وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على العديد من المناطق في لبنان، أعلنت حركة “حماس” عن مقتل قائدها في لبنان، فتح شريف، بغارة إسرائيلية على مخيم البص جنوب لبنان، اليوم الاثنين.
في غضون ذلك، ألقى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في أول كلمة بعد اغتيال نصر الله، قال فيها إن عمليات الحزب مستمرة بنفس الوتيرة وأكثر منذ مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله، مضيفا: “قواتنا مستعدة لأي توغل بري للجيش الإسرائيلي وهي جاهزة للالتحام البري معه”.
هذا وقال شاهد لوكالة “رويترز”، اليوم الاثنين، إن أعمدة الدخان تتصاعد في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ما يشتبه في أنها غارة إسرائيلية جديدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم الاثنين أن طائراته شنّت غارات جديدة على عشرات الأهداف التابعة لـ”حزب الله” في منطقة البقاع اللبنانية.
مقتل قائد “حماس” في لبنان
أفادت حركة “حماس” في بيان أن شريف قتل مع زوجته، أمية إبراهيم عبد الحميد، وابنه أمين، وابنته وفاء، في الغارة.
وأردفت أن “فتح شريف أبو الأمين هو قائد حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج”، وأشارت إلى أنه عمل كمعلم وكان مديرا في إحدى المدارس.
وبالعودة إلى كلمة نعيم، فقد لفت إلى أن “نصرالله قتل مع أربعة آخرين في الضربات الإسرائيلية بينهم قيادي إيراني”، نافيا وجود اجتماع بحضور 20 قياديا كما ذكرت إسرائيل.
وقال: “حزب الله سيواصل مواجهة إسرائيل مساندة لغزة ووردا على الاغتيالات”، مشيرا إلى أن “الحزب ضرب أهدافا إسرائيلية على مسافة 150 كيلومترا داخل إسرائيل”، متابعا “النصر حليفنا ونحتاج بعض الصبر وسنختار أمينا عام للحزب في أقرب فرصة”.
وبحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، فإن غارة جوية استهدفت المخيم قرب مدينة صور جنوب لبنان، مشيرة إلى أنه “لأول مرة” يتم استهداف المخيم.
وفي الثاني من كانون الثاني/ يناير 2024، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية في ضربة نُسبت إلى إسرائيل، وفق تقارير صحفية.
هذا وقال بيان للجيش الإسرائيلي، نُشر على منصة “تلغرام”، إن طائرات مُقاتلة من سلاح الجو هاجمت عشرات الأهداف، التابعة لمنظمة “حزب الله” في منطقة البقاع اللبنانية”، مضيفا أن من بين الأهداف “عشرات منصات الإطلاق، والمباني التي جرى تخزين أسلحة فيها”.
وتابع أن إسرائيل “ستُواصل بقوة مهاجمة القدرات العسكرية والبنية التحتية لـ(حزب الله) في لبنان، وإلحاق الضرر بها”، وفقا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”.
هجمات على مناطق جديدة
يبدو أن حدة الصراع تتسع يوما بعد يوم، فقد أفاد مصدر أمني لبناني، في وقت مبكر من اليوم الاثنين، أن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكني في بيروت أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، في أول هجوم من نوعه داخل العاصمة منذ اندلاع الحرب في غزة، العام الماضي.
واستهدف الهجوم الإسرائيلي، اليوم، شقة في منطقة الكولا تعود لعضوين في “الجماعة الإسلامية” بلبنان، وفق المصدر الأمني.
من جهتها أعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، اليوم الاثنين، مقتل ثلاثة من أعضائها، في الغارة الإسرائيلية على بيروت.
وقالت إنهم، محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة، عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، والمقاتل، عبد الرحمن عبد العال، وفق تقارير صحفية.
وبحسب قناة “العربية”، فقد تم رصد حشد من الدبابات الإسرائيلية بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. فيما أشارت الوكالة اللبنانية إلى غارة إسرائيلية على معبر جديدة يابوس الحدودي بين سوريا ولبنان.
هذا ونقلت إسرائيل ثقلها العسكري في الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان الذي شهد هجمات إسرائيلية يومية على أهداف لحزب الله خصوصا، شملت اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصرالله.
وأعلنت وزارة الصحة العامة سقوط 132 قتيلا وأكثر من 350 جريحا بالغارات الاسرائيلية أمس. في حين لم يحدد “حزب الله” حتى الآن موعد ومكان تشييع أمينه العام حسن نصرالله.
يقول كاتس إن الوضع الوحيد المقبول لوقف إطلاق النار هو أن يُدفع “حزب الله” بعيدا عن حدود إسرائيل، ويبقى شمال نهر الليطاني منزوع السلاح.
وقتل المئات وجرح الآلاف نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في لبنان، والتي تسببت بنزوح وتهجير مئات الآلاف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع أنه يواصل غاراته الجوية في لبنان وذلك في إطار عملية أسماها “سهام الشمال”.
في المقابل يعلن “حزب الله” عن إطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، وغالبا ما تعترض المنظومات الدفاعية معظمها.
تصريحات إسرائيل وإيران
وسط استمرار الاستهدافات الإسرائيلية على معاقل “حزب الله”، نقل وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الأحد، رسالة إلى أكثر من 25 من نظرائه مفادها أن إسرائيل “لن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان”، دون عدد من الشروط، وفق ما أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية.
وبحسب الهيئة الإسرائيلية، فإن الدول التي تلقت الرسالة تشمل ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا. وتقول الهيئة إن الوزراء المشاركين في المحادثات بشأن هدنة محتملة تلقوا الرسالة نفسها أيضا.
ويقول كاتس إن الوضع الوحيد المقبول لوقف إطلاق النار هو أن يُدفع “حزب الله” بعيدا عن حدود إسرائيل، ويبقى شمال نهر الليطاني منزوع السلاح. وأضاف كاتس: “التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، بشأن لبنان سيؤدي إلى وقف إطلاق النار… وما لم يحدث هذا، فستواصل إسرائيل إجراءاتها؛ لضمان أمن مواطنيها، وعودة سكان الشمال إلى ديارهم”.
في المقابل، قال محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني إن أعلى المستويات القيادية “ستأخذ القرار”، في حين أرسل نواب البرلمان الإيراني حزمة من المقترحات إلى مجلس الأمن القومي لتحديد الإجراء الذي تتخذه طهران.
فيما أكد وزير الخارجية، عباس عراقجي، أن طهران سترد على مقتل نائب عمليات “الحرس الثوري” عباس نيلفروشان.
كما وتوعّد عراقجي، أمس الأحد، بأن مقتل نيلفروشان في بيروت “لن يمر دون رد”، مضيفا في بيان موجه إلى قائد “الحرس الثوري” حسين سلامي: “لا شك أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الصهيوني لن تمر دون رد”، في إشارة إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الاثنين إن إيران لن تترك أيا من “الأعمال الإجرامية” لإسرائيل تمضي دون رد، في إشارة إلى مقتل أمين عام “حزب الله” ونائب قائد “الحرس الثوري” الإيراني في لبنان.
وقال كنعاني في مؤتمر صحفي أسبوعي “سنتعامل بحزم وسنتصرف بطريقة تجعل (العدو) يندم”، مضيفا أن إيران لا تسعى إلى الحرب لكنها لا تخشاها.
وذكر أن إيران تتابع الأمور عن كثب مع السلطات اللبنانية، في إشارة إلى الضربات التي قتلت نصرالله وعباس نيلفوروشان.
ومن جانبه أكد قائد “الحرس الثوري” الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن “اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، والعميد عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في لبنان، يحدث تغييرا وتحولا تاريخيا في العالم الإسلامي”.
بدوره، أكد “الحرس الثوري” الإيراني، في بيان رسمي، مقتل نيلفروشان بعد یومین من غارة إسرائيلية، أثناء حضوره اجتماعا مع أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله، موضحا: “أن العميد نيلفروشان قضى في الغارة الجوية الإسرائيلية مساء الجمعة”، مشيرا إلى أنه من “القادة القدامى والجرحى” في الحرب الإيرانية العراقية، ووصفه بـ”مستشار (الحرس الثوري)” في لبنان.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.