على الرغم من شنّ إسرائيل عملية واسعة النطاق على “حزب الله” اللبناني وكبدته خسائر فادحة، خاصة بشرية، إلا أنها تخشى من قدرته على تحريك الجبهة الشمالية، أي من جهة الجولان السوري، حيث يتمركز آلاف المقاتلين التابعين لـ “الحزب” وميليشيات أخرى تتبع لإيران.
القادة الإسرائيليون يؤكدون على ضرورة أخذ تهديدات “حزب الله” على محمل الجد، في حين أن القوات الروسية ثبّتت، أمس الأربعاء، نقطتي مراقبة جديدتين في محافظة القنيطرة على حدود الجولان السوري، تحسّبا لأي تحرك في ظل رغبة إيران بتحريك ميليشيات تتبع لها في المنطقة.
40 ألف مقاتل
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قالت، الثلاثاء، إنه بالرغم من “إحباط الحالة العسكرية والمعنوية لـ “الحزب” وتدمير صواريخه متوسطة المدى وصواريخ “كروز” وطائرات من دون طيار، وتدمير نحو 50 بالمئة من قدرته على إطلاق الصواريخ، إلا أن “الحزب” ما زال يشكّل تهديداً حقيقياً على الجبهة الإسرائيلية الداخلية.
القلق الإسرائيلي لا يتوقف عند قدرات “حزب الله” في المعدات العسكرية، بل لديه اعتقاد بقيام “الحزب” بحشد نحو 40 ألف مقاتل من سوريا واليمن والعراق ولبنان في الجولان، وفق “هآرتس”.
على الرغم من أن المقاتلين ليسوا من “النخبة”، بحسب “هآرتس”، إلا أنهم على أهبة الاستعداد حاليا في هضبة الجولان بانتظار “إيعاز” من نصر الله للانضمام إلى القتال ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن تل أبيب ستخطر الرئيس السوري بشار الأسد بعدم قبولها بوجودهم هناك على حدودها، “إذا لزم الأمر”، وفقا لمسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
تعليقا على خبر “هآرتس” حول قدوم 40 ألف مقاتل من سوريا والعراق واليمن إلى الجولان، نقلت وسائل إعلام عربية، عن القيادي السابق في “الحرس الثوري” حسين كنعاني مقدم، أنه وفق المعلومات المتوفرة لديه فإن العدد الحقيقي للمقاتلين والمتطوعين في منطقتي القنيطرة والجولان السوريتين أكثر بكثير من الإحصاءات الإسرائيلية.
وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت في وقت سابق هذا الشهر، عن وصول ناشطين “حوثيين” إلى جنوب سوريا، قادمين من العراق، لفتح جبهة إطلاق نار جديدة لمسيّرات ضد إسرائيل، بحسب ما نقلت عن مسؤول جنوب سوريا، الذي لم تسمه.
رغبة “الحزب” وإيران
القلق الإسرائيلي لا يبدو أنه في مكانه، إذ أن سوريا لن تزجّ نفسها في حرب مع إسرائيل في هذا الوقت، وهي تتفادى حصول أي مواجهات على أراضيها، لكن المخاوف تنطلق من اتخاذ “الحزب” ومن خلفه إيران بفتح الجبهة السورية، حيث ترغب طهران بهذه الحرب، كونها تُعتبر فرصة لها باللعب بالنار بعيدا عن الخسائر على أراضيها.
ورجّح القيادي السابق في “الحرس الثوري” الإيراني، منصور حقيقت بور، فتح جبهة الجولان السوري لدعم “حزب الله” خلال الفترة المقبلة. إذ يرى حقيقت بور أن “فتح جبهة الجولان السوري واردٌ جدّا خلال المرحلة المقبلة”، مؤكدا أنه “لا يستبعد مشاركة القوات الإيرانية في الجبهة السورية لاستعادة هضبة الجولان”، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام عربية.
بالنسبة لطهران، فهي حاضرة، بلا شك، في المشهد اللبناني، من خلال توجيه قادة “الحزب”، إذ عقد قادة من “الحرس الثوري” الإيراني، الثلاثاء، اجتماعا مع 8 قادة من “حزب الله” في مدينة تدمر، وسط سوريا، قدموا من لبنان مساء الاثنين.
موقع “حزب الله” الجغرافي ونشاطه في دولة ذات سيادة، حيث يتمتع بحرية الحركة والتنقل في الحدود البرية والبحرية، تجعله في موقف أفضل من “حماس” بخصوص إعادة التجنيد والتسليح لاستدراك خسارته، فضلا عن قدراته المتقدمة على تصنيع السلاح، وفق ما نقلته “هآرتس” عن مصدر أمني إسرائيلي.
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الحزب لم يستخدم بعد ما يمتلكه من كميات هائلة من الصواريخ والقذائف. حيث يمتلك، بحسب الصحيفة، أكثر من “100 ألف صاروخ وقذيفة جاهزة للإطلاق”.
وأكدت مصادر مطلعة أن “القيادة المرنة لـ “حزب الله” وشبكة أنفاقه وترسانة أسلحته تساعده على الصمود أمام الهجمات الإسرائيلية” وفقاً لما نقله “رويترز” عن هذه المصادر.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي ضربات وغارات جوية استهدفت نحو 1600 موقعا لـ “حزب الله” في أنحاء البقاع اللبناني والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “الحزب”، في حملة هي الأعنف والأكبر منذ حرب 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”.
- عاصمة سياسية واقتصادية للمعارضة: ما مكاسب السيطرة على حلب؟
- عمل عسكري على القرى السبع بدير الزور.. ما دور “التحالف الدولي”؟
- “قلوب مكسورة”.. معتصم النهار وجيني إسبر يتفاعلان مع أحداث حلب
- انهيار كبير لليرة السورية أمام الدولار في حلب
- واشنطن: على سوريا تغيير سلوكها.. وطهران تلمح لعقد جولة “أستانا” بالدوحة
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.