بعد سيطرة فصائل “المعارضة السورية” على العديد من أحياء مدينة حلب، خلال الساعات الماضية، ما دفع آلاف السكان إلى نزوح جماعي كبير، مع تتعدد الوجهات بين أحياء وسط مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، والمناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، والمناطق الأخرى الآمنة.
وعلى إثر ذلك تأهبت شركات النقل الداخلي (الباصات) لنقل السكان إلى عدة مدن ومحافظات خارج سيطرة “المعارضة السورية”، خاصة أن طلاب جامعة حلب ناشدوا البولمانات “الباصات” لإعادتهم إلى مدنهم، ومنهم طلاب من مناطق شمال شرق سوريا.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة “هرشو” للنقل، يوم أمس الجمعة 29، عن تنظيم رحلة لنقل الطلاب من السكن الجامعي في حلب إلى مدينة القامشلي/ قامشلو.
كما تم تداول إعلان على منصات التواصل الاجتماعي لشركة “إيزلا” للنقل الداخلي لتسهيل 4 رحلات إلى مدينة حلب يوم السبت لإجلاء الطلاب والمقيمين الراغبين بالعودة إلى مدن شمال شرق سوريا.
حلب.. سيطرة ونزوح
نحو ذلك، تداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي بيانا لشركة “هرشو” للنقل الداخلي جاء فيه: “نظرا للظروف الراهنة تعلن شركة (هرشو) لأهلنا في مدينة حلب والقامشلي/ قامشلو عن استعدادها لتكثيف رحلاتها بين المدينتين برحلتين يوميا”.
وأضافت الصفحات الناشطة، “للاستفسار يرجى زيارة مكتبي الشركة الواقعة في منطقتي السليمانية والشعار”، لافتة إلى أن “الأشخاص الذين لا يستطيعون دفع التكاليف يمكنهم السفر مجانا وعلى الفور”.
كما أفادت صفحات نشطة على منصة “فيسبوك”، أن شركة “عدرة” للنقل أعلنت أيضا عن إرسال بولمانات إلى حلب لإجلاء المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، وطلبت الشركة من السكان “التواجد في الوحدة السابعة للسكن الجامعي في الساعة 12 ظهرا، من يوم السبت، وموعد خروج الباصات من مدينة حلب، عند الساعة الواحدة ظهرا كحد وسطي”.
كما أعلنت العديد من الشركات العاملة في النقل الداخلي عن تسهيل رحلات إلى حلب لإجلاء الراغبين في الخروج من المدينة، فيما أعلنت شركتا “نور الإيمان” و”فرح”إرسال باصات إلى المرآب الشرقي لحلب لنقل طلاب منبج وكوباني والرقة الذين تقطعت بهم السبل في حلب مجانا، وفق النشطاء.
وبحسب وسائل الإعلام السورية، فقد تم إخلاء السكن الجامعي في مدينة حلب بعد تعرضه للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة طلاب وإصابة اثنين آخرين.
“الإدارة الذاتية” ترحب بالنازحين
من جانبها، أصدرت “الإدارة الذاتية” الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، الجمعة، بيانا قالت فيه إنها مستعدة لاستقبال المدنيين الفارين من حلب.
وأضاف في بيانها: “بسبب التصعيد العسكري في حلب.. الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تُهيب كافة مؤسساتها المعنية بتسهيل مرور أهالي شمال وشرق سوريا القادمين من المدينة. ونؤكد على ضرورة تقديم الدعم اللازم لضمان وصولهم إلى وجهاتهم بأمان، ومساعدتهم في الوصول إلى أهلهم”.
ودفعت المعارك الأخيرة في حلب المدنيين إلى الفرار، وحذرت الأمم المتحدة الجمعة من أن الاشتباكات أجبرت أكثر من 14 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
بينما قال “المرصد السوري” إن القسم الغربي من مدينة حلب يشهد حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الشرقية أو خارج المدينة، مضيفا، الجمعة. وبات الخروج من حلب مرتكزا على طريق خناصر الواقع جنوب غربي حلب باتجاه البادية السورية.
وشهدت أحياء الحمدانية والفرقان وجمعية الزهراء وحلب الجديدة حركة نزوح كبيرة يوم أمس الجمعة، باتجاه أحياء وسط المدينة وصول فصائل “المعارضة” لوسط المدينة، ولا سيما قلعة حلب.
آخر التطورات الميدانية
وفي آخر التطورات الميدانية، انتشرت فصائل “المعارضة السورية” في مدينة حلب بعد سيطرتها على نحو 16 حيا في المدينة، بينها قلعة حلب التاريخية.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الفصائل وصلت لقلب مدينة حلب وقلعتها في مركز المدينة بعد السيطرة على أحياء جديدة داخل حلب بينها الحمدانية وحلب الجديدة وصلاح الدين وسيف الدولة، فيما قال مصدر عسكري لـ”رويترز” إن حكومة دمشق أغلقت مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية.
كما ونقلت “رويترز” عن مصدرين عسكريين سوريين أن دمشق تلقت وعدا بمساعدة عسكرية روسية إضافية لدعم الجيش في منع الفصائل من السيطرة على حلب.
بينما أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” حظر تجوال في أحياء مدينة حلب حتى صباح اليوم السبت “لتأمين المنطقة ونشر قوى الأمن والشرطة وإزالة مخلفات الحرب”، على حد تعبيرهم.
وطبقا لـ”المرصد السوري”، فقد سيطرت الفصائل على نصف مدينة حلب، دون أي مقاومة من قوات الجيش السوري.
وجاء دخول الفصائل إلى مدينة حلب الاستراتيجية بشكل مباغت، وبعد هجوم شنته قبل يومين تحت عملية “ردع العدوان”، استهدف أولا قرى وبلدات تقع في ريف حلب الغربي، وكذلك ريفها الجنوبي.
من المتوقع أن تسيطر فصائل “المعارضة” على كامل المدينة خلال الساعات القادمة، إذا بقيت الأمور الميدانية على هذا النحو.
والفصائل المشاركة في هذه العملية هي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الفصيل الأساسي، بالإضافة إلى فصائل أخرى تدعمها تركيا، ومجموعات عسكرية أخرى في شمال غربي سوريا.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.