في ظل تهديدات إسرائيلية محتملة بشنّ هجمات على العراق، نتيجة استمرار الفصائل العراقية المسلحة في هجماتها ضد إسرائيل، أصدر زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، تعليمات وأوامر لـ”سرايا السلام” التابعة له بتبديل مقراتها الإدارية والعسكرية وغيرها من المناطق السكنية، ونقلها لمناطق بعيدة عن السكان، خلال مدة أقصاها 40 يوما من هذا التوجيه.
وجاء توجيه الصدر عبر بيان مكتوب، يدعو فيه “سرايا السلام” لإزالة أي علامات تدل على مواقع تواجدها، وذلك خشية من هجمات إسرائيلية “وشيكة”.
العراق.. حالة “حذر” من الصدر
وقال الصدر في بيان المنشور على صفحة “سرايا السلام” الرسمية على منصة “فيسبوك“: “الأمر الأول تبديل مقرات (سرايا السلام) الإدارية والعسكرية وغيرها من المناطق السكنية إلى مناطق بعيدة عن السكان خلال مدة أقصاها 40 يوما من تاريخ هذا الكتاب”، مستثنيا مدينة سامراء فقط التي يُمسك التيار الصدري بملفها الأمني بشكل كامل، مع انتشار “سرايا السلام” في المدينة ومناطقها الريفية لتشكيل طوق أمني حولها.
كما أمرهم الصدر ضمن بيانه “إزالة جميع صور آل الصدر عن مقرات (سرايا السلام) خلال 3 أيام، دون أن يشمل ذلك الصور داخل الغرف والممرات، أو المتواجدة في الأماكن العامة من أحياء وشوارع وأزقة”.
وطبقا لبيان الصدر، فإنه منع “سرايا السلام” استخدام السيارات “بشكل مفرط”، مضيفا، “يمنع استخدام أكثر من 5 سيارات رسمية لكل قيادي”، وسحب جميع السيارات غير الشخصية باستثناء منطقة سامراء.
وأوعز مقتدى الصدر بأن يكون علم العراق “أعلى من كل راية بما فيها راية سرايا السلام”، قائلا “نحن التيار الوطني الشيعي. والرجاء عدم رفع راية الإمام المهدي الخضراء مع العلم العراقي وراية سرايا السلام”.
واعتُبر بيان مقتدى خطوة استباقية لأي هجمات إسرائيلية على العراق، قد تستهدف المليشيات المسلحة الشيعية، ولا سيما الموالية لإيران المنضوية في جماعة “المقاومة الإسلامية في العراق” التي وجهت عشرات الضربات الصاروخية منذ أكتوبر 2023، نحو مواقع إسرائيلية ومصالح أميركية داخل البلاد، وفق تقارير صحفية.
بغداد تثمن خطوة الصدر
بعيد إصدار مقتدى الصدر هذا التوجيه لفصيله المسلح، ثمّن مستشار الأمن العراقي قاسم الأعرجي توجيهات وأوامر الصدر، قائلا في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “نُثمن التوجيهات الحكيمة التي أصدرها مقتدى الصدر بخصوص مقرات وتحركات (سرايا السلام)، المنضوية رسمياً تحت مظلة القوات العراقية الرسمية”.
وأردف الأعرجي: “على الجميع مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي، وتجنيب البلد مخاطر الانزلاق إلى حرب إقليمية يسعى إلى إشعالها الكيان المحتل”، في إشارة إلى إسرائيل.
هذا وكانت “سرايا السلام” التي عرفت سابقا باسم “جيش المهدي” ضمن تشكيلات الحشد الشعبي الذي شارك القوات العراقية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة معاركهما ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في 2017، لكن بعد ضم الحشد لصفوف الجيش العراقي تحت مسمى “هيئة الحشد الشعبي” وإصدار رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي قرارا بحصر السلاح بيد الدولة، رفض الصدر القرار وأعلن انفكاك السرايا عن الحشد، وفق “الحرة”.
مغادرة قادة الفصائل للعراق
في الإطار ذاته، أشارت مصادر سياسية إلى أن عددا من قادة الفصائل الموالية لطهران غادروا العراق خوفا من الاستهداف الإسرائيلي.
وكشفت المصادر ذاتها، أن عملية انتقال قادة الفصائل المسلحة تمت “عبر وسيط من السياسيين العراقيين لنقل عائلاتهم وأموالهم لخارج البلاد”.
المصادر كشفت أيضا، أن عددا من قادة “الإطار التنسيقي” طلبوا من الفصائل مغادرة العراق وتنفيذ عملياتها خارج الأراضي العراقية والسورية، مع التعهد لهم بالتمويل، مبينة أن إحدى هذه الفصائل انتقلت بالفعل وبدأت بممارسة العمليات العسكرية وسلوكها خارج العراق وسوريا، وفق قناة “العربية“.
وجاءت هذه التحركات على خلفية رسالة نقلت عبر وسطاء ومسؤولين أكدت أن إسرائيل لن تفرق بين الفصائل المسلحة و”الحشد الشعبي”، وبين الجانب المسلح وآخر اقتصادي أو سياسي، إذا نفذت تهديداتها.
وبحسب تقارير إعلامية فإن “قادة حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وحركة النجباء أكرم الكعبي، وأبو فدك المحمداوي رئيس أركان الحشد الشعبي والأمين العام السابق من كتائب حزب الله في العراق، وآخرون من الفصائل غادروا العراق، وأخلوا مقراتهم، وتوجهوا إلى روسيا”.
فيما ذكرت تقارير إعلامية أخرى أن عددا من قادة الميلشيات الولائية لطهران غادروا العراق وتوجهوا نحو إيران.
ولم يتأكد بعد ما إذا كانوا قد غادروا العراق بالفعل، لكن مصادر صحفية أشارت إلى أن إسرائيل ستنفذ عمليات اغتيال واسعة لقادة الفصائل المسلحة العراقية باستخدام صواريخ ذكية في العراق.
ونوّهت المصادر ذاتها إلى أن “سيناريو تدمير حزب الله سيحدث لفصائل المسلحة العراقية الموالية لطهران وللحشد الشعبي أيضا، أي تصفية القادة وتدمير البنية العسكرية”.
في المقابل، شددت بغداد على ضرورة تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف “أي تهديد أو عدوان محتمل” على العراق، في إشارة إلى هجمات إسرائيلية محتملة.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال يوم الأحد، إن إسرائيل هددت العراق بـ”ذرائع واهية” في إشارة إلى المعلومات المتداولة حول احتمال تعرض بلاده لهجوم إسرائيلي.
وذكر السوداني عن توجيهه وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد في المحافل الدولية، لمنع محاولات إسرائيل من “إشعال الحرب في المنطقة بشكل أكبر” وفق قوله.
هذا وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، رفع قبل أيام قليلة، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات فورية بشأن هجمات الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، وأن لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات وفقا لقانون الأمم المتحدة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.