بعد تعرض السفارة الأميركية في لبنان، الواقعة في منطقة عوكر شرق العاصمة بيروت، لإطلاق نار كثيف، صباح اليوم الأربعاء، أظهرت التحقيقات أن المهاجم على السفارة الأميركية يدعى قيس عوض، سوري الجنسية، وقد أتى من البقاع بمفرده، وأن ما قام به هو دعم لقطاع غزة، وفقاً لما أفادت به تقارير إعلامية.

وبحسب موقع “الحرة” الأميركي، فإن الخوذة التي كان يرتديها مهاجم السفارة الأميركية كان مكتوب عليها شعارات لتنظيم “داعش” الإرهابي، بينما لم يتم تأكيد بعد وقوف التنظيم وراء هذا الهجوم.

هجوم على السفارة الأميركية

وقد نشرت وسائل إعلام لبنانية صوراً بدا أنها تظهر مهاجماً تغطيه الدماء يرتدي سترة سوداء كتب عليها “الدولة الإسلامية” بالعربية والاسم اختصاراً بالإنكليزية.

وانتشر تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مسلحاً قرب موقف سيارات قريب من مدخل السفارة، وهو يطلق النار من ما بدا أنها بندقية هجومية.

أكّدت السفارة الأميركية أن طاقمها بخير لكنّها أغلقت أبوابها خلال اليوم الأربعاء- “إنترنت”

وأكّدت السفارة الأميركية أن طاقمها بخير لكنّها أغلقت أبوابها خلال اليوم الأربعاء. فيما ذكر الجيش اللبناني في بيان على منصة “إكس (تويتر سابقاً)”، “تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية”.

وأضاف “ردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة وأن القوات لا تزال تمشط المنطقة المحيطة بالسفارة بحثا عن مهاجمين آخرين”.

وأفاد مصدر قضائي لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بأن مطلق النار الذي أصيب بجروح خطيرة، قال إنه “نفذ العملية نصرة لغزة”، حيث تدور حرب منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية.

بدورها، قالت السفارة الأميركية في بيروت في منشور على منصة “إكس (تويتر سابقاً)” إنه في تمام الساعة 8:34 صباحاً تم الإبلاغ عن إطلاق النار من أسلحة خفيفة قرب مدخل السفارة، فيما يتم التنسيق حالياً مع السلطات اللبنانية حول ملابسات الهجوم.

وأشارت السفارة الأميركية إلى أنه “بفضل ردة الفعل السريعة” لقوات الأمن اللبنانية وفريق أمن السفارة، “فإن طاقمنا بأمان”، مضيفة أن “التحقيقات جارية ونحن على تواصل وثيق مع جهات إنفاذ القانون في لبنان”.

من جانبه، علق رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، على حادثة إطلاق النار وقال إن الوضع مستتب التحقيقات بدأت لمعرفة ملابسات الحادث وتوقيف المتورطين.

فيما دان وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب الاعتداء على السفارة، وقال إن بلاده ملتزمة بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لالتزاماتها واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

“إسلامي متشدد”

في المقابل، تحققت “رويترز” من صور المهاجم المشتبه به المنتشرة عبر الإنترنت وحددت موقعها الجغرافي بالقرب من السفارة، بالإضافة إلى تحققها من جزء من الكتابة العربية على سترته والتي كتب عليها عبارة تشير إلى أنه “متشدد إسلامي”. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.

وشاهد مصور لـ”رويترز” قوات الأمن اللبنانية وهي تضع نقاط تفتيش حول السفارة بينما كانت طائرة هليكوبتر أميركية الصنع مقدمة للجيش اللبناني تحلق في الجو.

الهجوم المسلح لم يتسبب بأي قتلى- “رويترز”

وبالعودة إلى المصدر القضائي لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، فإنه أكد أن القوات الأمنية أوقفت شقيق مطلق النار الذي يقطن مع عائلته في منطقة البقاع في شرق لبنان.

وانتشر الجيش اللبناني في محيط السفارة وقطع الطرق المؤدية إليها، وفق ما شاهد مصوّر من “فرانس برس” كان موجوداً في المكان.

هجمات سابقة

خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي هاجم رجل عبر فتح النار على السفارة الأميركية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد “الانتقام” لتعرضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن في السفارة.

واستهدف تفجير بسيارة مفخخة مبنى تابعاً للسفارة في عوكر في 20 سبتمبر/ أيلول عام 1984، أدى الى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، وحمّلت واشنطن آنذاك “حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران،المسؤولية عنه.

وانتقلت السفارة إلى هذه البلدة عام 1984 بعد تعرض مبناها السابق في منطقة عين المريسة في غرب بيروت لتفجير انتحاري ضخم بشاحنة مفخخة في 18 أبريل/ نيسان 1983 أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً. وتبنّت الهجوم منظمة تطلق على نفسها اسم “الجهاد الإسلامي”، أكدت واشنطن أنها مرتبطة بـ”حزب الله”.

وفي حادث منفصل، قال مصدر أمني وآخر دبلوماسي إن أحد أفراد الأمن اللبناني المكلف بحراسة السفارة السعودية في لبنان انتحر خارج السفارة اليوم الأربعاء.

وذكر المصدر الأمني إن حارس السفارة توفي بعد أن أطلق النار على رأسه. وقال المصدر الدبلوماسي إن فرد الأمن عانى من مشاكل نفسية، وفق تقارير إعلامية.

هذا ويعتبر لبنان مسرح للصراع بين “حزب الله” المدعومة من إيران وإسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول بالتزامن مع الحرب في غزة. وجرى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية وسط مخاوف من توسع دائرة الصراع، فيما تبذل الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية لتخفيف وتيرة العنف على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات