رغم التصعيد الروسي على ريفي إدلب واللاذقية، إلا أن “هيئة تحرير الشام” ما زالت تواصل تحضيراتها العسكرية للمعركة المرتقبة على مواقع الجيش السوري، إذ بدأت هذه التحضيرات قبل أسابيع، لكن لم يتبين بعد موعد الهجوم.
ردّا على ذلك، استهدفت الطائرات الحربية الروسية ريفي إدلب واللاذقية في الأيام الماضية، فيما بدا، وكأنه رسالة لـ “الهيئة”، في حال الإقدام على فتح معركة، حيث أدت هذه الغارات إلى وقوع قتلى وجرحى، معظمهم مدنيون.
تحضيرات متواصلة
“هيئة تحرير الشام” تواصل تحضيراتها المكثّفة لشنّ عمليةٍ عسكرية واسعة النطاق ضد مناطق سيطرة الجيش السوري، في مدينة حلب وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الغربي.
حيث تعمل “الهيئة” على رفع جاهزية مقاتليها، مع حالة استنفار شديدة ودائمة في المقرات العسكرية استعداداً للمعركة المرتقبة، التي سيكون الهدف الرئيسي منها هو السيطرة على مدينة حلب وطريق حلب-دمشق، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
سلاح الطائرات المسيّرة سيكون له الدور الأبرز في هذه العملية، حيث تم تجهيز المئات منها لاستخدامها على نطاق واسع، وفق مصادر “المرصد السوري”.
كما انتهت “الهيئة” من تجهيز حوالي 100 عربة “مفخخة” لاستخدامها في المعركة على عدة محاور، بالإضافة لـ “القوات الانغماسية” المدرّبة بشكل مكثف على الاقتحام في الصفوف الأمامية.
المصادر أشارت إلى أن زمام قيادة المعركة سيكون لـ “هيئة تحرير الشام” من خلال غرفة عمليات “الفتح المبين”، بمشاركة فصائل متعددة مثل “جيش النصر” و”حركة نور الدين الزنكي”، إلى جانب “مجموعات جهادية” أخرى، وفق “المرصد”.
وتشهد المقرات العسكرية التابعة لـ “الهيئة” حالة تأهب قصوى، مع زيارات مفاجئة لقيادات عسكرية من الصف الأول للتأكد من الجاهزية التامة.
تعزيزات عسكرية
في المقابل، يواصل الجيش السوري إرسال تعزيزات عسكرية إلى المحاور استعداداً للمواجهة، مما يجعل المنطقة مؤهّلة لتصعيد عسكري كبير.
حيث دفعت دمشق خلال الأيام القليلة الماضية، مئات العناصر من “الفرقة 25 مهام خاصة” و”الحرس الجمهوري” وغيرها، بالإضافة للعديد من السيارات المحملة بالذخائر وعدد كبير من الدبابات والمصفحات ومواد لوجستية.
قبل أيام، عبرت 5 سيارات عسكرية من نوع “تاترا” محملة بالذخيرة والأسلحة على طريق أوتوستراد حمص – حماة، باتجاه الشمال السوري، ترافقها سيارات “بيك آب” مزودة برشاشات “دوشكا”، وفق ما ذكر “المرصد”.
التعزيزات العسكرية، لم تقف عند الجيش السوري، حيث استقدمت تركيا أيضا تعزيزات ضخمة إلى نقاطها في ريف إدلب.
إذ دخل في الـ 14 من تشرين أول/أكتوبر الجاري، 70 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجستية وأسلحة وجنود من “معبر باب الهوى” باتجاه النقاط التركية المتواجدة في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة لمدفعية ثقيلة متطورة، وراجمات صواريخ متوسطة المدى من صناعة تركية، وفق “المرصد“.
وقبل ذلك بيوم واحد، دخل رتل عسكري تركي مؤلف من 15 شاحنة، حيث اتجه نحو نقاط في جبل الزاوية، برفقة أكثر من 10 مدرعات وناقلات للجند.
ويسري في مناطق بإدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020، وقف لإطلاق النار، أعلنته كلٌّ من موسكو وأنقرة، فيما تُعرف بمنطقة “خفض التصعيد” أو “بوتين – أردوغان”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.