يبدو أن روسيا عازمة بشكل جدي على تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بعد أن استقبلت الجانب الإسرائيلي وأعطت تل أبيب «ضوء أخضراً»، لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع إيران في سوريا، وتشجيعها بطريقة أو بأخرى التطبيع العربي مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وتحاول إيران منذ أشهر مواجهة التغييرات على الساحة السورية التي أصبحت تهدد نفوذها بجدية على الأراضي السورية، وذلك عبر إعادة هيكلة ميليشياتها تارة، وإعادة توزيع قوّاتها العسكرية في مناطق تتمكن فيها بتثبيت وجودها العسكري في البلاد.

وتحدثت تقارير إعلامية عن تغييرات في قيادة الميليشيات العسكرية والأجهزة الأمنية التابعة لطهران في سوريا، لا سيما في مناطق شمالي سوريا، بعد توارد أنباء عن عملية تركية وشيكة، تزامناً مع التوسع العسكري الروسي في عدد من المناطق أبرزها القامشلي.

اقرأ أيضاً: النووي الإيراني إلى الواجهة.. هل تشن واشنطن ضربات ضد طهران في سوريا؟

روسيا عازمة على تحجيم إيران في سوريا

ويؤكد الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد خيري أن التدخل الروسي بدأ لتحجيم الدور الإيراني في سوريا، مستدلاً بذلك ما جرى من اتفاق بين روسيا وإسرائيل مؤخراً حول إتاحة الأجواء السورية أمام الطيران الإسرائيلي لاستمرار قصف المواقع الإيرانية في البلاد.

ويقول خيري في حديث لـ “الحل نت“: «روسيا من جهة لا تحبذ زيادة التموضع العسكري الإيراني في المنطقة، ثانيًا هي لا تريد الدخول في مواجهة مع كلًا من أميركا وإسرائيل على الملعب السوري، ولذلك فهي لا تسمح بأن تكون مع طرف أضعف على الرغم مما يبدو من وجود تحالف بين الطرفين».

وحول خيارات الميليشيات الإيرانية لمواجهة الإصرار الروسي على تحجيم دورها، يرى المختص بالشأن الإيراني أن الخيارات أمام إيران ضعيفة وقليلة في سوريا.

وحول ذلك يضيف: «إيران لن تواجه روسيا في سوريا بشكل عسكري بل ستعتمد على نوعين من التمدد: التمدد الاقتصادي اعتمادًا على مجتمع الأعمال السوري، والتمدد الفكري من خلال نشر الفكر الشيعي وإدخال تعليم اللغة الفارسية في المراحل التعليمية وهي ما أقرته وزارة التربية والتعليم السورية».

ومن جانب آخر وسعت إسرائيل من جهودها العسكرية في الجنوب السوري لتحجيم الوجود العسكري للميليشيات الإيرانية في المنطقة.

ذلك بعد أن زادت حدة اللقاءات الرسمية بين الجانبين لبحث الأوضاع العسكرية والاقتصادية في سوريا

إسرائيل في مواجهة إيران في سوريا

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية قبل يومين، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم، وذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

قد يهمك: بثينة شعبان تفتح النار على الغرب وتتهمه بـ«النفاق»

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.