في ظلّ الحرب على لبنان، تواصل إسرائيل استهداف الأراضي السورية، ضمن ما تعتبره جزءا من حربها على “حزب الله”، حيث استهدفت، مساء الاثنين، 3 مواقع جنوب العاصمة، وهي محيط فندق “مطار دمشق الدّولي”، محيط بلدة نجها، ومحيط مدينة السيدة زينب.
وقالت وكالة “سانا” السوريّة، إن الضربات استهدفت عدداً من المواقع المدنية جنوب دمشق، ما أدى إلى خسائر ماديّة، فيما قالت تل أبيب، إنها استهدفت أهدافاً تابعة لـ “حزب الله”.
ركن الاستخبارات
المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن عبر “إكس”، أن طائرات حربية استهدفت في دمشق، بنى تحتية ومصالح تابعة لركن الاستخبارات التابع لـ “حزب الله”.
وأوضح أدرعي، أن ركنَ الاستخبارات هي الجهة الاستخبارية المركزية في “حزب الله“، المسؤولة عن بلورة صورة الاستخبارات لديه، وتقود الجهود الاستخباريّة في التنظيم وتتمتع بقدرات جمع المعلومات والكشف.
“يقوم ركن الاستخبارات بتفعيل مكتب داخل سوريا يضم أنظمة جمع وتقييم حيث عمل الركن بشكل مستقل وبتوجيه مباشر من قائد ركن الاستخبارات، حسين علي هزيمة، الذي قضي عليه في بيروت قبل نحو شهر مع هاشم صفي الدين. كما قضي أيضا على محمود محمد شاهين، مسؤول ركن الاستخبارات لـ حزب الله في سوريا”، وفق أدرعي.
شغل محمود شاهين سلسلة مناصب في “حزب الله” وفي ركن الاستخبارات قبل توليه منصب مسؤول الركن في سوريا في العام 2007، حيث تمكن من بناء علاقات عمل وثيقة مع دمشق وجهات في المحور الإيراني مع مرور الوقت.
وقاد عمليات بناء وتفعيل القوة في مجالات الاستخبارات والدفاع الجوي بمشاركة جهات المحور الإيراني المختلفة، إذ كان شاهين، وفق أدرعي، عنصرا مهما في التعاون بين “حزب الله” والمحور الإيراني، لتُشكل عملية القضاء عليه ضربة إضافية للقدرات الاستخبارية لـ “الحزب”.
واعتبر أدرعي أن جيش الدفاع الإسرائيلي، ضرب ركن الاستخبارات في “حزب الله” بشكل ملموس، حيث دمر مقرات تابعة له في لبنان وضرب قدراته لتجميع المعلومات، إذ يضاف استهداف مصالحه داخل سوريا إلى هذه الضربات التي تستهدف القدرات الاستخبارية لـ “حزب الله”.
دمشق تطالب بالتحرك
وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أدانت الاستهداف الإسرائيلي الذي نفذته طائرات حربية من اتجاه الجولان السوري المحتل، مشيرة إلى أنه استهدف عدداً من المناطق المدنية جنوبي دمشق، وتسبب بأضرارٍ مادية كبيرة في تلك المناطق.
وأضافت الخارجية في بيان عبر “فيس بوك” أن “سوريا تؤكد على أن الممارسات العدوانية والإجرامية لكيان الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المستمر للمناطق المدنية، هو نتيجة لعدم القيام بأي تحرك جدي للجم هذا الكيان ووقف انتهاكاته الجسيمة بحق شعوب المنطقة ودولها.”
وأضاف البيان أن سوريا تجدد مطالبتها للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لاتخاذ إجراءات حازمة لـ “وقف العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيها عن جرائمهم.”
فيما قال أدرعي إن “حزب الله” يخاطر، بدعم من دمشق، بسلامة المواطنين السوريين من خلال زرعه مقرات قيادة وقوات داخل مناطق مدنية داخل الدولة السورية.
قتيلان وجرحى
الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل عنصرين من “حزب الله” وإصابة 5 آخرين بجراح خطيرة، حيث جرى إسعافهم من الموقع المستهدف من دون معرفة مصيرهم، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
إحدى المزارع المستهدفة كانت تستخدم كـ استراحات ومعسكرات في أوقات سابقة، من قبل “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”، حيث يسيطران على العديد من المزارع بعد عملا على شراء العقارات هناك في أوقات متفرقة.
ونفذت إسرائيل عمليات اغتيال عديدة في منطقة السيدة زينب وجنوب دمشق، بينما قُتل رضى موسوي أواخر العام الماضي في المنطقة ذاتها.
وشهد شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، 45 مرة استهدفت خلالها إسرائيل الأراضي السورية، حيث أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 70 هدفا، بينما تسببت بمقتل 27 من العسكريين، وإصابة 29 آخرين منهم بجراح متفاوتة، وفق “المرصد السوري“.
فيما قتل 25 مدنيا، بينهم 7 سيدات و4 أطفال بـ الاستهدافات الإسرائيلية، التي تركزت على محافظة حمص بـ 22 ضربة، بينما استهدفت دمشق 12 أخرى، وتوزعت الغارات الأخرى على القنيطرة واللاذقية، حماة، السويداء ودرعا.
- يتبع لـ “حزب الله”.. ماذا استهدفت إسرائيل جنوب دمشق؟
- قضية اختلاس تهز الشارع السوري.. ما القصة؟
- تعاون عسكري متنام بين كوريا الشمالية وروسيا.. والصين تكبت حذرها مؤقتاً!
- “اكتمال تصفية قادة الصف الأول بحزب الله”.. إسرائيل تعلن مقتل قيادي بارز
- إيران تبلغ دولاً بضربة “قوية ومعقدة” ضد إسرائيل.. وتل أبيب تهدد بـ”حرب شاملة”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.