ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي باختطاف إسرائيل للقبطان اللبناني عماد أمهز في عملية خاصة نفذتها قوات “الكوماندوز” الإسرائيلية في بلدة البترون شمالي لبنان ونقلته إلى إسرائيل للتحقيق معه، والتي أعلن عنها السبت.

وبينما قالت إسرائيل إن أمهز “عضو بارز في حزب الله”، أصدر الحزب اللبناني بيانا غامضا، وصف فيه الحادث بأنه “عدوان صهيوني على منطقة البترون”، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى.

واللافت أن والد المخطوف أكد لوسائل إعلام لبنانية أن ابنه لا علاقة له بالأحزاب ولا يتدخل في السياسة. ولذلك، وبناء على كل ما سبق، فإن اختطاف عماد أمهز بهذه الطريقة يثير العديد من التساؤلات والافتراضات، والتي ستتكشف حتما في قادم الأيام.

عملية اختطاف عماد أمهز

شهدت مدينة البترون الساحلية شمالي لبنان، السبت الماضي، حادثة فاجأت السكان، حيث جرت عملية “إنزال” تم خلالها اقتياد رجل يدعى عماد أمهز.

المبنى الذي خطف منه عماد أمهز في البترون- “أسوشييتد برس”

وبحسب ما قاله مسؤول عسكري إسرائيلي لـ”سي إن إن عربية”، فإن إسرائيل نفذت عملية برية خاصة نادرة في شمال لبنان، وأسرت خلالها “عميلا كبيرا لحزب الله”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “في عملية خاصة نفذتها وحدة شييطت 13، في بلدة البترون الساحلية في شمال لبنان، تم القبض على عميل كبير في حزب الله، يعمل خبيرا في مجاله”.

وأكد المسؤول العسكري: “تم نقل العميل إلى الأراضي الإسرائيلية ويخضع حاليا للتحقيق من قبل الوحدة 504”.

كما حصلت “الحرة” على معلومات، تفيد بأن “قوة من وحدة (شايطيت 13) شاركت في عملية خاصة بالتعاون مع البحرية الإسرائيلية، بإلقاء القبض على ناشط في حزب الله، يُعتبر مركز معرفة في مجاله، وتم نقله إلى الأراضي الإسرائيلية”. كما شارك في العملية “عناصر من وحدة 504″، وهو الآن قيد التحقيق.

ويوم السبت الفائت، قالت الحكومة اللبنانية إن أجهزة الأمن تحقق في الحادثة التي وقعت فجر يوم الجمعة في منطقة البترون.

وحسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، فقد “أفاد شهود عيان أن قوة عسكرية مجهولة نفذت عملية إنزال (إنزال بحري) على شاطئ البترون”.

وأردفت الوكالة اللبنانية أن القوة “انتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيا كان موجودا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر”.

لا علاقة له بالحزب!

وبحسب تقارير لبنانية، شارك في العملية التي وقعت في البترون نحو 20 جنديا إسرائيليا، مضيفة أن عماد أمهز يعمل قبطان بحري ولا علاقة له بالأجهزة الأمنية اللبنانية، وقد استأجر شقة في البترون منذ حوالي شهر، للدراسة في معهد البحار.

صورة نشرتها وسائل إعلام لبنانية لما وجد في الشقة

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، رسالة قيل إنها موجهة من والد عماد أمهز إلى الحكومة اللبنانية والقوة الألمانية والبحرية اللبنانية.

وجاء في الرسالة التي نشرها فاضل أمهز عبر حسابه على منصة “فيسبوك” أن عماد “قبطان بحري مدني وكان يخضع لدورة في البترون في معهد مرساتي للعلوم البحرية”، مشيرا إلى أنها “ليست الأولى فهو خضع لعدة دورات في نفس المعهد منذ العام 2013، ويعمل عادة على بواخر مدنية تنقل إما المواشي أو السيارات ويمضي أكثر أوقاته في البحر وليس له أي علاقة بالأحزاب ولا يتدخل بالسياسة”، بحسب ما نقلته صحيفة “النهار” اللبنانية.

وأردف أن “كل ما تتناقله وسائل الإعلام ونشر الصور عن جوازات السفر وخطوط الهواتف فهو طبعا كل بلد يصل إليها يشتري شريحة ليتواصل مع زوجته وأولاده الـ 3 ووالدته”.

وتابع: “للتوضيح جواز السفر البحري يستعمله لدخول البلدان من جهة البحر وعندما ينتهي عقد عمله على أي باخرة يسلمها ويعود إلى لبنان بالطائرة على جواز السفر العادي”.

وأشار إلى أن “عماد متزوج وأب لثلاثة أولاد ويعيل والديه، ويجب أن تتحمل الحكومة اللبنانية والقوة الألمانية المسؤولة عن مراقبة البحر وتسهيل عملية الاختطاف وكذلك أين البحرية اللبنانية التي تحمي الشعب اللبناني”.

وخلص رسالته مطالبا الصليب الأحمر الدولي وقوات “اليونيفيل” بالتواصل مع الخاطفين لعودة عماد فاضل أمهز إلى أهله وذويه سالما.

لا تزال الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقق في قضية خطف عماد أمهز- “إنترنت”

هذا وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد عثرت في شقة أمهز على نحو 10 شرائح أرقام أجنبية، وجهاز هاتف مع جواز سفر أجنبي.

والملفت أن “القوى الأمنية حصلت على جهاز تسجيل الكاميرات في محيط شقة البترون، لكن إسرائيل حذفت تلك البيانات عن بُعد”.

“مسؤول عن عمليات الحزب البحرية”

إسرائيل تقول إن عماد أمهز يعمل ضابطا في الوحدة البحرية التابعة لـ”حزب الله”، أو يتعاون مع الحزب في تنفيذ بعض المهام. ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر إسرائيلية قولها إن أمهز “مسؤول عن العمليات البحرية لحزب الله”.

بينما نفت مصادر من الحزب اللبناني المدعوم من إيران، الأنباء عن انتماء أمهز لهم، وقالت: “ليس لدينا معلومات عن مسؤول بالحزب يدعى عماد فاضل أمهز”، وفق تقارير صحفية.

وثمة وحدة بحرية تابعة لـ”حزب الله” تسمى “يونس”، وصفتها هيئة البث الإسرائيلية بأنها “سرية للغاية”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أمهز “ينتمي إلى هذه الوحدة التي تتكون من 80 عنصرا فقط من حزب الله وتمتلك صواريخ بحرية”.

هذا وقال الجيش الإسرائيلي لـ”فرانس برس”، إنه يتحقق من “المعلومات” حول المسألة، في وقت لم يعلن رسميا أي دور في العملية.

كما أفاد مصدر مطلع بأن الرجل المختطف كان يتدرّب في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا (مرساتي) وهو في الثلاثينات من عمره، موضحا أنه كان في المراحل التعليمية الأخيرة قبل حصوله على شهادة قبطان بحري، حسب ما نقلت “فرانس برس”.

جار القبطان الذي خطف في البترون- “أسوشييتد برس”

من جانبه، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق ما جاء في بيان لمكتبه أوضح أن الجيش وقوة “اليونيفيل” يجريان تحقيقات في الموضوع.

ولا تزال الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقق في القضية، ولم تتمكن مخابرات الجيش اللبناني بعد من إعداد تقريرها النهائي وتقديمه إلى الجهات المختصة في الحكومة للبناء على معطياته وتقديم شكوى عبر البعثة اللبنانية في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات