في حين تخطى عدد ضحايا الحرب في لبنان ثلاثة آلاف قتيل و13 ألف جريح، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل مسحت نحو 29 بلدة حدودية لبنانية من الخريطة.
يأتي ذلك وسط استمرار الاستهدافات ما بين إسرائيل و”حزب الله”، حيث تواصل إسرائيل استهداف مناطق مختلفة في لبنان، بينما استهدف الحزب اللبناني قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية في الجليل الأعلى، فضلا عن إطلاق صواريخ صوب مستوطنة سعسع في الجليل الغربي.
كما وأعلن “حزب الله” في بيان، اليوم الثلاثاء، أن عناصره استهدفوا، منتصف ليل أمس الاثنين، تجمعا لقوات إسرائيلية عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس جنوبي لبنان.
تدمير عشرات البلدات في لبنان
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الساعات الماضية، يظهر فيه اختفاء عشرات المنازل في إحدى القرى الحدودية بجنوب لبنان بشكل مفاجئ بعد تفخيخها وتفجيرها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وهذا السيناريو بدأ اعتماده منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بهدف تحويل المنطقة الحدودية مع إسرائيل إلى أرض محروقة بالكامل، تمهيدا لإعلانها منطقة عازلة.
وقال الباحث في “الشركة الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، إن “نحو 29 قرية ومدينة تمتد على طول 120 كيلومترا من الناقورة غربا إلى شبعا شرقا، دُمّرت معظمها بشكل كلي”، مضيفا أن “عدد الوحدات السكنية المدمّرة هناك يبلغ نحو 25 ألف وحدة”.
يأتي ذلك وسط ما تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان تصل إلى نحو 20 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل 83 بالمئة من حجم الاقتصاد.
من جانبه، يشير الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني، إلى أن “تفجير القرى والمنازل الأمامية يدخل في إطار استراتيجية إسرائيل لبناء منطقة عازلة بعمق 3 كلم على امتداد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية”.
ووفقا لأحدث تحليل لصور أقمار اصطناعية قامت به صحيفة “التايمز”، تبدو قرية محيبيب قد سُوِّيت بالأرض تقريبا، ولم يتبقَّ منها سوى عدد قليل من المباني، وفي 5 قرى وبلدات أخرى تحوّلت أحياء بأكملها إلى أنقاض.
كما وتُظهر صور قرية رامية بجنوب لبنان تفجير الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 40 مبنى في الأسبوعين الماضيَين، وفق “الشرق الأوسط”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن قواته عثرت على أنفاق لـ”حزب الله” ودمّرتها تحت المنازل والمباني، في ميس الجبل وكفركلا ومحيبيب وعيتا الشعب.
آخر التطورات الميدانية
في سياق آخر التطورات الميدانية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية في الساعات الأخيرة قرى في جنوب لبنان بينها عربصاليم وأرزون والخرايب. وذكرت مراسلة “العربية/ الحدث” أن حيا بالكامل في بلدة الشهابية جنوب لبنان دمر بعد غارات إسرائيلية.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن بعض المرتفعات في جبهة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحلتا وكفرحمام والهبارية تشهد تحركات لقوات المشاة وآليات إسرائيلية في اتجاه مرتفع السدانة وبوابة شبعا، وتتعرض هذه التحركات للاستهداف بالصليات الصاروخية، فيما تبقى المناطق الحرجية في شبعا وكفرشوبا عرضة للقصف المدفعي والغارات الجوية بين الحين والآخر.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء أنه اعترض مسيّرة آتية من الشرق فوق جنوب إسرائيل في منطقة البحر الميت. وقال الجيش في بيان “اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مسيّرة دخلت الأراضي الإسرائيلية من الشرق” من دون أن يحدد مصدر المسيّرة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن “حزب الله أطلق عدة دفعات من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، حيث أطلق نحو 90 صاروخا بحلول مساء أمس الاثنين”.
ولفت إلى أن بعض هذه الصواريخ اعترضتها منظومة الدفاع الصاروخي، فيما سقطت صواريخ أخرى على أراض خالية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
هذا وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله“، منذ الثامن من أكتوبر 2023، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة ردا على هجوم “حماس” المباغت ضدها، وأعلن الحزب اللبناني المدعوم من إيران إسناده لـ”حماس”.
وقد بدأ الجيش الإسرائيلي في أول تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عملية برية مركزة في جنوب لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، أمس الاثنين، إن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي المستمر على البلاد ارتفع إلى 3002 قتيل و13492 مصابا.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.