تكثفت الجهود الإيرانية لاحتواء التصعيدات التي تشهدها سوريا منذ الهجوم “المباغت” الذي شنته فصائل “المعارضة السورية” الأسبوع الماضي ضد قوات الحكومة السورية، تمكنت خلاله من السيطرة على حلب ومناطق أخرى.
وآخر هذه التحركات، كانت المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، تناولت آخر التطورات في سوريا.
ويبدو واضحا من تحركات طهران، وخاصة زيارات وزير خارجيتها لدول المنطقة، أنها تسعى بشتى الطرق لحشد الدعم لحكومة دمشق في مواجهة هجمات فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا.
لبحث التطورات بسوريا
بحث وزير الخارجية عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، الوضع المتصاعد في سوريا، لما تدور من معارك عنيفة بين فصائل “المعارضة” وقوات الجيش السوري، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا“، اليوم الخميس.
وطبقا للوكالة الإيرانية، فإن عراقجي أطلع وزير الخارجية المصري، خلال الاتصال الذي جرى أمس الأربعاء، على نتائج المحادثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين والأتراك خلال زيارته الأخيرة لكل من دمشق وأنقرة.
وشدد عراقجي خلال اتصاله بوزير الخارجية المصري على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية والمشاورات بين الأطراف الفاعلة في المنطقة لمواجهة التهديد الذي يمكن أن يشكله نشاط فصائل “المعارضة” في سوريا، حيث أشار إلى أن انتشار هذه الفصائل في المنطقة “يشكل تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.
واتفق الوزيران، الإيراني والمصري على مواصلة الاتصالات والمشاورات، فيما أكد عراقجي “دعم طهران للحكومة السورية في مواجهة الفصائل المسلحة”، بحسب ما نقلت وكالة “إرنا”.
هذا وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، في وقت سابق، إنه سيلتقي بمسؤولين عراقيين، غدا الجمعة، لبحث الأزمة في سوريا، قبل أن يتوجه إلى الدوحة لحضور اجتماع “أستانا” مع وزيري خارجية روسيا وتركيا، لبحث “إعادة الاستقرار إلى سوريا”.
تحركات إقليمية
في غضون ذلك، قالت وكالة “رويترز”، نقلا عن متحدث باسم وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن “أنقرة تتعاون وتنسق بشكل وثيق مع دول المنطقة منذ تجدد الصراع في شمال سوريا الأسبوع الماضي”، مضيفة أنه يجري اتخاذ إجراءات لتحقيق الاستقرار.
فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية مجددا وجهة نظر تركيا بأن الصراع ناجم عن عوامل داخلية وقضايا لم تُحسم في سوريا، مشددا على أن أنقرة لا تزال ملتزمة بالاتفاقيات التي توصلت إليها.
وقال المتحدث باسم الوزارة التركية: “قواتنا تتخذ كل التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ومنذ بداية العملية، يستمر التعاون والتنسيق الوثيق مع نظرائنا في المنطقة”، وفق ما نقلته “رويترز”.
تزامنا مع ذلك، استعرض رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمام مجلس النواب، أمس الأربعاء، السياسات والإجراءات الحكومية التي اتخذتها لمواجهة التطورات التي تشهدها المنطقة، ولا سيما التصعيد في سوريا.
وفي وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، جدد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من بسام صباغ، وزير الخارجية والمغتربين السوري، على “موقف مصر الثابت والداعم للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”، مؤكدا على “الأهمية البالغة لحماية المدنيين”.
وبحسب بيان للخارجية المصرية، فقد تناول الاتصال بين عبد العاطي وصباغ آخر المستجدات والتطورات الميدانية في شمال سوريا، والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأسرها.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنه جرى بحث سبل الدعم العربي للدولة السورية، في ظل التطورات الأخيرة، خصوصا في إطار “جامعة الدول العربية”.
وحققت فصائل “المعارضة السورية” خلال الأيام الماضية أكبر تقدم أمام قوات الحكومة السورية منذ سنوات، حيث سيطرت على كامل مدينة حلب وبعض المناطق الأخرى في ريفي إدلب وحماة، وبدأت في التقدم نحو مدينة حماة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.