بعد أن أقدمت فصائل المعارضة السورية على إطلاق عمليتي “ردع العدوان” و”فجر الحرية” في الشمال السوري، تحركت بعض المدن في المحافظات السورية، تأييدا للعمليات العسكرية، التي تمكنت في أيام قليلة، من السيطرة على مساحات واسعة، في حلب وإدلب، وصولا إلى مشارف مدينة حماة. 

حيث أقدم مسلحون محليون على مهاجمة حواجز أمنية للجيش السوري ومخافر الشرطة في أرياف، حمص ودرعا والسويداء، بينما خرجت مظاهرات تؤيد العمليات العسكرية. 

تلبيسة بريف حمص

في تلبيسة بريف حمص الشمالي، حيث هاجم شبان من أهالي المدينة مركز الناحية، مطالبين العناصر بالمغادرة، بينما أحرقوا حاجزاً للجيش السوري بعد مغادرة عناصره. إذ جاء ذلك بعد أن وصلت العمليات العسكرية إلى مشارف مدينة حماة، مساء السبت الفائت.

ردع العدوان
مقاتلون من فصائل المعارضة السورية على الطريق الدولي حلب – دمشق أ ف ب

كما استهدف مسلحون محليون رتلين عسكريين، الأول قرب قرية الفرحانية الواقعة بين مدينتي تلبيسة والرستن، بينما جرى استهداف الثاني في تلبيسة على طريق حمص – حماة، حيث أسفر الهجومان عن مقتل 6 من الميليشيات الإيرانية، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. 

بيان لأهالي مدينة تلبيسة، استنكر “أعمال الشغب التي حصلت في المدينة وطالب من قام بهذا العمل المشين بإطلاق سراح المخطوفين، وإعادة كافة المسروقات من سيارات وسلاح وأثاث فورا”. 

وجاء البيان، الصادر عن مجلس عوائل تلبيسة أمس الأحد، “على خلفية ما جرى في المدينة مساء يوم السبت الماضي، حيث قامت مجموعة من أبناء مدينة تلبيسة بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وسرقتها والهجوم على قسم الناحية والمفارز الأمنية وتعفيشها وسلب سياراتها واسلحتها والاعتداء على الطريق الدولي وسلب السيارات والاعتداء على الأشخاص المسافرين”.

وتعهد “مجلس العوائل” في البيان، بحماية كافة المنشآت العامة والخاصة، وبمعاقبة “كل من تسول نفسه بالاعتداء عليها”، بينما طالب بعودة الدوائر الحكومية والناحية والأقسام الأمنية، معتبراً أن ما جرى في تلبيسة لا يمثل أهالي المدينة وإنما يمثل الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل فحسب، فيما وُجّهت اتهامات للأجهزة الأمنية بالضغط لإصدار البيان. 

درعا والسويداء

في محافظة درعا، هاجم مسلحون محليون حواجز للجيش السوري، حيث أدى ذلك إلى وقوع 6 قتلى، على حاجز خربة غزالة – داعل في وقت متأخر يوم السبت الماضي، بينما شهد حاجز أمني بين مدينة أنخل وقرية سملين اشتباكات، صباح أمس الأحد، مما أدى إلى حركة نزوح للأهالي.

متظاهر في ساحة الكرامة يحمل لافتة تبارك السيطرة على حلب - السويداء 24
متظاهر في ساحة الكرامة يحمل لافتة تبارك السيطرة على حلب – السويداء 24

بينما دخل مسلحون إلى مقر ناحية بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، حيث أقدموا على سحب الأسلحة في المقر، مع الإبقاء على العناصر بدخله، على غرار ما حصل في مدينة داعل في الريف الأوسط، يوم السبت الماضي. 

على إثر هذه الأعمال، انسحب حاجز المخابرات الجوية، من بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، فجر أمس الأحد، من دون أي اشتباكات أو إطلاق نار. كما انسحب حاجز آخر قرب تل “المطوق” العسكري، شرقي مدينة جاسم، باتجاه بلدة الفقيع، جنوب شرقي المدينة. 

وخرجت مظاهرات في عدة مناطق في درعا، تأييداً للعمليات العسكرية في حلب وإدلب وحماة، في شمال سوريا. 

وجاءت هذه الأحداث في درعا، عقب تصريح مصدر مقرب من قادة سابقين في الفصائل المحلية في درعا، أن هناك خطة لعمليات عسـكرية ضد الحواجـز والنقاط العسـكرية التابعة للجيـش والأجهزة الأمنيـة من المحتمل أن تبدأ بدرعا قريباً، يمكن أن تكون على غرار ما يحدث في مناطق حلب وحماة وإدلب في منطقة شمال غرب سوريا، وفق شبكة “درعا 24“. 

المصدر لم يستبعد أن يشارك اللـواء الثامن، التابع لروسيا، في هذه العمليات، إذ يُعدّ أحد أكبر التشكيلات العسـكرية المحلية في الجنوب السوري، وخضع للتسوية والمصالحة في العام 2018. 

بالنسبة لمحافظة السويداء، لم تغب عن المشهد أيضا، حيث خرجت مظاهرات في “ساحة الكرامة” بمدينة السويداء، تؤيد العمليات العسكرية في شمال البلاد. في حين هاجم مسلحون بعض المراكز الأمنية. 

بدوره، قال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، إنّ سوريا تقف على منعطف تاريخي يستدعي إنهاء الصراع وإيقاف آلة القتل التي حصدت أرواح السوريين وتسببت بتشريدهم وتهجيرهم على مدار سنوات، مشدداً على حق أصحاب الأرض في العودة إلى ديارهم واستعادة حقوقهم المشروعة.

ودعا الهجري، في بيان أمس الأحد، المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالشأن السوري إلى العمل الجاد لتحقيق انتقال سياسي شامل وعادل، يعالج جذور الأزمة السورية، ويضع البلاد على طريق التعافي، مؤكّداً أن هذا الانتقال يجب أن يفتح الباب لبناء دولة جديدة قائمة على الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات