في اتهام جديد وجّهته إسرائيل لسوريا، زعم رئيس وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية، موشيه إدري، أن سوريا بنت منشأة نووية سرّية في محافظة دير الزور، مخصصة لإنتاج “البلوتونيوم”، بدعم من إيران.
هذا الاتهام جاء في كلمة ألقاها إدري، في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد بالعاصمة النمساوية فيينا، لكنه لم يبرز أي وثائق تثبت صحة ادعائه، ولم يوضح إذا كان المشروع هو جديد في دير الزور، أم هو نفسه الذي قصفته إسرائيل عام 2007.
جزء من مشروع
هذه المنشأة، التي لم يُعلن عنها، وفق حديث إدري، تشكل جزءا من مشروع نووي سوري، ويُعتقد أنها تسعى لإنتاج “البلوتونيوم” المشع بدعم مباشر من إيران، بينما أشار إلى أن الحكومة السورية لم تلتزم بتعهداتها الدولية بشأن الضمانات النووية لأكثر من عقد من الزمن.
المسؤول الإسرائيلي أضاف أن إيران تمثل المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث تواصل تطوير برنامج نووي عسكري بهدف إنتاج أسلحة نووية. ووفقاً لإدري، فإن إيران ما تزال تجمع التكنولوجيا والمعرفة النووية، إلى جانب المواد الانشطارية بكميات مقلقة.
و”البلوتونيوم” هو عنصر كيميائي مشع، يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة الأسلحة النووية وتوليد الطاقة النووية، ويتميز بإمكانية إنتاج تفاعلات انشطارية قوية، مما يجعله أساسيا في صنع القنابل النووية والمفاعلات النووية.
غروسي زار سوريا
الاتهامات الإسرائيلية جاءت بعد نحو 6 أشهر من زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، إلى سوريا، حيث التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، بحثا خلالها “الاستخدام السلمي للطاقة النووية في سوريا”، وفق ما ذكرت الرئاسة السورية آنذاك.
عقِب الزيارة، كشف غروسي أن لقاءه مع الأسد، حقّق خطوات ملموسة بشأن استئناف التحقيقات حول مفاعل الكُبر النووي في دير الزور، الذي استهدفته إسرائيل بغارات جوية في 6 أيلول/سبتمبر 2007.
وكانت آخر زيارة رسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى دمشق، عام 2011، ضمن التحقيق الذي بدأته الوكالة عام 2008 بعد قصف إسرائيل لموقع الكُبر في ريف دير الزور، إذ اتهمت إسرائيل سوريا بتخصيب اليورانيوم في مفاعل نووي سرّي بالمنطقة.
بعد 15 عاما من استهداف موقع الكُبر، كشفت إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2022، عن “وثيقة استخباراتية تعود إلى عام 2002 تضمنت تقريرا استخباراتيا بأن سوريا تحاول دفع مشروع استراتيجي، لم يتم التعرّف على مزاياه بعد، لكنه يثير شكوكا حول اهتمامٍ في مجال إنتاج تهديد نووي، من الجبهة الشمالية”.
يُذكر أن إسرائيل طوّرت برنامجا نوويا في الخمسينيات بدعم من فرنسا، حيث بنت مفاعل “ديمونة” في صحراء النقب، وسعت من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز قدرتها العسكرية، واعتمدت سياسة “الغموض النووي” بعدم تأكيد أو نفي امتلاكها لأسلحة نووية، بينما تقدر تقارير دولية أن إسرائيل تمتلك 90 رأسا حربيا نوويا، من دون انضمامها إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وفق دراسةٍ للمعهد الدولي لدراسات السلام، في 2020.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.