في خضم المواجهات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومع سعي إسرائيل للتوغل البري في عدد من البلدات الجنوبية، فضلا عن الغارات الجوية المستمرة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، شن غارات جوية جنوبي لبنان ما أسفر عن مقتل قياديين في “حزب الله” اللبناني.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان إسرائيل مقتل أدهم جحوت، الذي وصفته بأنه عضو في شبكة “حزب الله” في الجولان، في غارة بمنطقة القنيطرة السورية.
وأردفت أن “دور جحوت كان نقل المعلومات من مصادر في الحكومة السورية إلى حزب الله ونقل المعلومات الاستخباراتية المجمعة على الجبهة السورية لتسهيل العمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان”.
قتل قياديين في “حزب الله”
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان منشور على منصة “إكس/تويتر”، إن “طائرات حربية أغارت وقضت على قائد منطقة حولا في حزب الله، المدعو أحمد مصطفى الحاج علي الذي كان مسؤولا عن مئات من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة كريات شمونة”.
كما أضاف أنه “في غارة أخرى، قضت قواتنا على قائد منظومة القذائف المضادة للدروع لحزب الله في منطقة ميس الجبل المدعو محمد علي حمدان والذي كان مسؤولا عن عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات الشمال”.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أنه “مساء أمس وخلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية بتوجيه استخباري دقيق مستودعات أسلحة في منطقة بيروت ومستودعات أسلحة وبنى عسكرية أخرى في منطقة جنوب لبنان”.
مقتل جنود إسرائيليين
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال العمليات القتالية على الحدود مع لبنان.
ولفت في بيان إلى أن رقيبا من لواء “آلون” قتل خلال اشتباكات مع مقاتلي “حزب الله” في الجنوب اللبناني، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بداية العملية البرية ضد “حزب الله” إلى 13 جنديا.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم الخميس، أن الطيران الإسرائيلي شن فجر اليوم الخميس غارات على بلدة حمر في البقاع الغربي، ما تسبب في سقوط قتيلين.
وأضافت الوكالة اللبنانية الرسمية، أنه في القطاع الشرقي جنوبا، شنت إسرائيل صباح الخميس، سلسلة غارات على بدلة الخيام بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف على البلدة.
كما وقال الوكالة اللبنانية الرسمية، إن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة على بلدة ديردغيا، استهدفت صالون كنيسة البلدة ومركز الدفاع المدني، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من الدفاع المدني اللبناني.
في الأثناء، أعلن “حزب الله” في بيان أنه “قصف عند الساعة 10:00 من صباح اليوم الخميس بلدة كريات شمونة بضربة صاروخية كبيرة”.
وفي ضوء كل ذلك، يواجه لبنان أزمة إنسانية كارثية مع وصول عدد النازحين داخليا إلى 600 ألف شخص، وفق ما حذر مسؤولون في الأمم المتحدة.
لا تقدم إيجابي!
في المقابل، وعلى المستوى المستوى الدبلوماسي، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في تصريحات صحفية، إنه لا يوجد تقدم إيجابي فيما يتعلق بالحرب الحالية، لافتا إلى أن تفويض “حزب الله” له بالمفاوضات السياسية “ليس جديدا”، وإن كان تم تجديد تأكيده.
وحول المواقف الدولية من مساعي وقف الحرب قال: “الفرنسيون ما زالوا معنا في الموقف، وكذلك البريطانيون. أما الأميركيون فيقولون إنهم معنا، لكنهم لا يفعلون شيئا”.
هذا وتسعى إسرائيل التي وجهت ضربات نوعية وموجعة منذ الشهر الماضي لـ”حزب الله”، عبر اغتيال العديد من قياداته، ولا سيما زعيم الحزب، حسن نصرالله، إلى دفعه بعيدا عن الحدود نحو شمال نهر الليطاني.
إلى ذلك، توعدت إسرائيل إيران بدفع ثمن هجومها الصاروخي الذي أحدث أضرارا طفيفة، فيما قالت طهران إنها ستقابل أي رد بدمار واسع النطاق، مما أثار مخاوف من اندلاع قتال أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط.
فيما شددت الحكومة اللبنانية على ضرورة وقف إطلاق النار، وأعلنت تأييدها للجهود الدولية في هذا المجال.
واللافت في مسار هذا الصراع أن نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، أكد استمرار القتال في الجنوب، حتى التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار، وهو ما فُسر على أنه تراجع من قبل الحزب عن شرط الهدنة في غزة مقابل وقف إطلاق النار في لبنان.
وفي خضم كل ذلك تسعى القوى الغربية والإقليمية إلى البحث والتشاور مع طرفي الصراع بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي، خشية أن يؤدي الصراع إلى حرب شاملة من شأنها زعزعة استقرار المنطقة كاملة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.