في خضم اشتباكات عنيفة بين فصائل “المعارضة السورية” وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في تل رفعت، مناطق نفوذ الأخيرة، وإعلانها على إثر ذلك “مرحلة التعبئة العامة”، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الأحد، إنه “لا يريد الانحياز لطرف”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى “الحاجة للنظر إلى مصالح الأقليتان الدرزية والكُردية”.
ويعتبر تعليق ساعر أول تعليق إسرائيلي على التطورات المتلاحقة التي تشهدها سوريا عقب الهجوم المباغت الذي شنته فصائل “المعارضة” في كل من حلب وريف إدلب ومن ثم حماة.
ساعر: ندعم الدروز والكُرد
وأردف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن عربية“: “لا نريد أن ننحاز إلى أي طرف في هذا الأمر. لا يوجد طرف جيد بين النظام السوري والمتمردين الجهاديين”.
وأضاف ساعر خلال مؤتمر أمني: “من ناحية، لديك نظام يدعمه الجهاديون- وهو محور الجهاديين الشيعة وإيران وحزب الله- ومن ناحية أخرى، الجهاديون السنة”، وبالتالي، وفق ساعر “علينا أن نرى كيف يتشكل الفضاء السوري.. وليس من بعيد”.
وزاد ساعر بالقول: “أقترح أن ننظر إلى الأمر من منظور أوسع للمنطقة، لأنه حتى لو لم نكن نشطين عسكريا، فيجب أن ننتبه إلى كيفية تشكيل المنطقة”.
ولفت ساعر في تطور خطير، إلى إنه لا “يرى الظروف التي يمكن أن تعود فيها سوريا إلى ممارسة سيادتها المركزية على جميع أراضيها كما كانت في الماضي”.
وبيّن ساعر في حديثه حول التطورات بسوريا “أعتقد أنه من الأكثر واقعية- ومن مصلحة إسرائيل أيضا- تصور مستقبل سوريا كدولة فيدرالية، حيث تتمتع الأقليتان الدرزية والكردية، بالحكم الذاتي”.
وعليه، وفق حديث ساعر: “أعتقد أنه في هذه المنطقة أن حلفاءنا الطبيعيين الحقيقيين هم الأقليات، وينبغي أن يكون هذا هو الاتجاه الذي نتبعه، وكيف يمكننا الاستفادة من الوضع لزيادة التعاون”.
إسرائيل تريد “إضعاف” دمشق
وفي وقت سابق من يوم أمس السبت، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع وصف بـ”الاستثنائي” فيما يتعلق بالتطورات في سوريا، وخلص إلى أن “إسرائيل ستكلف نظام الأسد ثمنا إذا استمر في دعم حزب الله اللبناني”.
وفيما اعتبرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن “الجيش السوري ينهار”، عدت “معاريف” أنه “عاجز وتم إخضاعه”، وفق ما نقله “الشرق الأوسط”.
وكذلك أكدت مصادر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل “تتابع التطورات الدراماتيكية في سوريا عن كثب لترى إلى أين ستمضى”، مضيفة أن التطورات بسوريا “لا يؤثر ذلك علينا بالضرورة، وبالتأكيد ليس على المدى القصير – ولكن أي زعزعة هناك قد تصبح مؤثرة”.
وبينما كانت المعارك تدور على جبهات حلب وريف إدلب ومدينة حماة، قصف الجيش الإسرائيلي، السبت، أهدافا عسكرية قرب المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.
آخر التطورات
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل تعلن السيطرة على قاعدة منغ العسكرية في حلب.
وبينما تقصف الطائرات السورية والروسية ريفيي إدلب وحماة، حققت الفصائل وعلى رأسهم “هيئة تحرير الشام” مزيدا من التقدم في مدينة حلب شمالي سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن فصائل “المعارضة” تحاصر تل رفعت، بينا تم قطع الطريق بين منبج وتل رفعت والشهباء من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
بالإضافة إلى سيطرة الفصائل على “معبر التائهة” في ريف منبج من طرف الحكومة السورية.
- ضبط أسلحة إيرانية في طرطوس.. ما علاقة روسيا و”لواء فاطميون”؟
- تحوّل جذري في سياسة دمشق التجارية: وداعاً لبضائع طهران وموسكو.. فما القصة؟
- سوريا.. جمال سليمان يدعو لتحقيق العدالة والابتعاد عن الانتقام
- مرحلة إعادة الإعمار في سوريا: الشروط والتوقيت
- مساعدات أوروبية لدعم سوريا ودول الجوار.. كيف تنظر دول الاتحاد إلى دمشق؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.