منذ بدء التواجد العسكري الروسي في سوريا، لم يسبق لإسرائيل أن استهدفت قواعد روسية أو دوريات تتبع لها، لكن فجر اليوم الخميس، دوت انفجارات في قاعدة حميميم الروسية في طرطوس، نتيجة قصف إسرائيلي، بعد تفريغ طائرة إيرانية حمولة في المطار.
منذ أن بدأت إسرائيل غاراتها على سوريا، لم يسبق لها استهداف النفوذ الروسي، لكن من الواضح أن إسرائيل وجّهت رسائل أيضا لموسكو، بأنها ستكون ضمن خارطة الاستهداف في حال وجود تعاون مع إيران و”حزب الله”.
مستودع أسلحة
بعد وصول طائرة إيرانية، تعرّضت قاعدة حميميم ومطار اللاذقية الدولي، فجر اليوم الخميس، لهجوم إسرائيلي، أدى لنشوب حريق وتدمير مستودع أسلحة وذخائر داخل المطار، بينما استهدفت إسرائيل أيضا مواقع عسكرية أخرى في الساحل السوري.
سبق الاستهداف وصول طائرة إيرانية تابعة لشركة “قاشيم فارس إير”، بحسب وسائل إعلام سورية، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي لم يستهدف المدرجات والأبراج في قاعدة حميميم ومطار اللاذقية المدني.
بالنسبة لـ مطار “حميميم” فإنه عبارة عن جزأين، أحدهما عسكري تشغله القاعدة العسكرية الروسية الأساسية في سوريا، والآخر مدني يحمل اسم مطار باسل الأسد الدولي، لكن القاعدة والمطار يشتركان في المدرجات، بينما تقع حماية المطار ضمن مسؤولية القوات الروسية.
الهدف الذي تمت مهاجمته هو مستودع يستخدمه “الحرس الثوري” الإيراني، لتخزين شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل مؤقت قبل نقلها إلى لبنان ومناطق سورية أخرى، وفق ما ذكرت مصادر لوسائل إعلام.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قال إن مسيرات مجهولة نفذت ضربات جوية استهدفت أحد مستودعات الذخيرة بالقرب من مدينة جبلة، في ريف اللاذقية، بالقرب من قاعدة “حميميم” الجوية الروسية، مما أدى لتدميره وانفجارات ضخمة سمع دويها على بعد مسافات بعيدة، لكنه رجح أن المسيرات إسرائيلية.
الهجوم تم عبر سلاحي الجو والبحرية مستهدفا المطار بعدة صواريخ، نجح اثنان منهما في إصابة المستودع المستهدف داخل المطار في حين اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية بقية الصواريخ الإسرائيلية، وفق وسائل إعلامية سورية.
وأضافت أن القصف الإسرائيلي استهدف مواقعاً عسكرية أخرى في محافظة اللاذقية، بالتزامن مع ضرب المستودع داخل قاعدة “حميميم” ومطار اللاذقية، حيث بدأ القصف الساعة 3:55 واستمر لنحو 45 دقيقة.
وبُثت مقاطع مصورة صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت حدوث انفجارات ضخمة واندلاع حرائق في مواقع عدة، بينها مدينة جبلة، حيث استهدف أحد الصواريخ مستودعا للذخيرة داخل المدينة.
وصول طائرة إيرانية
صباح أمس الأربعاء، وصلت طائرة إيرانية مملوكة لشركة “قاشيم فارس إير” إلى مطار اللاذقية قادمة من إيران، وهي في وضع التخفي وإغلاق أنظمة الملاحة، حيث غادرت المطار الساعة الخامسة مساء بتوقيت دمشق.
شركة “قاشيم فارس إير” تخضع لعقوبات أميركية منذ العام 2019، لتبعيتها لـ “الحرس الثوري الإيراني” وقيامها بأنشطة محظورة، مثل تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية، لصالح ميليشيات طائفية تتبع لإيران.
بحسب مصادر، فإن الطائرة الإيرانية أفرغت حمولتها في المطار وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم توزيعها بأكثر من مكان، لكن الاستهداف جرى أثناء نقل الحمولة إلى ثكنة عسكرية للجيش السوري مكلفة بحماية المطار.
وكالة الأنباء السورية “سانا” نشرت يوم الثلاثاء الفائت صوراً لوصول أول طائرة مساعدات إيرانية للنازحين من لبنان، كما نشر موقع “روسيا اليوم” تسجيلا مصورا يظهر فيه ضباطا روس وهم يفتشون الحمولة، ويظهر في الصور والفيديوهات أن الطائرة تتبع لذات الشركة.
وكالة “سبوتنيك” الروسية، قالت إن أحد الصواريخ سقط في أطراف المدينة، ما أدى إلى اندلاع حريق، تزامنا مع سماع أصوات انفجارات قوية. بينما نقلت عن مصدر أمني قوله إن “الدفاعات الجوية تعاملت لأكثر من نصف ساعة مع أهداف معادية يرجح أنها طائرات مسيرة حاولت تباعا استهداف بعض المواقع على أطراف مدينة جبلة السورية”.
وقالت إذاعة “شام إف إم” المحلية إن الأصوات التي تُسمع في سماء مدينة جبلة ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لأهداف قبالة البحر، دون تسجيل أي أحداث نتيجة ذلك في كامل محافظة اللاذقية.
في وقت سابق، طالبت سوريا الأمم المتحدة بـ”التدخل بفاعلية من أجل وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية عليها وعلى فلسطين ولبنان، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها”، وحثت دول العالم على التّحلي بالشجاعة لإنقاذ البشرية من ويلات حروب كبرى تلوح في الأفق من خلال دعم بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وتوازناً.
عقب انتهاء القصف، نفذت القوات الجوية الروسية في قاعدة “حميميم” دورية جوية مؤلفة من طائرتين، على امتداد الساحل السوري والمياه الإقليمية، فيما لم يصدر تعليق رسمي روسي بعد، لكن من المرجّح أن هناك تنسيق مسبق بين موسكو وتل أبيب حول مثل هذه الضربات.
- كيف أثبتت حرب غزة ولبنان ضعف “استراتيجية الردع” الإيرانية؟
- من البوابة التركية.. البضائع الإيرانية تغزو أسواق إدلب
- منعطف خطير في حرب أوكرانيا بسبب كوريا الشمالية.. ما القصة؟
- بطولة شوق الهادي.. “أبو البنات” دراما رمضانية خليجية مُرتقبة
- واشنطن وموسكو على حافة صراع عسكري مباشر.. وكوريا الشمالية تعلن وقوفها مع روسيا
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.