في تصريح جديد يعكس مدى تعمُّق الفجوة في مسار إعادة العلاقات السورية التركية، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، استعداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. لكن فيدان، شدد على النقاط التي تهمّ تركيا في التقارب مع سوريا والتي تتمثل بـ “اللاجئين ومكافحة الإرهاب”.

حديث فيدان، جاء بعد يومين من مباحثات أميركية تركية بشأن الملف السوري في أنقرة، حيث التقى نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، جون باس، إذ تناولا التطورات المتعلقة بسوريا، بمشاركة ممثّلينَ عن المؤسسات المعنية من الجانبين.

اللاجئون في الخارج

وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أكد أن الرئيس التركي أردوغان أبدى إرادة قوية لتحقيق إعادة العلاقات مع دمشق، موضحا أن المحادثات بين الجانبين مستمرة بشكل غير مباشر منذ فترة، من خلال قنوات استخباراتية وعسكرية مختلفة. 

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان - انترنت
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان – انترنت

فيدان شدد على أنه “يجب التفكير في ملايين اللاجئين السوريين في الخارج قبل تطبيع العلاقات مع تركيا”، منوّهاً إلى أن النقاط التي تهمّ تركيا في التقارب مع النظام تتمثل بـ”اللاجئين ومكافحة الإرهاب”.

بينما أشار إلى أن الحكومة السورية والمعارضة يسعيان للوصول إلى إطار سياسي يمكنهم الاتفاق عليه.

“إذا تحققت الحلول بالطريقة التي ترغب بها تركيا، فأعتقد أن سوريا ستكون أكثر قدرة على حل مشاكلها الأخرى”، أضاف فيدان.

أكثر من 3 ملايين سوري لجؤوا إلى تركيا، بحسب فيدان، الذي أشار في الوقت ذاته إلى أن هناك 5 ملايين آخرين يعيشون في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، مضيفا: “لو لم نقم بإنشاء نظام هناك، لكان هناك 5 ملايين سوري آخرون قد لجؤوا إلى تركيا. هم لا يشعرون بالأمان هناك”.

وأشار إلى أن التوصل إلى اتفاقية عسكرية مع روسيا ضمن إطار مسار “أستانا” منذ عام 2017 أدى إلى “توقف الاشتباكات، بل إلى الهدوء. منذ ذلك الحين، نعتقد أنه يجب اتخاذ خطوات نحو حلٍّ دائم لبعض القضايا”.

محادثات أميركية – تركية

الملف السوري كان محور نقاشات أميركية – تركية، حيث ذكرت وزارة الخارجية التركية، أن المحادثات جرت في أنقرة بين وفدي البلدين، وناقشت التطورات المتعلقة بسوريا.

مباحثات أميركية تركية بشأن الملف السوري في أنقرة - إكس
مباحثات أميركية تركية بشأن الملف السوري في أنقرة – إكس

بحسب مصادر صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن هناك جملة من القضايا ركّزت عليها المحادثات، منها “ملف الدعم الأميركي المستمر لـ قسد عسكرياً ولوجستياً، وخطورة ذلك على أمن تركيا، وما يمكن أن يكون عليه الوضع حال الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا، وما يتعلق بمساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق والموقف الأميركي الرافض لها”.

خلال اللقاء تم تبادل وجهات النظر، وتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية في سوريا، بينما أكد الجانبان على أن تصاعد التوتر في المنطقة له انعكاسات سلبية على الساحة السورية.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن الجانب التركي “شدد على أن أنقرة لا تزال تنتظر من الولايات المتحدة وقف دعمها لتنظيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي بذريعة قتال داعش”.

موقع “BBC TURKCE” ذكر أيضا أن جون باس، الذي جاء إلى أنقرة في 17 أيلول/سبتمبر الحالي لإجراء محادثات سياسية، التقى بوزير الخارجية هاكان فيدان، و تركزت النقاشات بشكل أساسي حول سوريا التي تشغل العلاقات بين البلدين منذ نحو 10 سنوات.

هذا اللقاء جاء قبل الانتخابات الأميركية المزمعة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، سبقه أيضا تسارع في مسار التقارب السوري التركي، إذ ترى أنقرة أن الولايات المتحدة لا تنظر بشكل إيجابي إلى عمليةٍ من هذا النوع، لكن واشنطن لن تتفاعل بقسوة مع مثل هذه الخطوة في الوقت الذي تشير فيه إلى أن الضغط على دمشق يجب أن يستمر لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وفق ما نقله “BBC TURKCE”.

يُذكر أن سوريا مازالت تتمسك بشروطها لعودة العلاقات، إذ أعاد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مؤخرا، التأكيد على أنه إذا أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون السوري التركي وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها عليها أن “تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمال سوريا وغرب العراق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات