بعد عرض نحو نصف حلقات المسلسل الاجتماعي “الغريب” المؤلف من 12 حلقة، صعد أسماء الفنانَين بسام كوسا وفرح بسيسو، “الترند”، وتوالى على مواقع التواصل الاجتماعي إشادة واسعة من قبل الجمهور حول دورهما في المسلسل، معتبرينَ أنهم أعادوا روح الدراما السورية إليها.

تدور أحداث مسلسل “الغريب” ضمن بيئة اجتماعية حساسة ومعقّدة ومثيرة للجدل، ويجمع العمل الثنائي كوسا وبسيسو بعد أكثر من عقدين، حيث كان لقاؤهما الأخير من خلال مسلسل “الزير سالم” والذي عرض لأول مرة في موسم دراما رمضان 2000.

إبداع بسام كوسا وفرح بسيسو

حاز مسلسل “الغريب” على إعجاب الجمهور والمتابعين الذين أشادوا بإبداع الفنانَين المشاركَين في العمل، خاصة بسام كوسا وفرح بسيسو، الأخيرة عادت للظهور بعد انقطاع طويل عن التمثيل، بالإضافة إلى أن قصة المسلسل وأحداثه الكثيفة والمترابطة حظي بإشادات إيجابية.

المسلسل من تأليف لبنى حداد ولانا الجندي، ومن إخراج صوفي بطرس وإنتاج شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صبّاح إخوان)، ويضم إلى جانب بسام كوسا وفرح بسيسو، نخبة من الممثلين، من بينهم سعيد سرحان، جمال قبش، ساندي نحاس، آدم الشامي، محمد عقيل، سلمى الشلبي، جوي حلاق، يارا زخور ومايا يازجي.

اللافت أن روعة الإخراج لقي صدىً كبيرا أيضا، حيث وصفه المشاهدون بـ”المتقن”، رغم أن العمل هو أول تجربة درامية للمخرجة، بعد سنوات من إخراج فيديو كليبات الأغاني، وفيلم “محبس”.

قصة المسلسل تدور حول شخصية “يوسف” الذي يلعب دوره بسام كوسا، وهو قاض نزيه يضطر للهرب من سوريا برفقة عائلته، بعد أن قتل ابنه رجلا عن طريق الخطأ، قُتل بسبب صديقه السيء، لتبدأ رحلته في المعاناة، ومحاولة حصول ابنه على محاكمة عادلة، لكن سرعان ما يجد نفسه أمام خيارات لم يخلها يوما ممكنة.

حتى الآن قدّم الفنان السوري بسام كوسا دوره بإتقان كبير، فيما تفوقت شخصية النجمة الأردنية الفلسطينية فرح بسيسو، بأداء دور استثنائي ومختلف وجديد في الدراما. ويُعرض المسلسل على منصة “شاهد” المملوكة لمجموعة “إم بي سي” السعودية، وذلك عَبر عرض 3 حلقات في الأسبوع.

أكثر ما يشد الانتباه في المسلسل لمن يرغب بمتابعته هو وجود بسام كوسا، الذي يؤدي دور القاضي والأب. يوسف مير علم هو قاضي نزيه يرفض القيام بأي تنازلات أمام سير القضاء، وربما اختيار كوسا جاء في مكانه إذ أن لديه قدرة كبيرة على أداء أدوار الخير والشر ببراعة، كما رأينا في مسلسلات سابقة بدءا من “الفصول الأربعة” وانتهاء بـ”باب الحارة”.

على الجانب الآخر، تعود فرح بسيسو إلى الدراما السورية في دور زوجة القاضي، وهي التي غابت طويلا وعادت مؤخرا من خلال المسلسل الذي أنتجته وعرضته منصة “نتفليكس، إن أو”، عن عائلة فلسطينية أميركية تعيش في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وفق تقرير لموقع “سي إن إن بالعربية“.

لقطة من مسلسل “الغريب”- “سي إن إن”

منصة “شاهد” أضافت في إعلان “بوستر” المسلسل، أن الممثلة ساندي نحاس التي تلعب دور “علا” في العمل هي من الأدوار المؤثرة على مسار الأحداث. أما الممثل السوري آدم الشامي الذي سيؤدي دور “رامي” والذي يصف نفسه عبر حسابه على منصة “إنستغرام” بأنه سبب المصيبة، تُشوّق “شاهد” لشخصيته بالقول، “الطلعة من المصيبة، ليست سهلة بقدر الفوتة عليها”.

تفاعل الجمهور

منذ عرض أول حلقتين من مسلسل “الغريب” خلال الأسبوع الماضي، تتالت الإشادات فيه، حيث كتب أحدهم “قبل ساعة ونص نزل أول حلقتين من مسلسل الغريب للأستاذ بسام كوسا والأستاذة فرح بسيسو..  من زمان ما حضرت مسلسل بهاد الرتم السريع من الأحداث ..عندي ملاحظات على الإخراج بس كقصة وأحداث شي كتير حلو وما بدي أحكي عن روعة بسام كوسا المعتادة واشتقنا لفرح بسيسو الجميلة ترجع تعمل أدوار حلوة.. في مسلسل حلو يا جماعة وأخيرا”.

فيما كتبت صفحة “سيناريو” على منصة “الفيسبوك” حول المسلسل كالتالي “بشكل متزايد يقدّم الوسط الفني العديد من الوجوه الجديدة على اختلاف الشكل والمضمون والتوجه، ممثلة مجتهدة مثلا، ممثلة جميلة، ممثلة موهوبة، وأخرى موهومة أنها موهوبة مع مجموعة مواد كيماوية دخلت إلى وجهها وجسدها، في خضم هذه الزحمة الفنية وتحديدا للجنس اللطيف، أخيرا سنشاهد عملا لممثلة بكامل عتادها الفني، وتعابير وجهها الذي لم تصل إبر البوتوكس إليه ولم تحرمه من صدقه. فرح بسيسو، نحن بانتظار الثنائية بينك وبين الأستاذ بسام كوسا في مسلسل الغريب”.

من جانب آخر، شبّه رواد مواقع التواصل الاجتماعي مسلسل “الغريب”، بمسلسل “يور هونر” أي “شرفك” الأميركي، الذي قدم بطولته النجم براين كرانستون. ولاحظ المشاهدون التشابه الكبير بين العملين، إذ إن كليهما يتناول قصة شاب يقتل أحد الأشخاص ثم يفرّ هاربا، ليكتشف والده القاضي ما جرى ويجد نفسه أمام أصعب الخيارات، لا سيما أنه يسعى لتطبيق القانون على الجميع، لكنه يفعل المستحيل لحماية ابنه.

أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي رأيهم بالعمل، فكتبت متابعة “مسلسلات شاهد أغلبها نسخ ولصق، بالقصة والإخراج والإضاءة والموسيقى، وحتى بالملابس”، وأضاف آخر “فيه تشابه واختلاف بس الأجواء حلوة”، وفق ما نقله موقع “فوشيا” الفني.

بينما أشار آخرون إلى أنهم سيكملون العمل حتى وإن كان نسخة طبق الأصل من العمل الأجنبي، خاصة وأن بطل العمل هو الفنان السوري بسام كوسا”.

نبذة عن بسام كوسا وفرح بسيسو

بسام كوسا يلقبه الجمهور بـ”جوكر الدراما”، نظرا لأنه قدّم أعمالا كبيرة وناجحة في السابق، وهو من مواليد حلب، وتخرج من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة في دمشق. عمل في بدايته في المسرح الجامعي، ثم في المسرح القومي. شارك في العديد ‏من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية.‏

ما قبل عام 2021، غاب الفنان السوري بسام كوسا عن الأعمال الدرامية، وظهر حضوره الروائي خاصة في روايته” أكثر.. بكثير” من محاولاته ككاتب سيناريو في الواقع والعمل الدرامي” وراء الوجوه”، المأخوذ عن قصة الدكتور ”فتح الله عمر”.

معالجة درامية وسيناريو من قبل الكاتب نجيب نصير، وإخراج مروان بركات، وبمشاركة الفنانين أيمن زيدان، سلمى المصري، جمال قبش، نادين خوري، هبة نور، مديحة كنيفاتي، وعدد كبير من الفنانين السوريين.

أيضا برز كوسا في المعالجات الدرامية في” ما وراء الوجوه”، حيث أعتمد فيها على قدرته في ادعاء أنه مظلوم ويظهر موهبته في ارتداء قناع المثقف الضحية حتى انكشاف عقدته الشخصية في “الأنانية، والأنا”، التي يطبقها على زوجته الأولى لينا حوارنة، خلود، كزوجة مهجورة ومريضة على خلفية بعيدة للعُقد النفسية التي يعاني منها، فهو يحوّل كل معاناة زوجته، وطلاقها وعودته إليها بعد إرسال ما وفرته طيلة سنوات من مال إليه عندما علمت أنه مريض.

كوسا يحضّرعملا دراميا يجمعه مع الفنان السوري تيم حسن، ضمن مسلسل درامي تحت عنوان “تاج”، وهو من إنتاج شركة “الصبّاح” للإنتاج الفني، ويُتوقع أن تكون هذه الثنائية هي الأبرز خلال موسم دراما رمضان 2024، حيث أشارت الشركة المنتجة إلى أن المسلسل ستدور أحداثه في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي في سوريا.

المسلسل من إخراج سامر البرقاوي الذي تعوّد على إخراج مسلسلات تيم حسن، في وقت توقّع الجمهور أن يكون مسلسل “التاج” هو المكمل أو الجزء الثاني من مسلسل “الزند”، لكن التصريحات السابقة لكادر العمل نفى مؤخرا إنتاج جزء ثاني للمسلسل، وذلك رغم النجاح الكبير والأصداء الإيجابية التي حقّقها خلال عرضه في شهر رمضان.

أما الممثلة فرح بسيسو فقد درست لعامين بمعهد الفنون المسرحية بالكويت قبل أن تغادر إلى دمشق بعام 1990 بعد غزو العراق للكويت، وشهدت دمشق بداية مسيرتها الفنية في التسعينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1994 بعد أن تخرجت من معهد الفنون المسرحية بدمشق، حيث شاركت بمسلسلي “حمام القيشاني، جواهر”، لتتوالى أعمالها الفنية بعد ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات