في تصعيد يعتبر الأعنف منذ نحو شهر، استهدفت غارات إسرائيلية، مساء أمس الأحد، فروعا لجمعية “مؤسسة القرض الحسن” التابعة لـ”حزب الله” في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت. إضافة إلى استهداف “مقر استخبارات” الحزب وتحييد ثلاثة من قادته.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن إسرائيل شنت عدة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأحد، استهدف بعضها جمعية “مؤسسة القرض الحسن” القريبة من مطار رفيق الحريري الدولي.
وجاءت هذه الغارات بعدما حذر الجيش الإسرائيلي من أنه سيضرب فروعها طالبا من السكان الابتعاد عنها. وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية، فإن عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بلغ 11 غارة.
استهداف الذراع المالية لـ”حزب الله”
ورغم تصاعد الدخان قرب مطار رفيق الحريري، وهو المطار الوحيد الذي يدير رحلات دولية في لبنان، تمكنت رحلات جوية تجارية من الهبوط في المطار مساءً، بحسب “وكالة فرانس برس”.
وبالعودة إلى الوكالة الوطنية اللبنانية، فإن الضربات الإسرائيلية استهدفت ثلاثة فروع على الأقل لجمعية “مؤسسة القرض الحسن”، ولا سيما في حي السلم وبرج البراجنة.
كما استهدفت فروع “مؤسسة القرض الحسن” في بعلبك والهرمل ورياق في شرق لبنان. وفي بعلبك، ضربت غارة سوقا تجارية فيها مبنى كانت تستخدمه “مؤسسة القرض الحسن” سابقا.
هذا وفي وقت سابق من يوم أمس الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سوف يستهدف بنى تحتية تابعة لجمعية “مؤسسة القرض الحسن”، التي تعتبر واحدة من أهم مصادر تمويل “حزب الله”، طالبا من السكان الابتعاد عنها فورا.
وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة “إكس/ تويتر” أن “جمعية القرض الحسن تشارك في تمويل النشاطات الإرهابية لمنظمة حزب الله ضد إسرائيل وبالتالي فقد قرر الجيش مهاجمة هذه البنى التحتية”.
ما الهدف من استهداف “مؤسسة القرض الحسن”؟
بحسب ما قاله مسؤولون إسرائيليون، فإن الضربات تهدف إلى الإضرار بالأصول المالية لـ”حزب الله” وكذلك إضعاف علاقاته مع المجتمع اللبناني. بالإضافة إلى شل قدرة الحزب على العمل خلال الحرب، أو إعادة بناء قدراته بعد انتهاء الصراع.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ”وول ستريت جورنال”، إن “الهدف الرئيسي هو التأثير على الثقة بين حزب الله والعديد من أبناء الطائفة الشيعية الذين يستخدمون هذه الجمعية كنظام مصرفي”.
واللافت، أن أمين عام “حزب الله”، حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل يوم 27 أيلو/ سبتمبر الماضي، دافع عن تلك الجمعية في كانون الثاني/ يناير 2021، قائلا إن “إجمالي عدد المستفيدين منها بلغ نحو مليون و800 ألف مستفيد، وأن مجموع المساهمات والقروض التي استفاد منها الناس بلغ أكثر من 3 مليارات دولار”. كما أقر سابقا بأن مصدر تمويل المؤسسة الكامل هو من طهران، وفق “العربية“.
و”مؤسسة القرض الحسن” هي جمعية مالية تابعة لـ”حزب الله” تأسست عام 1982 إبان الحرب الأهلية اللبنانية. وهي تعمل بشكل مشابه للبنوك التجارية.
لكنها خارج سلطة مصرف لبنان المركزي. وثمة اتهامات بتورطها في عمليات غسيل أموال. وقد تم تقليص إمكانية وصولها إلى النظام المالي العالمي، وفق تقارير صحفية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وأفادت وزارة الخزانة الأميركية أن “مؤسسة القرض الحسن” يستخدمها “حزب الله” المدعوم من إيران كغطاء للأنشطة المالية وللوصول إلى النظام المالي العالمي. وتصنف المملكة العربية السعودية “مؤسسة القرض الحسن” على أنها “كيان إرهابي”.
استهداف مقر استخبارات الحزب
في سياق آخر متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أن سلاح الجو هاجم “مقر استخبارات لحزب الله وورشة لإنتاج الأسلحة تحت الأرض” في بيروت، كاشفا عن مقتل 3 قادة من الحزب خلال يومين.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس/ تويتر”: “جيش الدفاع هاجم مقر قيادة لركن الاستخبارات التابع لحزب الله، وورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت”.
وبيّن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات حربية هاجمت أهدافا للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، في منطقة شرق تبنين جنوبي لبنان، مما أدى إلى مقتل القيادي البارز فيها، عباس سلامة.
وطبقا لبيان الجيش، فإن سلامة “أدار القتال في منطقة بنت جبيل، جنوبي لبنان”، و”لعب دورا في تنفيذ مخططات إرهابية عديدة” ضد إسرائيل. كما شغل سلامة في الماضي مناصب عديدة في جبهة الجنوب لجماعة “حزب الله”.
هذا وكان الجيش الإسرائيلي قد تمكن، السبت، من قتل قيادي عسكري كبير في “حزب الله”، يدعى رضا عباس عواضة، وهو “خبير في مجال الاتصالات اللاسلكية في حزب الله”.
إلى جانب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل القيادي في الحزب اللبناني، أحمد علي حسين، الذي كان يشغل منصب “مسؤول طاقم إنتاج الأسلحة”.
ولفت البيان الإسرائيلي إلى حسين كان مسؤولا عن “تسليح عناصر حزب الله بوسائل قتالية استراتيجية”، وأنه “خضع إلى عمليات تأهيل معمقة في إيران”.
- توقف العملية العسكرية على القرى السبع.. واستهداف أنظمة عسكرية في دير الزور
- الأسد تحت الضغط مع تحقيق المعارضة مكاسب ميدانية: التنحي على الأبواب!
- إغلاق طرقات وفصل أحياء عن دمشق.. ماذا يجري جنوب العاصمة؟
- تبدلات واتهامات في مواقف موسكو وواشنطن تجاه سوريا.. وهذا موقف مصر
- الأمم المتحدة و”المرصد” يحذران من استغلال “داعش” للتصعيد بسوريا
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.