لم تكن الضربة الإسرائيلية على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، كمثيلاتها في الأيام السابقة، إذ أثارت ردود فعل “الحرس الثوري الإيراني” والميليشيات التابعة له في المنطقة، خاصة القادة هناك.

إذ غادر عدد من قادة “الحرس الثوري” والميليشيات الإيرانية الأراضي السورية، بعد الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت اجتماعاً سريا، بينما شنَّ حملة اعتقالات واسعة استدفت عشرات الأشخاص في مدينة تدمر.

اعتقال العشرات

بعد عقد ضباط من “الفرقة الرابعة” التابعة للجيش السوري اجتماعاً مع قادة في “الحرس الثوري”، شنَّ الأخير حملة دهم واعتقالات واسعة، اليوم الاثنين، شملت عشرات الأشخاص في مدينة تدمر، وسط سوريا، بتهمة التخابر مع جهات خارجية.

غارة إسرائيلية على تدمر بريف حمص – انترنت

بحسب مصدر محلي، فإن دوريات من “الحرس الثوري” داهمت، فجر اليوم الاثنين، أحياء اليرموك والتضامن والصناعة والقلعة في مدينة تدمر، حيث اعتقلت 23 شخصا، بينهم علي العنزي وهيثم السلامة، بتهمة التعاون مع جهات خارجية.

جاء ذلك بعد أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، غارات جوية على 3 مواقع عسكرية في تدمر، ما أدى إلى وقوع 92 قتيلا وإصابة 21 آخرين، بينهم 7 مدنيين، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بينما نعت وزارة الدفاع السورية 36 شخصاً. 

إذ استهدفت الغارات الجوية، اجتماعاً سريا، بين ضباط في الجيش السوري وقيادات بالميليشيات الإيرانية، تم تنسيقه من قبل “غرفة العمليات”، وأسفرت عن عشرات القتلى بينهم 4 ضباط برتبة عميد، وآخرين برتبة لواء.

وفي أعقاب الغارات، داهمت وحدات خاصة من “الحرس الثوري” مقر الاتصالات وغرفة العمليات في مدينة تدمر التي يُشرف عليها عناصر من جنسيات غير سورية، واعتقلت 8 عناصر، جميعهم من الجنسيتين العراقية واللبنانية، بينما قُتل عنصر عراقي يدعى قتيبة الحيدر بعد محاولته الهرب.

اجتماع في تدمر

ليل الأحد – الاثنين، عقد ضباط من “الفرقة الرابعة”، اجتماعا مع قادة في “الحرس الثوري الإيراني”، في حي المضمار، وسط مدينة تدمر، بحسب ما نقل موقع “+963” المحلي، عن مصدر عسكري سوري.

"الحرس الثوري" ينفذ حملة اعتقالات في تدمر.. من استهدفت؟
تشييع قتلى الغارات الإسرائيلية على تدمر في الزهراء بريف حلب – انترنت

خلال الاجتماع، تم الاتفاق على تبديل أماكن خدمة العناصر المحليين ضمن الميليشيات التابعة لإيران في تدمر ودير الزور، مع توزيع بطاقات أمنية للمسلحين المنضمين إلى “مجموعات الهفل” والإشراف عليهم من قبل “الفرقة الرابعة” فيما يتولى “الحرس الثوري” الإيراني دعمهم بالأسلحة والمواد اللوجستية، وفق المصدر العسكري.

إذاً، بعد الغارات الإسرائيلية، التي تعتبر الأعنف على سوريا، منذ التصعيد الإسرائيلي على لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي، بدأ “الحرس الثوري” بالشك بجميع عناصره، وهو ما دفعه إلى التنازل عن الإشراف على مجموعات عسكرية لصالح “الفرقة الرابعة”، ناهيك عن فجوة الثقة، خاصة بين عناصره المحليين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات