بعد نفي “الحشد الشعبي” العراقي بشكل قاطع دخول سوريا ودعم قوات الجيش السوري ضد فصائل “المعارضة السورية” في الشمال السوري ومناطق أخرى تشهد معارك عنيفة، أصدرت دول غربية بيانا دعت فيه إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين في سوريا.

ودعت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، عبر بيان رسمي، إلى خفض التصعيد في سوريا وحماية المدنيين.

سوريا.. معارك مستمرة

وجاء البيان الغربي بعد أن أفادت مصادر دبلوماسية عبر صحيفة “الوطن” السورية، اليوم الاثنين أن الحكومة السورية طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

وأضافت أن هذا الطلب نقلته الدول الإفريقية الأعضاء في المجلس “الجزائر وسيراليون والموزمبيق” إضافة إلى غويانا، بحسب “وكالة الأنباء الفرنسية” (أ ف ب).

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، غدا الثلاثاء، بشأن الوضع في سوريا بعد الهجوم “المباغت” الذي شنته فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا).

“الحشد الشعبي” ينفي و”المرصد” يؤكد!

وفي حين نفى رئيس “الحشد الشعبي” فالح الفياض، في بيان له اليوم الاثنين، بشكل قاطع دخول عناصر “الحشد” إلى سوريا، أكد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن، لقناة “العربية“، دخول ما لا يقل عن 200 عنصر من “الفصائل العراقية المسلحة”، الأراضي السورية من معبر البوكمال باتجاه البادية السورية، ومن بينها عناصر من “الحشد الشعبي”.

وتوجه “الفصائل العراقية” نحو البادية السورية قد يعني، بحسب مدير “المرصد السوري”، توجه “الفصائل العراقية” نحو ريفي حماة وحلب، حيث تشهد اشتباكات عنيفة بين فصائل “المعارضة السورية” وقوات الجيش السوري. وأشار مدير “المرصد” إلى أن “هيئة تحرير الشام” تحاول فرض طوق أمني على مدينة حماة لمحاصرتها.

وبالعودة إلى رئيس “الحشد الشعبي” فالح الفياض، فإنه شدد على “الحشد الشعبي” لا يعمل خارج العراق، موضحا أن توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات.

وختم الفياض قائلا إن ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي.

بغداد تنفي أيضا!

في وقت سابق من اليوم الاثنين، اعتبر المتحدث باسم الداخلية العراقية مقداد ميري خلال مؤتمر صحافي، أن الأنباء عن عبور فصائل مسلحة الحدود العراقية والدخول إلى سوريا، مجرد “كلام إنشائي”.

وأشار ميري إلى أن هذا الكلام “يتم تداوله على فيسبوك”، مؤكدا أنه “لا توجد أي حركة مسجلة على الحدود”، مبينا أن اختراق الحدود غير ممكن إطلاقا بحكم التحصينات والقطعات العسكرية الموجودة.

وأكد ميري أن الحدود مع سوريا مؤمنة بشكل أكبر من بقية الحدود مع دول الجوار، منوّها لتواجد فرقتين من قيادة قوات الحدود، بالإضافة إلى دعم من الجيش و”الحشد الشعبي”، على حد قوله.

هذا وكان قد أفاد مصدران في الجيش السوري بأن عناصر من “الفصائل العراقية” المدعومة من إيران دخلوا إلى سوريا الليلة الماضية قادمين من العراق، متجهين إلى شمال سوريا لتعزيز قوات الجيش السوري التي تقاتل فصائل “المعارضة”.

عناصر بقيادة “هيئة تحرير الشام” يسيرون في شارع في الراشدين بمحافظة حلب بسوريا في 29 نوفمبر 2024. رويترز / محمود حسانو

كما وصرح مصدر كبير في الجيش السوري لوكالة “رويترز” أن عشرات من عناصر الحشد الشعبي عبروا أيضاً من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، مضيفا أن “المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب حزب الله العراقي ولواء فاطميون”.

هذا وتصاعد القتال في سوريا لمستويات غير مسبوقة، حيث تمكنت فصائل “المعارضة السورية” شمالي البلاد من إحكام سيطرتها على مدينة حلب ثاني أكبر مدن البلاد والعاصمة الاقتصادية لسوريا، ويتجهون الآن للتركيز على جبهة حماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات