في أعقاب شنّ تنظيم “داعش” العديد من الهجمات والعمليات الإرهابية في العراق وسوريا خلال الفترة الفائتة، نفذت الولايات المتحدة مؤخرا العديد من الضربات ضد التنظيم الإرهابي، وقد أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، أمس الثلاثاء، حصيلة آخر عملياتها ضد “داعش”، مؤكدة القضاء على العشرات من الإرهابيين، بينهم قيادات.

وفي سياق آخر متصل، هدد تنظيم “داعش” الصحفيين بتعقب معلوماتهم الشخصية والكشف عنها علنا، بما في ذلك بياناتهم وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، نتيجة قيام الصحفيين بنشر تقارير تفضح فكر “داعش” وتسعى لكشف إرهابه وزيف أفكاره، وهو ما وهو ما أثار حفيظة التنظيم ودفعه إلى تهديد الصحفيين بشكل مباشر، بحسب “مرصد الأزهر” لمكافحة التطرف.

حصيلة الاستهدافات ضد “داعش”

قالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في بيان نشرته على حسابها الرسمي عبر منصة “إكس/تويتر سابقا”، إنها نفذت 95 عملية ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا منذ 29 آب/ أغسطس الماضي.

وطبقا لبيان القيادة الأميركية، فقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 163 إرهابيا واعتقال 33 آخرين، بما في ذلك أكثر من 30 من قادة تنظيم “داعش” من المستويات العليا والمتوسطة.

كما أسفرت هذه العمليات في كل من العراق وسوريا عن “ضبط كمية عتاد عسكري كبيرة يمكن أن تساهم في تعطيل عمليات تنظيم داعش في المستقبل”، بحسب بيان “سنتكوم”.

وأكدت القيادة الأميركية أن “الضغط المستمر على قيادات داعش قلل من قدرتهم على العمل والتخطيط لأي هجمات”.

وتعهد الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد “سنتكوم”، بمواصلة ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بقوة وتعطيل قدرتهم على القيام بعمليات ضد المصالح الأميركية وكذلك مصالح حلفاء وشركاء واشنطن، بالتعاون مع الشركاء في التحالف والقوات العراقية.

وكان الجيش الأميركي أعلن أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنه نفذ عدة ضربات على مواقع لتنظيم “داعش” في سوريا، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 عنصرا من التنظيم الإرهابي.

“داعش” يهدد الصحفيين

في سياق متصل، ذكر “مرصد الأزهر” أن “داعش” يتهم الصحفيين بالتطاول على معتقداته ونشر التقارير التي تسخر من التوحيد والجهاد وتستهزئ بالمجاهدين -كما يدعي دوما سعيه لإعلاء رايتها بهتانا وزورا-، وقد هدد التنظيم الإرهابي باستخدام قنواته الإعلامية في توجيه جموع أنصاره للانتقام من هؤلاء الصحفيين، مشددا على أنه يمتلك ملفات شخصية لمئات الأفراد، منهم 149 شخصية صحفية على الأقل، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المصرية.

وادعى “داعش” في أحدث التقارير المنشورة عبر إحدى معرفاته الإعلامية، أن التهديد لا يقتصر على الصحفيين فحسب، بل يمتد لكل من يروج لأفكار معادية لهم أو يظهر امتهانا لرموزه وقادته.

“داعش” يقول إن عناصره لديهم القدرة على إيذاء الصحفيين وعائلاتهم

واللافت أن “داعش” قال في بيانه الذي نشره مؤخرا، إن عناصره لديهم القدرة على إيذاء الصحفيين وعائلاتهم عن بُعد، مشددا على أن كل من ينشر أخبارا “غير محايدة” عنه سيواجه عواقب وخيمة.

ويقول “مرصد الأزهر” إن هذه التهديدات تكشف عن استراتيجية التنظيم الإرهابي لإرهاب الصحفيين من أجل منعهم من كشف جرائمه عبر إطلاق التهديدات الافتراضية التي أصبحت تشكل جزءا كبيرا من تواجده في الآونة الأخيرة، وأنه يسعى من خلال التهديدات إلى إسكات الأصوات الفاضحة لجرائمه ضد الإنسانية.

ودعا “مرصد الأزهر” الصحفيين المهتمين بقضايا التطرف والإرهاب لتوخي الحذر، والحرص على حماية بياناتهم الشخصية، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت إحدى المصادر المفتوحة، والتي يمكن من خلالها الوصول بسهولة إلى أي بيانات شخصية للأفراد وأسرهم وصورهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات