وضعت إسرائيل شرطا واحدا لوقف إطلاق النار في لبنان، وهو تحقيق أهداف حربها ضد “حزب الله” في لبنان، إذ صرح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، مساء أمس الاثنين، أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولن توقف في الضربات ضد حزب الله، ولا توجد فترة راحة له حتى تحقيق أهداف الحرب (عودة سكان الشمال وإبعاد الحزب اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني).

وجاء حديث كاتس في أول لقاء جمعه مع منتدى هيئة الأركان العامة بقيادة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وفق ما أوردته “القناة 12” الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار في لبنان

في الوقت ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه “إذا ظهرت الإمكانية وتم تقديم اقتراح جيد يسمح لنا بإعلان النصر.. فسننظر إليه بالتأكيد على محمل الجد”.

مبنى مُدمر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارة جوية إسرائيلية- “أ.ب”

كما لوح كاتس بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، قائلا إن “المنشآت النووية الإيرانية أصبحت أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى بعد الغارات الإسرائيلية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر”.

وأشار كاتس إلى أنه ثمة “إمكانية لتحقيق الهدف الأهم، وهو إحباط وإزالة التهديد بإبادة دولة إسرائيل”.

وتتزامن هذه التصريحات مع اعتزام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين التوجه إلى لبنان لإجراء مفاوضات حول مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، بحسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية.

وطبقا لوسائل الإعلام اللبنانية، فإنه من المتوقع أن يصل هوكشتاين إلى لبنان في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

لكن مكتب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يجري المفاوضات مع هوكشتاين نيابة عن “حزب الله”، قال إن بري “لم يتلق حتى الآن أي اتصال هاتفي بشأن زيارة جديدة لهوكشتاين إلى بيروت”، وفق تقارير صحفية.

شرط إنهاء قوة “حزب الله”

اللافت أن تصريحات كاتس تأتي بعد ساعات قليلة من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، حيث قال فيه إنه “تم إحراز تقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان”.

وأشار ساعر إلى دور محتمل لروسيا، “المتواجدة في سوريا، في المساهمة بمنع حزب الله من إعادة التسلح”.

وكانت مصادر إسرائيلية قد قالت في وقت سابق إن روسيا ستشارك في اتفاق التسوية بين إسرائيل ولبنان، من خلال ممارسة موسكو ضغوطا على الرئيس السوري بشار الأسد، لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى “حزب الله”، عبر الأراضي السورية.

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة في قرية الخيام بجنوب لبنان في 30 أكتوبر، 2024- “أ ف ب”

وبالتالي، يمكن القول إن إسرائيل لن تتراجع في حربها ضد “حزب الله” في لبنان إلا بعد إنهاء قوة الحزب اللبناني المدعوم من إيران، خاصة “تجفيف منابع أسلحته التي تأتي من إيران عبر الأراضي السورية”.

تكلفة حرب غزة ولبنان

وفي سياق الحرب الدائرة في قطاع غزة، قال كاتس إن الهدف الأهم هو إعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة “حماس”، مضيفا: “سنبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم وضمان هزيمة (حماس)”، بحسب “القناة 12” الإسرائيلية.

هذا وأعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، أمس الاثنين، حجم الإنفاق على الحروب المستمرة مع “حماس” في غزة و”حزب الله” في لبنان منذ أكتوبر من العام الماضي، إذ تجاوز 106 مليارات شيكل (28.4 مليار دولار).

وأضافت الوزارة الإسرائيلية أن عجز الميزانية بلغ 11.2 مليار شيقل في أكتوبر، فيما انخفض العجز في الأشهر الاثني عشر حتى أكتوبر إلى 7.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، من 8.5 بالمئة في الأشهر الاثني عشر حتى سبتمبر.

ولفتت الوزارة إلى إنه على الرغم من الانخفاض، فإن العجز سيتجاوز 6.6 بالمئة في 2024، بحسب وكالة “رويترز“.

في المقابل، كشف تقرير للأمم المتحدة أمس الاثنين أن عدد النازحين في لبنان ارتفع إلى نحو 1.4 مليون شخص منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، مضيفا أن واحدا من بين كل أربعة أشخاص في لبنان تضرر بفعل الصراع الذي تصاعد في 23 أيلول/ سبتمبر عندما انفجرت مئات من أجهزة الاتصال “البيجر” التابعة لـ”حزب الله” مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأضافت الأمم المتحدة في التقرير أن انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، مشيرة إلى أن الحرب كلّفت اقتصاد لبنان نحو 12 مليار دولار، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في آخر إحصائية لها ارتفاع عدد القتلى لنحو 3243 والمصابين إلى 14 ألفا و134.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات