لقمة المنظمة، إنه “وفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، تدعو المنظمة جميع المشاركين إلى الوفاء بصرامة بالتزاماتهم من أجل التنفيذ الشامل والفعال للاتفاقية”.

وبشأن الوضع في أفغانستان، شدّدت الدول الأعضاء، على ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، تضم ممثلين عن جميع الجماعات العرقية والدينية والسياسية في المجتمع الأفغاني، معتبرين أن التسوية السريعة للوضع في أفغانستان، هي أحد أهم العوامل لتعزيز الأمن في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون.

وأشار البيان، إلى توسيع منظمة شنغهاي للتعاون وتعميق التعاون مع المنظمات الدولية ما من شأنه، أن يسهم في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولفت البيان، إلى أن دول منظمة شنغهاي للتعاون تعمل على تعزيز نظام تجاري مفتوح متعدد الأطراف، قائم على مبادئ وقواعد منظمة التجارة العالمية، وتعارض الإجراءات الحمائية والقيود التجارية التي تهدد الاقتصاد العالمي.

وتلتزم الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بإجراء تقييمات دقيقة فيما يتعلق بجدول الأعمال الدولي الحالي، وتدافع عن نظام عالمي أكثر عدلا وتشكيل رؤية مشتركة لـ “مجتمع يجمعه مصير مشترك للبشرية”.

وأشارت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون إلى مبادرة روسيا الاتحادية، لإجراء أنشطة منتظمة لتحديد حالات الطوارئ المرتبطة بالوضع الصحي، والوبائية والاستجابة لها.

أكدت الوثيقة على أن التطبيق الأحادي الجانب للعقوبات الاقتصادية بخلاف تلك التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتعارض مع مبادئ القانون الدولي.

إقرأ:لقاء الأسد وأردوغان.. هل بات الموعد قريباً؟

ما هي منظمة “شنغهاي”؟

هي منظمة حكومية دولية تأسست في شنغهاي في 15 يونيو/حزيران 2001، وتضم 8 دول أعضاء هي (أوزبكستان، وباكستان، وروسيا، والصين، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند)، فيما وقّعت إيران أمس على مذكرة انضمام للمنظمة.

كما تضم 4 دول مراقبة أبدت الرغبة في الحصول على العضوية الكاملة (أفغانستان، وإيران، وبيلاروس، ومنغوليا)، و6 شركاء حوار وهم: (أرمينيا، وأذربيجان، وتركيا، وسريلانكا، وكمبوديا، ونيبال) قبل ضم الإمارات ومصر والكويت والبحرين وقطر خلال قمة سمرقند.

وتتخذ المنظمة قراراتها بالإجماع، ويجب على جميع الأعضاء الالتزام بالمبادئ الأساسية لعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للأعضاء الآخرين.

ويرأس الدورة الحالية لمنظمة شنغهاي للتعاون، أوزبكستان التي قال رئيسها شوكت ميرزيوييف، إن قمة سمرقند، تُعقد في فترة ديناميكية، وصفها بفترة “الصدع التاريخي”.

وركزت المنظمة منذ تأسيسها على قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية العرقية، والتطرف الديني، لتظل حتى الآن أولوياتها بالإضافة إلى التنمية الإقليمية.

قد يهمك:الأسد يلتقي أردوغان في دولة ثالثة.. رسائل روسية إلى وزير الخارجية السورية؟

يذكر أن انعقاد القمة جاء في وقت يشهد العالم فيه العديد من التوترات والأزمات الاقتصادية والعسكرية، وعلى رأسها الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب بتغيير كبير في السياسات الدولية والتحالفات بين الدول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.