بعد أن كانت سوريا من أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم، بات مواطنوها اليوم، يسرقون أكياس الدقيق (الطحين) من أجل بيعه وكسب بضعة ليرات إضافية في ظل الواقع الاقتصادي المتدهور في جميع أنحاء البلاد.

تهريب الطحين عبر نافذة المنزل!

ضبطت دوريات حماية المستهلك بحماة اليوم، 500 كيلو دقيق تمويني معدة للاتجار، في منزل صاحب مخبز في المدينة، قد هربها عبر نافذة تصل بين المخبز والمنزل، وفق صحيفة “الوطن” المحلية.

وبين مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود لـ “الوطن “، “أن الدوريات نظمت 27 ضبطا منها: ضبط بمخالفة حيازة دقيق تمويني بقصد المتاجرة.

وفي وقت سابق، قال مسؤول ضمن المؤسسات الحكومية حول الآلية الجديدة توزيع مادة “الخبز”، في تصريحات نقلتها الصحيفة المحلية إن “هناك صعوبة بتطبيق الآلية التي طرحتها الوزارة، وأضاف: “نحن غير قادرين على الوصول لـ 1500 معتمد”.

وتشير تصريحات سابقة لمسؤولين في الحكومة السورية إلى مدى الشرخ بين المؤسسات، وذلك من خلال عدم وجود تنسيق بين مجالس المحافظات والوزارات بما يضمن إقرار أفضل آليات لتحقيق مصلحة الأهالي.

وبحسب مصادر محلية خاصة، من مدينة حماة ، “حتى نتمكن من الحصول على الخبز، نحتاج للوقوف لساعات طويلة في طوابير الأفران، وفي النهاية الكمية محدودة وغير كافية، لذلك في كثير من الأحيان فإما أن نشتري ربطة من المحلات بسعر أغلى، أو نخفض استهلاكها اليومي، حيث تقوم ربة المنزل بطبخ الأكلات التي لا تحتاج إلى تناول الخبز معها على سبيل المثال”.

وأضافت المصادر، أن توزيع الخبز في بعض الأحيان يتأخر لساعات طويلة، فيضطر الكثيرون إلى المغادرة وشرائه من المحلات الخاصة، حيث يضطر إما لأسباب عدم تأخره عن عمله أو كونه طالبا.

وهذه الطريقة يتبعها العديد من أصحاب المخابز بهدف بيع الكمية المتبقية بسعر أغلى للناس الآخرين، وكل هذه الأمور تحدث ولجان المراقبة والتموين غافلة عنها أو شركاء معهم بالأحرى.

قد يهمك: نقص الخبز يصل إلى طلبة الجامعات السورية

الخبز أصبح حلما للمواطن

رغم مزاعم المؤسسة السورية للحبوب قبل فترة، أنها استوردت 2 مليون طن من القمح لتأمين احتياجات البلاد من الخبز، إلا أن ذلك لم يحدث أي تحسين أو فارق في توفير الخبز وتحسين وتخفيف الأعباء اليومية على المواطنين، بل وانخفض إنتاج القمح بأكثر من 60 بالمئة في عام 2021، مما تسبب في نقص القمح وارتفاع أسعاره.

وكشفت مصادر محلية خاصة لـ “الحل نت”، أن هناك فساد ومحسوبيات من قبل القائمين على المخابز وتوزيع الخبز، حيث إنهم يسرقون كميات من الدقيق المخصص للمواطنين، بهدف بيعه بسعر أغلى لأصحاب المطاعم والفنادق ومحلات المواد الغذائية، وهذا يحدث تقريبا بشكل شبه يومي.

وأضاف متسائلا “لماذا لا يتم القبض على هؤلاء ووضع حد لهم، وأن تسير عملية إنتاج الخبز في الوقت المناسب وبيعه للمواطنين دون انتظاره لساعات طويلة، وإحداث المزيد من المعاناة اليومية له؟”

وقالت “هيومن رايتس ووتش ” في تقرير سابق لها، إن تقاعس الحكومة السورية عن معالجة أزمة الخبز، الناجمة عن عقد من النزاع المسلح، بصورة عادلة وملائمة يدفع بملايين السوريين نحو الجوع.

ويضيف التقرير الدولي، أنه هناك أكثر من 12.4 مليون سوري، من بين عدد السكان المقدر بحوالي 16 مليون، يفتقرون إلى الأمن الغذائي، بحسب “برنامج الأغذية العالمي”، بزيادة مقلقة قدرها 3.1 مليون في عام واحد.

وتقدر “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي أن 46 بالمئة من الأسر السورية قللت حصصها الغذائية اليومية، وخفض 38 بالمئة من البالغين استهلاكهم لضمان حصول الأطفال على ما يكفي من الطعام.

قد يهمك: فساد في توزيع الخبز بدمشق وأزمة جديدة محتملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.