في حين كشف مسؤولون إيرانيون وعرب أن طهران “أبلغت، في رسالة دبلوماسية لدول الشرق الأوسط، أنها ستوجه ضربة قوية ومعقدة” ضد إسرائيل، هدد الجيش الإسرائيلي بـ”حرب شاملة” ضد إيران إذا نفذت تهديداتها بشنّ ضربات جديدة.
ويتزامن ذلك مع تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي: “ردنا على العدوان الإسرائيلي سيكون حازما وقاطعا”.
وبحسب تسريبات إيرانية، فإن طهران سترد على الهجوم الجوي الإسرائيلي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها غدا الثلاثاء، وسط أجواء مشحونة غير مسبوقة تشهدها المنطقة نتيجة الحرب الدائرة في غزة ولبنان.
رد إيران على إسرائيل
وأوضح مسؤولون إيرانيون وعرب لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن الرسالة الإيرانية لدول المنطقة تشير إلى أن طهران “تخطط لاستخدام رؤوس حربية وأسلحة أكثر قوة في الضربة المرتقبة”.
ونوّهت الصحيفة الأميركية إلى أن إيران “أبلغت مسؤولين عرب أن جيشها التقليدي سيشارك في الضربة، بعدما قتل 4 من جنودها بجانب مدني” في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وبالتالي لن يقود المهمة “الحرس الثوري” بمفرده.
ولفتت الصحيفة الأميركية، عبر المسؤول الإيراني، إلى أن طهران “لا تريد التأثير على الانتخابات الأميركية بهجومها”، مضيفة أن الرد سيأتي بعد التصويت يوم غد الثلاثاء، ولكن قبل تنصيب رئيس جديد في كانون الثاني/يناير المقبل.
الهجوم من داخل العراق
وفي سياق متصل، نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين إسرائيليين، الخميس الماضي، أن معلومات استخباراتية في تل أبيب تشير إلى أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية خلال الأيام المقبلة، باستخدام عدد كبير من الأسلحة، من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
ورجح الموقع الأميركي أيضا بأن يتم تنفيذ الهجوم من خلال المجموعات الموالية لإيران في العراق، في محاولة من جانب إيران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في طهران.
وقد أكد الدبلوماسي الأميركي السابق ديفيد شيكنر، أمس الأحد، أن إسرائيل ستستهدف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، وأن ذلك مسألة وقت فقط، وفق “الحرة“.
وبالعودة إلى حديث المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، فإنه أشار إلى أن بلاده سترد بكل قوتها وبأشد الطرق على أي تدخل أو اعتداء يمس أمنها القومي أو سلامتها الإقليمية وسيادتها الوطنية.
أما ردا على سؤال حول احتمال أن يأتي الرد الإيراني عبر الأراضي العراقية، فقال: “ندعم السيادة الوطنية ووحدة الأراضي لدول المنطقة.. وقد أثبتنا هذا في عملنا”.
كما أردف أن أنماط الرد على إسرائيل واضحة، معتبرا أنه “من الطبيعي أن تستخدم بلاده جميع إمكانياتها المادية والمعنوية للرد”. وقال “سنستفيد من كافة إمكانياتنا بكل قوة في هذا المجال”.
إسرائيل تهدد بـ”حرب شاملة”
في ضوء كل ذلك، وصل عدد من قاذفات “بي 52” الأميركية إلى المنطقة بهدف ردع التهديدات الإيرانية، فضلا عن وصول طائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود بالإضافة إلى مدمرات بحرية في الشرق الأوسط، في إطار إعادة ضبط الأصول العسكرية مع استعداد حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمدمرات المرافقة لها لمغادرة المنطقة.
وأكد بيان “للبنتاغون” أن هذا القرار يتوافق مع الالتزام بحماية الأميركيين والقوات الأميركية في الشرق الأوسط، والدفاع عن إسرائيل، وتخفيف التصعيد من خلال الردع والدبلوماسية.
في الأثناء، أجرى الجنرال مايكل كوريلا، قائد “القيادة المركزية الأميركية”، أمس الأحد، مباحثات مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، تضمنت تقييمات للتهديدات الاستراتيجية، وسبل تعزيز الدفاعات، وشملت زيارة لموقع نشر منظومة “ثاد” للدفاع الجوي الأميركية في إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول عسكري تأكيده أن تل أبيب قررت وقف “النقاش مع طهران”، محذرا من أن الرد على أي ضربة إيرانية جديدة سيكون حربا واسعة، وليس مجرد رد مماثل.
و”ردع إيران” هو هدف واشنطن من إرسال التعزيزات العسكرية للشرق الأوسط، حسب ما أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، السفير لينكولن بلومفليد، لقناة “الحرة”.
وقال إن وجود هذه التعزيزات يحد من ممارسات إيران في المنطقة، وربما “لإقناع إسرائيل بالامتناع عن التصعيد، لأن القوات الأميركية موجودة فعلا في الشرق الأوسط لتأمين المنطقة وإسرائيل أيضا”.
- المعارضة تتقدم بمحيط مدينة حماة.. ما خطة الفصائل؟
- توقف العملية العسكرية على القرى السبع.. واستهداف أنظمة عسكرية في دير الزور
- الأسد تحت الضغط مع تحقيق المعارضة مكاسب ميدانية: التنحي على الأبواب!
- إغلاق طرقات وفصل أحياء عن دمشق.. ماذا يجري جنوب العاصمة؟
- تبدلات واتهامات في مواقف موسكو وواشنطن تجاه سوريا.. وهذا موقف مصر
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.