بعد أن صرح منسق شؤون الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان التي يشرف عليها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين “تقترب من التوصل لاتفاق”، ذكرت عدة مصادر إعلامية أن وقف القتال بين إسرائيل و”حزب الله” سيتم خلال ساعات.

كما أعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس الاثنين أن المفاوضات تسير في “الاتجاه الصحيح” وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني.

ورغم ذلك، فإن الاجتماع الذي سيعقده اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، مع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، سيحدد مصير الهدنة في لبنان.

وقف إطلاق النار في لبنان

من المقرر أن يعقد نتنياهو، مشاورات أمنية، قبل أن يجتمع بالمجلس الوزاري المصغر، في حوالي الساعة الثانية ظهرا بتوقيت غرينيتش، للمصادقة على الاتفاق المقترح لوقف الحرب في لبنان، وسط معارضة وُصفت بـ”الشديدة” من قبل رؤساء سلطات محلية في شمال إسرائيل، وأعضاء بالائتلاف والمعارضة، وفق ما نقلته “الحرة“.

تصاعد دخان كثيف وألسنة لهب جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الطيونة ببيروت الاثنين 25 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وتضاربت التصريحات والأنباء حول موعد إعلان الاتفاق، فيما علمت صحيفة “الشرق الأوسط” من مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوما تتضمن “بدءا فوريا لإخلاء عناصر (حزب الله) وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني بشكل يمكن التحقق منه، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية على أساس القرار 1701”.

ونقل عن رئيس البرلمان نبيه بري أنه تبلغ بالأجواء الإيجابية وأن البيان الأميركي ــ الفرنسي متوقع في غضون 36 ساعة، وأن الأمانة العامة لمجلس الوزراء بدأت التحضير لجلسة يحضرها كل الوزراء يعلن بعدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموافقة على القرار بالإجماع، وفق وسائل الإعلام.

في إطار ذلك، أكد مصدر سياسي، الثلاثاء، لـ”الحرة”، أن الاتفاق “هش لكنه يخدم مصلحة إسرائيلية واضحة”، وقال: “هذه ليست نهاية الحرب، بل اتفاق وقف إطلاق نار سيتم تقييمه يوميا. قد يستمر يومين فقط، وقد يمتد لعامين”.

هذا بالإضافة إلى أنه ثمة “وثيقة جانبية من الإدارة الأميركية، تتيح لإسرائيل التحرك ضد أي خرق لوقف إطلاق النار، بما في ذلك لمنع استعادة قوة حزب الله”، طبقا لذات المصدر.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصدر مطلع قوله، أمس الاثنين، إن نتنياهو وافق من حيث المبدأ على اتفاق وقف إطلاق النار المزمع مع “حزب الله”.

غير أن المصدر ذاته قال إن إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، لافتا إلى أنه سيتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية في وقت لاحق.

وشدد المصدر للشبكة الأميركية، على أن الاتفاق المزمع بين إسرائيل و”حزب الله” لن يكون نهائيا حتى يتم حل جميع القضايا الخلافية.

ضغوط أميركية

في السياق، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الثلاثاء، إن جماعة “حزب الله” مستعدة على ما يبدو لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

كما ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصدرين بـ”الحرس الثوري” الإيراني القول إنه جرى إبلاغ طهران بأن الاتفاق بات وشيكا.

وأشارت “نيويورك تايمز”، بناءً على تصريح لمسؤولين إسرائيليين، إلى أن واشنطن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام اتفاق بشأن لبنان قبل “عيد الشكر” الذي يصادف الخميس المقبل.

أفراد من الدفاع المدني وعمال الإنقاذ يعملون في موقع غارة إسرائيلية في حي البسطة ببيروت، وسط الأعمال العدائية المستمرة بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، لبنان، 23 تشرين الثاني/نوفمبر “رويترز”

وأضافت الصحيفة أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بحلول الخميس، فمن الممكن استكماله بداية الأسبوع المقبل، وفق المسؤولين الإسرائيليين.

من جانبه، حث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، المجتمع الدولي إلى الضغط على تل أبيب من أجل الموافقة.

وأكد بوريل في تصريحات، اليوم الثلاثاء، أن الاتفاق المقترح يشمل كل الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل، مشددا على أنه “لا يوجد عذر لعدم تنفيذ وقف النار”، مضيفا “علينا الضغط على إسرائيل حتى توافق على وقف النار في لبنان اليوم”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات