انتظرت العوائل السورية في دمشق وريفها طويلا، من أجل أن يحين الوقت الذي تتسلم به مازوت التدفئة، وحين جاء وقت الاستلام، كانت الصدمة كبيرة عند السوريين! مازوت مغشوش بالماء، فما القصة؟
من المسؤول عن الغش الحاصل؟
العائلات السورية التي وردتها رسائل مازوت التدفئة عبر البطاقة الذكية في دمشق وريف دمشق، حين تسلمت حصصها من المازوت، عانت من صعوبة تشغيل المدافئ، ليتبين أنها مغشوشة بإضافة الماء إليها.
عوائل دمشقية عديدة أكدت، أن كميات المازوت التي حصلوا عليها من الموزعين بمناطق مختلفة من العاصمة السورية وريف دمشق، جميعها سيئة الاشتعال ومخلوطة بالمياه، الأمر الذي فاقم معاناتهم بالحصول على التدفئة لعدم قدرتهم على تشغيل المدافئ.
واقعيا، فإن توزيع المازوت يتم من قبل شركة “محروقات”، والشركة تقوم بتزويده للموزعين الذين يعطونه للعوائل والأسر في دمشق وريف دمشق، وبالتالي فإن المازوت المغشوش مصدره شركة “محروقات” أو الموزعين، لا ثالث بينهما، فماذا قال كل طرف؟
الموزعون نفوا خلط المازوت بالماء، واتهموا شركة “محروقات” الاي سلمتهم هذه المخصصات بأنها بالفعل خلطت المازوت بالماء، أي الأمر يحدث من المصدر وليس من قبلهم، أما شركة “محروقات” فنفت حديث الموزعين، وقالت إن الغش بالمادة يتم بأيدي الموزعين ليقوموا بزيادة الكميات وبيعها في السوق السوداء.
مخاطر الحلول لأزمة المازوت المغشوش!
عمليا، وبحسب العديد من الخبراء، فإن مازوت التدفئة الذي توزعه شركة “محروقات” هو رديء بالأساس، وعند إضافة المياه إليه يصبح من الصعب جدا تشغيله، لكن ما الذي تفعله العوائل كحل لصعوبة تشغيل المدافئ؟
الحل، أن العوائل اضطرت إلى خلط مازوت التدفئة بالنفط أو البنزين أو الگاز، وحتى الكحول الصناعي، لتتمكن من تشغيل المدافئ، لكن هذا الحل هو الآخر له مخاطر كبيرة، فهذه الخطوة تهدد بالحرائق وانفجار المدافئ أحيانا؛ لأن الخلط ينتج عنه اشتعال قوي وشديد وسريع.
ويضطر العديد من المواطنين، إلى دفع أكثر من 120 ألف ليرة سورية فوق سعر المازوت المحددة، في وقت يكون السعر المحدد لكل 50 ليترا ما مقداره 250 ألف ليرة سورية، وفي النهاية يأتي المازوت مغشوشا بالماء وصعب الاشتعال.
عوائل أخرى لجأت إلى بديل آخر وهو “البيليت”، إذ تعمل مدفأة “البيليت” على مواد من مخلفات الزيتون بعد العصر، كون أن أن موادهذه المدفأة متوفرة وكلفتها قليلة، ولكن لهذا النوع من المدافئ خطورة أكثر من الأنواع المألوفة، لأن موادها سريعة الاشتعال بشكل كبير.
من الجدير بالذكر، أن الحكومة السورية رفعت سعر المازوت المدعوم للتدفئة، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى أكثر من الضعف، وحددت الليتر الواحد منه بـ 5 آلاف ليرة، والذي كان سابقا 2000 ليرة سورية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.