مع اقتراب فصل الشتاء، تتعمق أزمة المحروقات في سوريا، حيث باتت المحافظات السورية تشهد شللا شبه تام في وسائل النقل العام، إذ أدى نقص التوريدات إلى ارتفاع الأسعار في السوق السوداء، الأمر الذي ضاعف أجور النقل، خاصة في العاصمة دمشق.
صحيفة “الوطن” المحلية نقلت عما أسمته مصادر حكومية أن القرارات المتخذة في هذا السياق أدت إلى تخفيض مخصصات النقل في المحافظات السورية حتى الحدود الدنيا إضافة لتخفيض مخصصات باصات النقل العام، وإيقاف تزويد وسائل النقل الجماعي من “سرافيس” وباصات الشركات الخاصة بالمحروقات، الأمر الذي أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل.
لا موعد لانتهاء الأزمة
مصادر الصحيفة لم تحدد أي موعد لعودة مخصصات النقل لما كانت عليه سابقا، حيث تم تخفيض عدد طلبات “المازوت” لوسائط النقل العامة منذ بداية شهر أيلول/سبتمبر الجاري بسبب قلة التوريدات في جميع المحافظات، ما أثر سلباً على المواصلات.

في حين قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة دمشق قيس رمضان اليوم الإثنين، لـ “الوطن”، إنه جرى زيادة عدد طلبات النقل بمقدار طلب ونصف الطلب، أي ما يعادل 30 ألف لتر يومياً، مشيرا إلى أنه يأمل أن تشهد تحسنا أكبر بواقع الطلبات المخصصة للعاصمة والتي تُزوَّد بها من شركة “سادكوب”.
ونقلت “الوطن” عن مصدر معلومات آخر أن تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية مرتبط بالظروف العالمية، وتفاقم الأوضاع في البحر الأحمر، من دون الكشف فيما إذا كان هناك أسباب أخرى.
في حين أن سوريا تستورد النفط من إيران ولم تتأثر سابقا بأزمة البحر الأحمر، التي بدأت تظهر مع بداية عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي، الأمر الذي يطرح تساؤلات فيما إذا كانت طهران تستخدم النفط للضغط على الحكومة السورية.
أجور مضاعفة
بعض السرافيس والباصات تستمر بالعمل، لكن يتقاضون أجورا مضاعفة بحجة نقص “المازوت” واضطرارهم لشرائه من السوق السوداء، إضافة إلى تحميل الركاب بأعداد تفوق السعة المسموح بها وبشكل مبالغ فيه.

ويتذرع السائقون الذين يتقاضون مبالغ مضاعفة مرات عدة عن الأجرة الرسمية، بأنهم اضطروا لتعبئة سياراتهم بالمحروقات على نفقتهم الخاصة بالسعر الحر.
وذكر موقع “هاشتاغ” المحلي أن تسعيرة الراكب من البرامكة أو المزة بدمشق وبالعكس تضاعفت من ألف إلى ألفي ليرة سورية أو 3000 آلاف ليرة، بينما سرافيس الجديدة، معضمية، البرامكة وصلت إلى 5000 آلاف ليرة سورية على الرغم من أن تسعيرتها الرسمية ألف ليرة.
هذه الأزمة لم تقتصر على العاصمة دمشق فقط، بل امتدت إلى سائر المحافظات، حيث باتت الكراجات تشهد أزمة بمرتادي وسائل النقل العام للوصول إلى أعمالهم، ناهيك عن تزامن ذلك مع بدء العام الدراسي.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

العلاقات السورية العراقية: ماذا طلب السوداني من دمشق؟

روسيا في سوريا: مصير مجهول وفرص ضعيفة للبقاء

عودة أم فشل جديد: ماذا وراء التحركات الإيرانية في أوراسيا؟

طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول اقتصاد

اللاجئون السوريون.. ما هي أصعب التحديات التي تقف عقبة أمام عودتهم؟

بعد أزمة فصل الموظفين.. القطاع العام السوري نحو تقليص العدد أم إعادة الهيكلة؟

انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟

رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟

أحدث مؤشر للفساد عن سوريا بعد سقوط الأسد.. ماذا كشف؟

ما الذي يعنيه قرار “المركزي” برفع قيمة الدولار أمام الليرة السورية؟

سوق العقارات في سوريا بين جمود البيع ونشاط الإيجار.. ما السبب؟
