مر قرابة أسبوع منذ بدء عملية “ردع العدوان” كما سمّتها فصائل “المعارضة السورية” في حلب، و4 أيام منذ أن سيطرت تلك الفصائل على المحافظة التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، مع انسحاب دون مقاومة من قبل الجيش السوري منها، فماذا يعني سيطرة “المعارضة” على حلب؟

وفق تقرير لموقع “الحرة” الأميركي، فإن ما حدث في حلب “يُمثل انتصارا كبيرا لقوى المعارضة السورية على الأصعدة العسكرية والسياسية والمعنوية”، وذلك نقلا عن مدير وحدة تحليل السياسات في مركز “حرمون” للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله.

ماذا يعني السيطرة على حلب؟

بحسب سمير العبد الله، فإن استعادة السيطرة على مدينة كبيرة مثل حلب، تُعد “عاملا حاسما سيؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث في سوريا، خاصة في ظل تحرير المناطق بسهولة وسرعة (…) وانهيار الجيش السوري”.

من الناحية السياسية، تعيد سيطرة الفصائل على حلب “الزخم للقضية السورية، وتقوي موقف المعارضة والدول الداعمة لها في أي مفاوضات مقبلة، مما يعزز فرص تحقيق مكاسب سياسية”، وفق العبد الله.

من جانبه، يرى الباحث السوري في مركز “جسور للدراسات”، عبد الوهاب عاصي، وفق تقرير “الحرة“، أن “الأهمية الكبرى للسيطرة على حلب تكمن في تخفيف أزمة اللاجئين”، مشيرا إلى حجم حلب الكبير، وقدرتها على استيعاب السوريين من شتى المحافظات؛ نظرا لكثرة الكتل السكانية المنتشرة فيها.

علم المعارضة السورية على سارية وسط حلب – (فرانس برس)

ويردف عاصي، أن الحكومة السورية “فقدت السيطرة لأول مرة على مدينة سورية اقتصادية”، معتبرا أن ما يجري “يغيّر خارطة السيطرة والموازين أيضا”.

وتكمن أهمية حلب أولا كمدينة صناعية، بحسب عاصي، إذ تضم مدنا كاملة وضخمة، بينها العرقوب، والكلاسة، والشيخ نجار. ووفقا له، يمكن لهذه المنشآت أن “تشتغل وتستفيد منها كل مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا”.

ويبيّن الباحث السوري، أن سيناريو السيطرة على حلب كاملة والتثبيت فيها “سيعود على المعارضة بالكثير من المكاسب، وقد تتحول هذه المدينة إلى عاصمة سياسية واقتصادية لها في آن واحد”.

“معارضة من الداخل تفرضها حلب”

بينما يعتبر العبد الله، أن “الانتصار يعد فرصة كبيرة لتركيا لتوسيع المنطقة الآمنة لتشمل محافظة حلب بأكملها، مما قد يتيح عودة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى ديارهم، ويساهم في تحقيق استقرار أكبر على المستويين المحلي والإقليمي”، مؤكدا أن ما يجري في حلب بمثابة “نقطة تحول مهمة”.

أما عبد الوهاب عاصي فيعتقد، أن السيطرة على حلب “تؤهل فصائل المعارضة للتحول إلى جيش نظامي مع تشكيل وزارة دفاع حقيقية”، ويربط هذا الأمر بالثكنات العسكرية الموجودة في محيط المحافظة والمنشآت من كليات وأكاديميات كبيرة ومعسكرات تدريب.

ومنذ فجر الأربعاء الماضي، أعلنت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، ومساء الجمعة، أعلنت دخول مدينة حلب، قبل فرض سيطرتها عليها وعلى مطارها الدولي.

كذلك سيطرت فصائل “المعارضة السورية”، على عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة، فيما انسحب الجيش السوري من مواقعه “بشكل مؤقت”، تمهيدا لـ “هجوم مضاد” بهدف استعادة السيطرة على حلب والمناطق الأخرى، كما يقول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة