بشكل رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله”، والخليفة المحتمل لأمين عام الحزب اللبناني الذي اغتالته إسرائيل أيضا، حسن نصرالله.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على منصة “إكس/تويتر”: “يمكن الآن تأكيد خبر قيام الجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع بالقضاء على المدعو هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والمدعو علي حسين هزيمة قائد ركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب قادة آخرين من التنظيم”.
مقتل هاشم صفي الدين
نحو ذلك، أردف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، “لقد أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية على مقر قيادة ركن الاستخبارات في حزب الله الواقعة تحت الأرض في قلب المجتمع المدني في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت”.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أنه “تواجد داخل مقر القيادة أكثر من 25 عنصرا من ركن الاستخبارات في حزب الله ومن بينهم المدعو صائب عياش مسؤول التجميع الجوي في ركن الاستخبارات ومحمود محمد شاهين مسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا”.
وتابع بيان الجيش: “كان هاشم صفي الدين عضوا في مجلس الشورى وهو المنتدى العسكري والسياسي الأعلى في حزب الله والمسؤول عن اتخاذ قرارات الحزب الإرهابي وسياسته”.
ولفتت بيان الجيش إلى أن “المدعو هاشم صفي الدين ابن خالة نصر الله وكان له تأثير كبير على عملية اتخاذ القرارات في الحزب في مواضيع مختلفة وخلال أوقات غياب نصر الله عن لبنان وقام بأعماله”.
من جانبه، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي بعد مقتل هاشم صفي الدين: “وصلنا إلى نصرالله وإلى خليفته ومعظم قيادات حزب الله. سنعرف كيف نصل إلى أي شخص يهدد أمن مواطني إسرائيل”.
انتشال جثمان صفي الدين ومعه 23 شخصا
في غضون ذلك، أفادت مراسلة قناة “العربية”، مساء اليوم الثلاثاء، بانتشال جثمان هاشم صفي الدين بالمريجة ومعه 23 شخصا.
وهذا أول تأكيد بمقتل صفي الدين الذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة الأمين العام للجماعة اللبناني المدعومة من إيران، حسن نصرالله منذ تواتر أنباء عن مقتله في الضربات الإسرائيلية على لبنان.
وفقد الاتصال بالرجل الثاني في “حزب الله” هاشم صفي الدين، قبل أيام إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت موقعا للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويعتقد أن صفي الدين كان متواجدا فيه.
من هو هاشم صفي الدين؟
هاشم صفي الدين، هو ابن خالة حسن نصرالله وصهر قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، إذ إن ابنه رضا متزوج من زينب سليماني.
وبحسب تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، فإن هاشم صفي الدين الذي يبلغ من العمر 60 عاما بالتمام والكمال، يشبه ابن خالته نصرالله في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء، وأُُعِد لخلافته منذ 1994، وجاء من قم إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر جماعة “حزب الله”، وأشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
عد صفي الدين “ظل” نصرالله بامتياز، والرجل الثاني داخل “حزب الله”، وعلى مدى 3 عقود، امسك بكل الملفات اليومية الحساسة للحزب، من إدارة المؤسسات إلى إدارة أموال الحزب واستثماراته في الداخل والخارج.
هاشم صفي الدين، مدرج على قائمة الإرهاب الأميركية منذ عام 2017، وهو من كبار مسؤولي الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجناح العسكري، إلى جانب علاقاته الوثيقة جدا مع الجناح التنفيذي.
يؤمن بـ “ولاية الفقيه”
تربط صفي الدين علاقات وثيقة بطهران، كما أن ابنه رضا تزوج في 2020 بزينب سليماني، وهذا الاسم طرحته صحيفة إيرانية لأول مرة لخلافة نصرالله قبل 16 عاما، لكن المطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير.
صفي الدين من مواليد عام 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، ومن عائلة “لها حضور قوي” بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينات والسبعينات وهو محمد صفي الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين، وفق تقرير “الشرق الأوسط”.
غادر صفي الدين إلى قم ملتحقا بابن خالته نصرالله، ويقول بعض معارف العائلة إنه كان أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام عماد مغنية، المسوؤل الأمني البارز لـ “حزب الله”، والذي اغتيل في دمشق في شباط/ فبراير 2008 في ظروف ما زالت غامضة، وهؤلاء الثلاثة هم حسن نصر الله، ونبيل فاروق أحد أبرز قادة الحزب، وصفي الدين نفسه، موضحين أن مغنية هو من أرسل هذا الثلاثي إلى قم وسهّل أمورهم هناك.
كُتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من أبرز قادة “حزب الله” أوائل التسعينات، فأصبح نصرالله أمينا عاما، وصفي الدين مديرا تنفيذيا للحزب بالمقياس المؤسساتي، وبمثابة رئيس حكومة “حزب الله”، أما فاروق فأصبح قائدا عمليا لمنطقة الجنوب ذات الأهمية الكبيرة لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.
أخيرا، تقول “الشرق الأوسط”، إن السنوات التي قضاها هاشم صفي الدين في قم أثّرت بأفكاره السياسية، فهو من الداعمين لفكرة “ولاية الفقيه”، بالرغم من أن الكثير من شيعة لبنان لا يؤمنون بها، إذ يرى أن “نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعا كاملا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم”.
- المعارضة تتقدم بمحيط مدينة حماة.. ما خطة الفصائل؟
- توقف العملية العسكرية على القرى السبع.. واستهداف أنظمة عسكرية في دير الزور
- الأسد تحت الضغط مع تحقيق المعارضة مكاسب ميدانية: التنحي على الأبواب!
- إغلاق طرقات وفصل أحياء عن دمشق.. ماذا يجري جنوب العاصمة؟
- تبدلات واتهامات في مواقف موسكو وواشنطن تجاه سوريا.. وهذا موقف مصر
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.