اسمها اقترن بعدد كبير من الأعمال الدرامية السورية الناجحة. بدأت مسيرتها في الإخراج عام 2005، وقبل تلك السنوات كانت مساعدة مخرج لوالدها هشام شربتجي. أخرجت العديد من الأعمال بين عام 2005 و2009، لكن بصمتها المميزة تركتها في مسلسل “العار” في 2009، وتبعته بنجاح آخر في مسلسل “الولادة من الخاصرة” عام 2011، لتكر بعدها جملة من الأعمال الدرامية الناجحة التي عالجت تبعات الأزمة في سوريا، وانعكاس الحرب على شعبها والتركيبة الاجتماعية للسوريين في الداخل والخارج.
في رمضان 2022 حقق مسلسل “كسر عضم” الذي أخرجته، نسب مشاهدات عالية في عدد من الدول العربية، حيث أشاد العديد من المشاهير ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمشاهد الإبداعية التي ابتكرتها خلال حلقات المسلسل، مؤكدين أنها سبب رئيسي في إعادة الدراما السورية إلى مكانتها المعهودة، لكنها قررت عدم مواصلة إخراج الجزء الثاني منه.
في حديث خاص مع “الحل نت”، كشفت المخرجة السورية رشا هشام شربتجي، عن سبب عزوفها عن متابعة العمل في الجزأ الثاني من مسلسسل “كسر عظم”، إلى جانب تحضيرها عملا جديدا لرمضان 2023، وغيرها من المشاريع الخاصة، بينها أكاديمية “دراما رود” التي افتتحتها معها الكاتبة رانيا الجبان، منذ خمس سنوات.
عن سبب رفضها متابعة الجزء الثاني من مسلسل “كسر عضم” بعدما تضاربت الأنباء في الأسابيع الأخيرة بين عودتها للعمل وبين رفضها ذلك، تقول شربتجي لـ “الحل نت”، بأنها انسحبت من العمل وسيتولى مخرجا آخرا متابعة الجزء الثاني، كما انسحب أيضا الكاتب معين صالح، وتمنت التوفيق للجميع بما فيهم شركة الإنتاج “كلاكيت” في أبو ظبي، التي رحبت بالعمل حين عرضته عليهم.
لا توجد أي مشاكل بينها وبين الشركة كما يشاع في بعض وسائل الإعلام، تقول شربتجي. إن كل ما في الأمر أن وجهة نظرها تقول بأن الأحداث انتهت في الحلقة الأخيرة من العمل ولا يجب تنفيذ جزءا جديدا كي لا يحرق الجزء الأول، وفق رأيها. “لا داعي لذلك. يمكن كتابة عمل جديد مختلف، لأن الجزء الجديد لن يضيف نجاحات على الأول، كذلك كانت رؤية الكاتب”.
قد يهمك: رشا شربتجي تحسم الجدل حول الجزء الثاني من “كسر عضم”
في ردها عن سؤال أن معظم أبطال العمل انسحبوا من الجزء الثاني كرمى لها ولأن علاقة قوية تجمعها بهم، ردت شربتجي، بأن هذا الكلام غير منطقي إطلاقا، “الذين انسحبوا كان بطلب ورغبة منهم، المعيب جدا بحقي أن أطلب من أي شخص ترك عمل فيه منفعة له، لكن البعض كانت لديهم وجهة نظر أن الجزء الثاني قد لا يحقق النجاح مثل الجزء لأول”.
مصادر من شركة “كلاكيت” صرحت لـ “الحل نت” بأن المخرج الشاب كنان اسكندراني، هو من سيتولى إخراج الجزء الثاني لـ “كسر عظم”، وأن النجمة كاريس بشار، خرجت من العمل بعد عزوف شربتجي عن إخراجه، ولم يتم تحديد البطلة المقبلة للعمل أو ما إذا سيتم التفاوض مع بشار لإقناعها بالعودة، كذلك انسحب الممثل خالد القيش، وعدد من النجوم الشباب الذين نجحوا في المسلسل، وهم من اكتشاف شربتجي وقدمتهم في أعمال أخرى مثل “حارة القبة” بكافة أجزائه.
في موضوع “حارة القبة” أكدت المخرجة رشا شربتجي لـ “الحل نت” أنها أنهت تصوير كافة أجزائه، وسيعرض الجزء الثالث منه في رمضان المقبل، وسيكون من بطولة رنا شميس بدلا من سلافة معمار، التي لعبت البطولة في الجزئين الأوليين.
خلال حديثها لـ “الحل نت” أكّدت شربتجي أنها ستتولى إخراج عملا دراميا جديدا من نوعية “البيئة الشامية” ويحمل اسم “مربى العز”، وسيدخلون إلى التصوير في غضون أسابيع قليلة، ووفق كلامها تم اختيار بعض أبطال العمل بينهم، ولكنها رفضت الإفصاح أكثر عن تفاصيله، لافتة إلى أن البطولة ستكون لعباس النوري وخالد القيش وفادي صبيح ونادين تحسين بيك، وهناك أسماء أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا.
شربتجي أشارت إلى عمل يعرض لها حاليا على منصة “شاهد” وهو المسلسل السعودي “بنات الثانوي” الذي تم تصويره في السعودية، حيث حقق مشاهدة عالية في عموم دول الخليج، والعمل يتناول فئة الفتيات المراهقات بمرحلة الثانوية العامة ويقف على أبرز التحولات والتغيرات التي تطرأ على الفتاة في هذا السن.
شربتجي نوهت إلى أنه سبق وأن أخرجت في العام 2005 مسلسل “أشواك ناعمة”، الذي استعرض نمط فئة عمرية محددة من المراهقين، وكان من بطولة سلمى المصري وديمة قندلفت وكندة علوش وسليم صبري وغيرهم. ولا يزال العمل محببا لدى الجمهور حتى اليوم.
منذ خمس سنوات افتتحت شربتجي بالتعاون مع صديقتها المقربة الكاتبة رانيا الجبان، أكاديمية لتدريب الممثلين الناشئين في سوريا، وبين الحين والآخر تسافر إلى الإمارات العربية ولبنان، لتقديم ورش تدريبية في هذا المجال، ووفي هذا السياق سأل “الحل نت” المخرجة السورية عن رأيها بما يروج عنها داخل كواليس الوسط الفني بأنها افتتحت معهدها الخاص، وتقوم بتلك الورش للاستفادة ماديا، وبالتالي أنها تختار أبطالا شبابا من تلك الورش، الأمر الذي يؤثر سلبا على النجوم وخريجي “المعهد العالي للفنون المسرحية” في دمشق، فتجيب شربتجي، هذا الكلام غير صحيح لأني لست الوحيدة التي تقوم بورشات التدريب التي تفتح فرصا لشباب وشابات لم يحالفهم الحظ لدخول “المعهد العالي”، وليس صحيحا أني أفرض أو اختار أشخاص تدربوا معي، نعم هناك بعض من الشبان والشابات الذين لديهم موهبة عالية في التمثيل والأداء ويستحقون أخذ الفرص.
في مسلسل “كسر عضم” معظم الشباب هم خريجي معهد عالي، ولا يوجد سوى اثنين كانا من طلابي في إحدى ورش التدريب في سوريا، تتابع شربتجي حديثها، بأنه ليس خطئا أن تعطى فرص لمواهب عالية لكنها تحتاج لدعم. لا تختار شربتجي كل الطلاب في أعمالها ولكن تختار الثلاثة الأوائل الذين تجد فيهم الموهبة والمثابرة والطموح، وتقول هذه الورش موجودة في معظم دول العالم.
سيرتها الذاتية
رشا شربتجي، مخرجة سورية. ولدت في مدينة القاهرة بمصر عام 1975. والدها المخرج السوري هشام شربتجي، ووالدتها من جمهورية مصر العربية. كانت بدايتها في مجال الإخراج في حوالي عام 1997 وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، تتلمذت على يد والدها في أعمال كوميدية عديدة، حتى أخرجت أول أعمالها الخاصة بعنوان “قانون ولكن”، لتتوالى بعده نجاحات إخراجية حُفرت في أذهان جمهور الدراما العربي لما فيها من واقعية وتصوير خام للعلاقات الاجتماعية في زمننا الراهن.
برزت في أهم أعمال الأزمة السورية من خلال جزأين متتاليين من المسلسل الواقعي “الولادة من الخاصرة” والمسلسل الدرامي “شوق” قبل أن تنتقل إلى الدراما العربية المشتركة وتترك بصمتها الفنية فيها.
رشا شربتجي تزوجت في وقت سابق من المصوّر السوري ناصر ركّا، وضج الوسط الفني بهذا الزواج كون والدها لم يكن راضيا عنه، وحصلت قطيعة بين رشا ووالدها دامت لسنين عديدة، وعادت علاقتهما إلى طبيعتها قبل انفصال الزوجين بأشهر قليلة، وهذا الانفصال حدث في كانون أول/ديسمبر عام 2012.
عام 1997 بدأت بأول أعمالها في مجال الإخراج، فظهر اسمها كمساعد مخرج في المسلسل السوري الكوميدي “عيلة 7 نجوم” الذي كان من إخراج والدها “هشام شربتجي”، وفي عام 1998 كانت المخرج المنفّذ للجزء اللاحق من هذه السلسلة الكوميدية “عيلة 8 نجوم”.
عام 1999 كانت المخرج المنفّذ للمسلسل الكوميدي “بطل من هذا الزمن” الذي كان من بطولة أيمن زيدان، نادين، شكران مرتجى، باسم ياخور، وغيرهم الكثيرون من نجوم الكوميديا السورية، وكان أيضا من إخراج والدها.
عام 2000 تابعت أيضا كمخرج منفذ في المسلسل الكوميدي “أنت عمري”، بالإضافة إلى مشاركتها الأولى كمخرج منفذ في مسلسل درامي اجتماعي بعيد عن الكوميديا وهو “أسرار المدينة”، وفي عام 2002 كانت المخرجة المنفذة للمسلسل الكوميدي السوري “صراع الزمن”.
اقرأ أيضا: كاريس بشار ورشا شربتجي في مسلسل عربي مشترك.. ما التفاصيل؟
عام 2003 كانت أول أعمالها الإخراجية الفعلية من خلال المسلسل الكوميدي “قانون ولكن” فكانت مخرجة هذا العمل الذي كان من بطولة بسام كوسا، مها المصري، كاريس بشار، قصي خولي، عبد الهادي صباغ وغيرهم الكثيرون، كما عملت في ذاك العام لآخر مرة كمخرجة منفذة تحت إدارة والدها في المسلسل الكوميدي “بنات أكريكوز”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.