أعلن “حزب الله” اللبناني، اليوم الثلاثاء، انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب خلفاً لحسن نصر الله بعد نحو شهر على اغتياله في غارة إسرائيلية استهدفت مقر القيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر المنصرم.
“حزب الله” قال في بيان، إنه “إنطلاقاً من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله”.
من هو نعيم قاسم؟
نعيم قاسم كان نائب الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، وبحسب اللائحة الداخلية للحزب، ينوب نائب الأمين العام عن الأمين العام في حال حدوث أي طارئ سياسي أو أمني له. وفي حال وفاة الأمين العام، يخول نائبه بتأدية مهامه إلى حين عقد اجتماع شورى تُنتخب فيه شخصية جديدة لتشغل منصب الأمين العام للحزب، وأصبح الآن أميناً عاماً للحزب بعد انتخابه من مجلس الشورى.
يعد نعيم قاسم من بين المؤسسين لـ “حزب الله” قبل 42 عاماً، فبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها “حزب الدعوة الإسلامية/ فرع لبنان”، مع علماء البقاع، و”حركة أمل” في العام 1982، تأسس “حزب الله”، وكان قاسم من المشاركين المؤسسين لهذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس الحزب.
شغل قاسم عضوية مجلس شورى الحزب لثلاث دورات، فتسلّم بداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم نائباً لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيساً له.
تسلم منصب نائب الأمين العام لـ “حزب الله” منذ أن تولى عباس الموسوي، منصب الأمين العام للحزب عام 1991، واستمر في المنصب بعد مقتل الموسوي، الذي خلفه الأمين العام حسن نصر الله منذ عام 1992 وحتى مقتله قبل شهر من الآن..
يرأس قاسم مجلس العمل النيابي في “حزب الله”، الذي يتابع “كتلة الوفاء للمقاومة” وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية، ويرأس أيضاً هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في الحزب منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 وإلى الآن.
تربط نعيم قاسم، علاقة مباشرة مستمرة لأكثر من 35 عاماً مع الأمين العام لـ “حزب الله” السابق حسن نصر الله، من خلال الموقع العملي المشترك في مجلس شورى الحزب، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
عاش قاسم المواجهات مع إسرائيل من موقع مسؤوليته كنائب للأمين العام للحزب وعضوية مجلس شوراه، وذلك في حرب تموز/ يوليو 1993، وحرب نيسان/ أبريل 1996، والتحرير عام 2000، وحرب تموز/ يوليو 2006.
ألَّف العديد من الكتب، التي كان أبرزها كتاب “حزب الله” الذي يعرض أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، والذي تُرجم لأكثر من 7 لغات.
عاشرَ الإمام موسى الصدر ويملك الماجستير في الكيمياء
ولد نعيم قاسم، في شباط/ فبراير 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت. يبلغ من العمر 71 عاماً، متزوج وله 6 أبناء، 4 ذكور وابنتين. والده محمد من مواليد بلدة كفر فيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.
درس قاسم حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
لدى قاسم شهادة في الماجستير بالكيمياء، من الجامعة اللبنانية، نالها عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل مُعلماً للصفوف الثانوية الرسمية لمدة 6 سنوات، إذ أنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية اللبنانية.
ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
انضم قاسم إلى حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في الحركة.
ترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم السيد حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978.
استقال نعيم قاسم من “حركة أمل” عقب “الثورة الإسلامية الإيرانية” التي قامت على يد الإمام علي الخميني في 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.
اهتم نعيم قاسم لأكثر من 20 سنة “بالتَّبليغ” بشكل مكثف وواسع على امتداد لبنان، مُركّزاً على الدروس الأسبوعية والإرشاد في مناطق مختلفة من بيروت.
ساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي “الشيعية” عام 1977، والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرسمية والخاصة، وشغل منصب مسؤول المدير العام لمدارس المصطفى الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا، التي تدرّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي، حتى عام 1990.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.