أعلن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب فوزه بـانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، وتوقع الحصول على أكثر من 300 من أصوات المجمع الانتخابي.

وقال ترامب خلال كلمة له: “لقد فزنا فوزا تاريخيا”، مضيفا “فزنا في الولايات المتأرجحة، وبالتصويت الشعبي ونحو 315 صوتا في المجمع الانتخابي”. ومع وصول الرئيس الـ 47 إلى “البيت الأبيض”، تتجه أنظار السوريين نحو واشنطن لمعرفة ماذا ينتظر المشهد السوري.

بشار الأسد: “لا أمل”

في الثالث من آذار/مارس 2024، وخلال حوار سياسي فكري جمع الرئيس السوري بشار الأسد بوزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا، تحدث الأسد عن الانتخابات الأميركية القادمة لعام 2024، قائلاً: “علينا أن نحاول حتى عندما نعلم أن النتائج قد تكون محدودة؛ فالسّياسة هي فن الممكن”.

أضاف الأسد في تصريحاته، معلقاً على تحليلات وسائل الإعلام والمعلومات المتاحة، قائلاً: “التوقعات تشير إلى احتمال فوز ترامب”. وتابع موضحاً رأيه في الرؤساء الأميركيين قائلاً: “لا يختلف الرؤساء الأميركيون عن بعضهم البعض”.

وتعمق الأسد في رؤيته للسياسة الأميركية، فقال: “كما ذكرت سابقاً، هم أشبه بمديرين تنفيذيين، ولذا علينا أن نفهم من يقف حقاً خلف صنع السياسات، وليس فقط من يظهر كوجه المرشح الفائز في الانتخابات”.

ترامب والمشهد السوري

مع تقدم دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية الجارية، يُسلط الضوء مجدداً على أبرز القرارات التي اتخذها خلال فترة رئاسته (2017-2021) فيما يتعلق بالملف السوري، والتي تركت بصمة عميقة على المشهد السياسي في المنطقة.

كانت البداية بوقف دعم المعارضة السورية (2017)، ففي تموز/يوليو 2017، أمر ترامب بإنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الذي كان يقدم الدعم لفصائل معينة من المعارضة السورية. واعتُبر القرار جزءاً من استراتيجيته لتقليل التدخل الأميركي في النزاعات الخارجية، والسعي نحو علاقات أكثر تعاوناً مع روسيا، حليفة النظام السوري.

في نيسان/أبريل من العام نفسه، أمر ترامب بشن ضربة صاروخية على مطار الشعيرات في شمال حمص، بعد إدانة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في خان شيخون. عشرات الصواريخ من طراز “توماهوك” استهدفت المطار، لتسجل أول تدخل مباشر للولايات المتحدة ضد مواقع تابعة لقوات الجيش السوري. 

مع نهاية عام 2019، وقع ترامب “قانون قيصر”، الذي فرض عقوبات اقتصادية شديدة على الحكومة السورية والدول والشركات المتعاونة معه، بهدف تكثيف الضغط على سلطة الأسد وإضعاف قدرته على التحكم في الاقتصاد السوري.

وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أعلن ترامب عن مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أميركية في إدلب، ما شكل ضربة قاصمة للتنظيم الذي استنزف المنطقة لسنوات طويلة.

بالإضافة إلى ذلك، كان الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل في آذار/مارس 2019، حيث أعلن ترامب بشكل رسمي عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، لينهي بذلك سياسة أميركية طويلة الأمد كانت تعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة منذ حرب عام 1967.

وفي 3 كانون الثاني/يناير 2020، شنت الولايات المتحدة غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، قرب مطار بغداد. كان لهذا الحدث صدى كبير على مستوى العلاقات الإقليمية، وزاد من توتر العلاقات بين واشنطن وطهران.

كل هذه القرارات أثارت جدلاً واسعاً وأسئلة حول مدى تأثيرها على استقرار المنطقة، ولكنها جميعاً كانت جزءاً من إرث ترامب الذي حاول، على طريقته، إعادة رسم معالم النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، ويبقى السؤال ما الذي يتنظر المشهد السوري بعد وصول ترامب مرة أخرى إلى “البيت الأبيض”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة